مقرة تدخل التاريخ.. بسكرة والشلف يعودان ومدارس عريقة تتهاوى

448 هدفا في 30 جولة.. بن عاشور هدافا وتلمسان الأفضل هجوما

كانت مجريات الرابطة المحترفة الثانية وفية لوعودها من حيث التنافس والإثارة، بدليل أن تأشيرات الصعود لم يحسم فيها إلى غاية الجولة الأخيرة، خاصة بعد مخلفات الجولات الماضية التي زادت في حدة التنافس على مستوى كوكبة المقدمة التي اقتصرت في النهاية على 4 أندية، لتعود الكلمة إلى اتحاد بسكرة ونحم مقرة وجمعية الشلف، في الوقت الذي خسر وداد تلمسان الرهان في آخر أنفاس البطولة.
أجمع الكثير من المتتبعين على وصف صعود إتحاد بسكرة ونجم مقرة وجمعية الشلف بالمستحق، وهذا بناء على المستوى الذي أبانت عنه الفرق المذكورة التي تداولت على مقعد الريادة، حيث كانت البداية مع جمعية الشلف في مطلع البطولة، لتتولى المهمة نجم مقرة في أغلب فترات البطولة، قبل أن يخطفها أبناء الزيبان في الجولة ما قبل الأخيرة، في الوقت الذي فوت وداد تلمسان على نفسه فرصة العودة إلى حظيرة الكبار، عقب الخسارة القاسية التي مني بها فوق ميدانه أمام اتحاد بسكرة في الجولة ما قبل الماضية. وفي لمؤخرة خيب أبناء الورود الظن، حين تقهقروا في موسمين من حظيرة الكبار إلى القسم الهاوي، سقوط كان على طريقة شباب باتنة، ما يعكس حجم المتاعب والمصاعب التي تلاحق اتحاد البليدة من الناحية التسييرية على الخصوص، كما لم يصمد رائد القبة وترجي مستغانم في هذا المستوى، وعادا مجددا إلى القسم الهاوي، في الوقت الذي نجت عدة فرق معروفة من ذات الشبح في آخر لحطة، على غرار مولودية سعيدة وجمعية وهران واتحاد الحراش.
مقرة تدخل التاريخ.. أبناء الزيبان والشلفاوة يعودون إلى حظيرة الكبار
دخل نجم مقرة التاريخ من الباب الواسع، وهذا بعد الصعود الثاني على التوالي الذي جعله يقفز من القسم الهاوي إلى حظيرة الكبار، بدليل أن مكثوا في الرابطة الثانية لم يد سوى موسما واحدا، وهو الانجاز الذي يجعل نجم مقرة أول ممثل لولاية المسيلة في الرابطة المحترفة الأولى، إنجاز يصفه الكثير بالمستحق بناء على المشوار الذي حققه أبناء المدرب عزيز عباس، بدليل قيادتهم للريادة في أغلب جولات البطولة، قبل أن يتعرض الفريق لعقوبة قاسية بعد مباراة سعيدة، اثر خصم 4 نقاط من الرصيد، ما جعل الفريق يتراجع إلى المرتبة الرابعة، ولو أن ذلك لم يثن من عزيمة زملاء حميتي الذين واصلوا المسيرة بنفس العزيمة، لتكون خاتمة النجم مسكا عقب الفوز المحقق في القبة، وفي السياق ذاته، عرف إتحاد بسكرة كيف يعود إلى حظيرة الكبار الذي غادره الفرق مرغما نهاية الموسم الماضي، حيث عرف أبناء لكناوي كيف يرفعون التحدي رغم صعبة المهمة، وكانت عودتهم قوية في الجولات الأخيرة، ما جعلهم يحققون انتصارات حاسمة، خاصة في العلمة وتلمسان، فكانت مباراة لازمو لترسيم الصعود واحتلال الريادة، كما حققت جمعية الشلف ذات الطموح، بعد إنهاء الموسم في المرتبة الثالثة بقيادة المدرب الشاب سمير زاوي الذي عرف كيف يعيد سيناريو 2001، انجاز يسم لجمعية الشلف بتعزيز طموحات الماضي، خصوصا وأن جمعية الشلف يعد أول فريق يحرز لقب الرابطة المحترفة بصيغتها الجديدة.
