جدد الجزائريون موعدهم مع المسيرات الأسبوعية، في الجمعة 14 منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين، في عدة ولايات، للتأكيد مرة أخرى على رفضهم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية القادم ورحيل كل رموز النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، مرددين شعارات “مكانش انتخابات يا العصابات” و”الشعب يريد يتنحاو قاع”. ومثل الجمعة الماضية، شهدت مداخل العاصمة الجزائر العاصمة، عبر الطرق الرئيسية وحتى المسالك الثانوية خاصة التي تربطها بالناحية الشرقية للوطن، اختناقا مروريا رهيبا ازدادت حدته في حدود الساعة العاشرة صباحا بسبب الحواجز الأمنية الكثيرة التي تم نصبها ليلة الخميس إلى الجمعة، كذلك الموجود على مستوى حي الموز بباب الزوار، وهو الأمر الذي حال دون التحاق الكثير من المواطنين بالجزائر العاصمة خاصة القادمين من بومرداس والبويرة وتيزي وزو، بينما شهدت ساحات وشوارع العاصمة الجزائر انطلاقا من ساحة أول ماي وصولا إلى شارعي حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد تعزيزات أمنية، أكثر كثافة من الأسابيع الماضية. ومنعت قوات الأمن في الصبيحة المتظاهرين من الاقتراب من ساحة البريد المركزي التي تم تطويقها، حيث اعتقلت عدد من المتظاهرين كما منعت التصوير وصادرت هواتف بعض الصحافيين. وأمام هذا الوضع، اضطر المتظاهرون إلى التجمع أمام الجامعة المركزية ” بن يوسف بن خدة ” في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، ليقرروا بعد بعض الوقت السير نحو ساحة البريد المركزي، أسن نجحوا في كسر الطوق الأمني الأول الذي تم وضعه في الطرف الآخر من الطريق المقابل لساحة البريد، لكنهم لم يتمكنوا من اختراق الطوق الثاني الذي حال دون وصولهم إلى الساحة، لكنهم أصروا على البقاء في المكان مرددين شعارات تؤكد إصرارهم على رحيل رموز النظام ورفض انتخابات 4 جويلية، مرددين شعارات ” مكانش انتخابات يا العصابات ” و ” كليتو البلاد يا السراقين ” ، فيما رفع متظاهرون آخرون شعارات منتقدة لخطاب قائد الأركان أحمد قايد صالح الذي الثلاثاء الماضي الذي أكد فيه التمسك بالانتخابات الرئاسية وانتقد بشدة مطلب ” يتنحاو قاع “، كما رددوا شعار “دولة مدنية ماشي عسكرية”. ومثل الجمعة الماضية، قامت مصالح الأمن، بإغلاق نفق الجامعة المركزية، وركنت العشرات من الشاحنات التابعة لها في مداخله سواء ذلك المطل على نهج باستور أو في الجهة المقابلة لساحة موريس أودان، بينما قام عدد من الشباب المتطوع بالوقوف بين مصالح الأمن والمتظاهرين لتفادي وقع أي احتكاك بين الطرفين وكذلك للتدخل في حالة تسجيل أي طارئ. ومع تزايد عدد المتظاهرين امام البريد المركزي، شهد المكان أجواء مشحونة بين بعض المتظاهرين وعناصر مكافحة الشعب، عند بسبب محاولتهم تخطي الطوق الأمني. واضطرت قوات مكافحة الشغب عند حدود الساعة الثالثة زوالا من الانسحاب وإخلاء ساحة البريد المركزي. ولأول مرة منذ بداية الحراك سار المتظاهرون من البريد المركزي نحو ساحة الشهداء في مسيرة حاشدة، رافعين علما وطنيا ضخما.