تلمسان خسرت الرهان والعلمة ضيعت أسهل صعود
من جانب آخر، خسر وداد تلمسان الرهان في آخر أنفاس البطولة، حدث ذلك بعد خسارته المفاجئة والمرة بميدانه أمام اتحاد بسكرة خلال الجولة ما قبل الأخيرة، وهو الأمر الذي حرمه من المرتبة الأولى، لتحرمه من هدف الصعود بعد إخفاق زملاء بوعلي في قمة جولة الافتتاح أمام جمعية الشلف التي عادت إليها الكلمة في النهاية، وإذا كانت وداد تلمسان تعدد الأفضل من ناحية الهجوم وحققت مسارا نوعيا، إلا أن عدم التسيير الجيد للجولات الأخيرة كلفها غاليا، في الوقت الذي ضيعت مولودية العلة أسهل صعود كان في متناولها، وهذا بسبب تراجع النتائج في النصف الأخير من مرحلة العودة، وهو الأمر الذي عصف بالمدرب التونسي وجدي، وتم الاستنجاد بخدمات علي مشيش، حينها تحول الهدف من الصعود إلى ضمان البقاء بطريقة خلفت الكثير من القلق وسط الأنصار، خاصة وأن الكثير اجمعوا أن مولودية العلمة كانت في موقع قوة للعودة إلى حظيرة الكبار. وفي السياق ذاته يمكن القول أن هناك بعض الأندية لم تحفظ الدرس، ووقعت في نفس أخطاء الماضي، على غرار سريع غليزان الذي حقق مسارا مهما لكن افتقد إلى النفس الطويل، في الوقت الذي خسرت أندية معروفة ظن جماهيرها، في صورة اتحاد عنابة وشبيبة سكيكدة وغيرها.
“لازمو” وسعيدة والحراش ومدارس عريقة تتهاوي
وإذا كانت العديد من الأندية قد خطفت الأضواء، في صورة إتحاد بسكرة ونجم مقرة وجمعية الشلف، فإن هناك بعض الأندية خيبت الظن، وفي مقدمة ذلك إتحاد التي غادرت الرابطة المحترفة الثانية في خانة تحصيل حاصل، والكلام ينطبق على رائد القبة الذي لم يتمكن من الصمود، وكان أسيرة المشاكل الفنية والتسييرية، شأنه في ذلك شأن ترجي مستغانم الذي عجز عن ضمان البقاء بعد خسارته في سعيدة خلال جولة الاختتام، وبذلك تفقد الرابطة الثانية 3 مدارس كروية مهمة، في الوقت الذي أنقذت أندية أخرى نفسها في آخر لحظة، على غرار إتحاد الحراش وجمعية وهران ومولودية سعيدة، ما يحتم عليها مراجعة حساباتها لتفادي سيناريو المتاعب التي لاحقتها هذا الموسم.
زاوي ولكناوي عباس مدربون شبان يتألقون وتلمسان الأفضل هجوما
وبلغة الأرقام فقد قدرت عدد الأهداف التي سجلت هذا الموسم ب 448 في 240 مباراة، وهذا بمعدل 1.86 في كل مباراة، حصيلة تعد الأقل قياسا بالموسم الماضي الذي عرف توقيع 509 هدف، أي بمعدل هدفين في كل مباراة، في الوقت الذي يعد وداد تلمسان الأفضل هجوميا بتسجيل 44 هدفا، فيما يعد بن عاشور هداف البطولة ب 15 هدفا، بليه عدة مهاجمين تألقوا هذا الموسم، على غرار ثلاثي وداد تلمسان بلحمري ومسعودي وسعادي، ومهاجم جمعية الشلف هشام قدور وكذا أميري ونزواني وحميتي من نجم مقرة. في المقابل برز العديد من المدربين الشبان هذا الموسم، بعضهم حققوا انجازات الصعود، ويتعلق الأمر بالدولي السابق سمير زاوي الذي ساهم في صعود جمعية الشلف، ولكناوي الذي حقق الصعود الثاني له مع اتحاد بسكرة وكذا عزيز عباس الذي ارتقى بنجم مقرة إلى حظيرة الكبار.
تصريحات بعد الصعود
عز الدين بن ناصر (رئيس نجم مقرة)دخلنا التاريخ..
تعرضنا لمؤامرة والحمد لله خرجنا منها سالمين
ما حققناه يعد انجاز كبيرا، لا تتصور فرحتنا بالصعود، خصوصا وأننا تعرضنا لمؤامرة خرجنا منها سالمين، حيث ركزنا على كيفية جلب 53 نقطة في المجموع ولم تثننا تبعات المؤامرة، انهينا الموسم في المرتبة الثانية لكن نعتقد أننا احتلينا المرتبة الأولى ب 57 نقطة وليس المركز الثاني برصيد 53 نقطة، وهذا حين نعود إلى سيناريو خصم 4 نقاط من رصيدنا، ما يهمنا أننا حققنا طموحات الأنصار، وهذا أول انجاز لممثل الحضنة، نجم مقرة عمره 21 سنة لكن لم ندخر أي جهد من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، سابقا حين نقول أن مقرة ستكون في الرابطة الأولى يضحكون علينا، لكن في النهاية تحقق الهدف مقابل تكلفة تقدر بحوالي 12 مليار سنتيم، لدينا راتبين لم يسدد، وننتظر من رجال مقرة أن يجمعوا منحة فوز القبة، كما نشكر والي المسيلة على وقفته وننتظر منه مزيدا من الدعم لتسوية حقوق اللاعبين، أتمنى من الأنصار ألا يعيدوا ما حدث في مباراة سعيدة، لأن هذا أثر فينا كثيرا.. نجم مقرة في الرابطة الأولى وأتمنى من الرجال التقدم لتولي زمام الفريق، لأنني سأنسحب ومستعد للمساعدة من قريب أو من بعيد.
عزيز عباس (مدرب نجم مقرة)
العدالة الإلهية أنصفتنا وبالنسبة إلي أنهينا الموسم في الريادة
أهنئ أسرة وأنصار نجم مقرة على هذا الصعود المستحق، فقد برهنا على صحة إمكاناتنا، وفزنا على جميع المنافسين المباشرين، حققنا 16 مباراة دون هزيمة، وهذا ليس سهلا، في الوقت الذي أنصفتنا العدالة الإلهية، لا يعقل أن تنزع منا 4 نقاط، لكن الحمد لله فاللاعبون كانوا في مستوى التحديات والتضحيات خاصة في المرحلة الصعبة، ليس سهلا أن تكون في المرتبة الأولى ثم يعيدون إلى المرتبة الرابعة أو الخامسة، أنا سعيد جدا بهذا الانجاز، وأشكر كل من وقف إلى جانبنا، هذا الانجاز مهم لنجم مقرة ومهم لي شخصيا، لأنني عملت بقلبي وبكل جدية، هنيئا لنجم مقرة ولجميع سكان المسيلة وكذا أنصار مدينتي البرج.
نذير لكناوي (مدرب اتحاد بسكرة)
رفعنا التحدي بعد خسارة الحراش وفوزا العلمة وتلمسان قلبا الموازين
هنيئا لأسرة إتحاد بسكرة هذا الصعود المميز، والذي يسمح بعودة الفريق مجددا إلى حظيرة الكبار، الانجاز تحقق بفضل وقفة الرجال وروح المجموعة، أدينا موسما صعبا وأنهيناه بشكل جيد، الصعود إنجاز مهم لاتحاد بسكرة خصوصا وأننا لعبنا مع المنافسين المباشرين، حدثت مشاكل كبيرة، لكن في النهاية تجاوزنا كل هذه الصعاب، من ذلك ما حدث لنا في بداية الموسم، وكذا بعد خسارتنا في خنشلة، حينها عقدنا اجتماعا من أجل رفع التحدي، والحمد لله أن الجميع كان في الموعد، أعتقد أن فوزنا في العمة أحية حظوظنا في الصعود، وفوزنا في تلمسان جعلنا نضع قدما ونصف في حظيرة الكبار، فوزنا في الجولة الأخيرة لم يكن سهلا أمام جمعية وهران، لكن في النهاية حققنا الانجاز الذي كان يترقبه الجميع، قلت للاعبين بعد هزيمة الحراش سيجب أن نظفر ب 15 نقطة، والحمد لله حققنا انجازات مهمة بفوزنا أمام العلمة وغليزان وتلمسان، عرفنا كيف نرفع التحدي وتعبيد الفريق إلى مكانته، هنيئا مجددا لأسرة بسكرة وحظ موفق في الرابطة الأولى.
سمير زاوي (مدرب جمعية الشلف)
اللاعبون حققوا الصعود بأرجلهم وسعيد بتكرار سيناريو 2001
هنيئا لأسرة جمعية الشلف هذا الصعود الذي يعيد الفريق إلى مكانته الحقيقية، واجهنا صعوبات كثيرة هذا الموسم والى آخر جولة، بدليل أننا انهينا البطولة بمباراة قوية مع وداد تلمسان، الحمد لله أن اللاعبين سيروا المباراة بخبرتهم مثلما وفقوا في تسيير مجريات البطولة رغم الصعبات الكثيرة التي واجهناها في الجولات الماضية، شكرا لكل من وضع الثقة في خدماتي، أعتقد أن الصعود مستحق والمسيرة مميزة، حيث سجلنا بداية قوية في البطولة، لكن الأزمة المالية صعبت مهمتنا، اهدي الصعود لجميع مناصري الشلف وجميع من وقفوا معي، بصراحة لو كانت الإمكانات، ولو وضع اللاعبون في وضعية جيدة لحققت الصعود قبل هذه الجولة، وعليه فإن الصعود لم يكن سهلا، بحكم أننا عشنا الضغط حتى الدقيقة الأخيرة، ما يمكن قوله أن الصعود حققه اللاعبون بأرجلهم، والحمد لله أننا كررنا سيناريو 2001، وأن شاء الله سيكون هذا الانجاز فاتحة لانجازات أخرى.
أرقام من الرابطة المحترفة الثانية
– أكبر عدد من الانتصارات كانت من جانب إتحاد بسكرة ونجم مقرة ب 16 فوزا، يليهما وداد تلمسان وسريع غليزان ب 15 فوزا.
– الفريق الذي حقق أضعف حصيلة من الانتصارات هو رائد القبة ب 4 انتصارات واتحاد البليدة ب 5 انتصارات واتحاد الحراش الذي فاز في 7 مناسبات.
– صاحب أكبر عدد من التعادلات هو اتحاد الحراش ب 15 تعادل، يليه رائد القبة ب 14 تعادل ومولودية سعيدة ب 12 تعادل.
– صاحب أقل عدد من التعادلات هو سريع غليزان ب 5 تعادلات واتحاد عنابة ب 6 تعادلات واتحاد بسكرة ب 7 تعادلات.
– صاحب أقل عدد من الهزائم هو نجم مقرة وجمعية الشلف ب 6 هزائم واتحاد بسكرة الذي انهزم في 7 مباريات.
– صاحب أكبر عدد من الهزائم هو اتحاد البليدة ب 19 هزيمة واتحاد عنابة الذي خسر في 13 مباراة والثلاثي شبيبة بجاية وشبيبة سكيكدة ورائد القبة ب 12 هزيمة.
– صاحب أقوى هجوم هو لوداد تلمسان ب 44 هدف، يليه الرائد اتحاد بسكرة ب 39 هدف والوصيف نجم مقرة ب 36 هدف وجمعية الشلف ب 35 هدف.
– صاحب أضعف خط هجوم هو ثلاثي المؤخرة اتحاد البليدة ب 15 هدف ورائد القبة ب 18 هدف وترجي مستغانم ب 19 هدف.
– صاحب أفضل دفاع هو سريع غليزان ب 17 هدف والثنائي جمعية الشلف واتحاد عنابة ب 23 هدف.
– صاحب أضعف دفاع هو اتحاد البليدة ب 44 هدف وترجي مستغانم ب 37 هدف وجمعية وهران ب 34 هدف.
– عرفت بطولة الرابطة المحترفة الثانية تسجيل 448 هدفا في 240 مباراة، أي بمعدل 1.86 هدف في كل مباراة، وهي حصيلة أقل من الموسم الماضي التي عرفت تسجيل 509 هدفا في 240 مباراة، أي بمعدل هدفين في كل مباراة.
– الفرق التي حافظت على استقرار العارضة الفنية هي اتحاد بسكرة وجمعية الشلف.
– الفرق التي حطمت الرقم القياسي في تغيير المدربين هي اتحاد البليدة ورائد القبة ومولودية العلمة وجمعية وهران وسريع غليزان.
– هداف البطولة هو مهاجم إتحاد بسكرة ب 15 هدف، يليه عدة هدافين، على غرار بلحمري ومسعودي وسعادي من وداد تلمسان، إضافة إلى هشام قدور من جمعية الشلف، وأميري ونزواني وحميتي من نجم مقرة.