عرفت أسعار الملابس ارتفاعا محسوسا هذه الأيام وزيادات تصل حتى 50 بالمائة في ملابس الأطفال وكذا الأحذية، التي وجد الأولياء أنفسهم محتارين بين المستوردة الباهظة الثمن والصينية الفاقدة للجودة، والتي تشكل خطرا على صحة أبنائهم أمام غياب شبه تام وكلي للمنتج الوطني باستثناء فساتين السيدات المنزلية. استغربت العائلات التي عجزت عن شراء ملابس العيد قبيل حلول الشهر الفضيل، من الزيادات غير العقلانية وغير المبررة في الأسعار، فقد عرفت ارتفاعا دفعة واحدة بداية من الأسبوع الثاني من شهر رمضان، فمع دخول الملابس الصيفية الجديدة واقتراب العيد ارتفعت أثمانها، وهو ما بدا لنا جليا خلال جولة قادتنا للمحلات التجارية في العاصمة فالقطعة التي كان سعرها 1000 دج أصبحت ب 2200 دج. زيادات 50 بالمائة في أسعار ملابس الأطفال ارتأينا أن تكون الانطلاقة من محلات بيع ملابس الأطفال، أين تشهده هذه الأخيرة إقبالا كبيرة من الأولياء باعتبار هذه الفئة الأهم والواجب شراء ملابس العيد لها، لفتت انتباهنا فساتين للبنات ابتداء من 3 أشهر وحتى سن 10 سنوات من مختلف الخامات والألوان، أسعارها تتراوح أسعارها ما بين 1850دج و4000 دج حسب نوعية القماش وبلد الصنع. أما ملابس الفتيات المكونة من قميص وسروال أو تنورة مع ربطة للشعر فأسعارها تبدأ من 2200 دج وحتى 3 آلاف دينار، وكلما تنوعت القطع وتعددت زاد الثمن فهناك بعض الملابس تحتوي على قميص وسروال وتنورة ثمنها يصل 6000 دج، والى جانب ملابس الفتيات علقت ملابس الذكور بنوعيها الرسمية وكذا الرياضية، مع أن هذه الأخيرة أقل رواجا فهناك القطعة التي تحتوي على قميص وسروال رياضيين طويل أو “شورت”، وهناك ملابس فيها قميص وسروال جينز أو من قماش بألوان متعددة وأسعارها جميعا تفوق 2000 دج. وللاستفسار عن هذا الغلاء تحدثنا لصاحب المحل الذي أكد لنا أن الأسعار المرتفعة مبررة، فمعظم هذه القطع المعروضة في محله مستوردة من تركيا وهي مصنوعة من القطن لتناسب الأطفال الصغار، فالأولياء يخشون شراء الملابس الصينية التي قد تسبب حساسية أو حكة على بشرة أبنائهم لكون جلد الرضيع والطفل حساسا جدا، مضيفا أنها تصميمات وموديلات حديثة وبضاعة جديدة تم جلبها خصيصا للعيد أما تلك الملابس التي كانت تباع قبيل العيد بأسعار منخفضة، فهي بضاعة قديمة كانت متبقية من السنة الماضية أخفاها أصحابها في المستودعات ثم عاودوا عرضها للبيع، ليكمل محدثنا بأن ملابس الأولاد هي أغلى مقارنة من ملابس الفتيات لعدم وجود تنوع واختيارات فيها. أما صاحب محل آخر فأكد لنا أنه يحرص على التنوع في محله، فكما هناك قطع وموديلات لفساتين بنات لا تتجاوز أعمارهن 6 سنوات بسعر 8000 دج وهناك فساتين أخرى بسعر 1500 دج، فكل زبون يشتري ما يرغب فيه من ملابس حسب إمكانياته ولذا توجد لديه ثياب من صناعة تركية، إيطالية، إنجليزية وصينية فيختار الزبون ما يناسبه ماديا موضحا أن الملابس بالفعل عرفت زيادات هذه الأيام لكثرة الطلب عليها وتراجع النشاط التجاري، فالاستيراد يعرف ركودا منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، ليزيد تدهور قيمة الدينار مقابل العملات الأخرى الأوضاع سوءا فبضاعته حسب قوله جميعها جلبت عن طريق الشنطة “الكابة”. أولياء محتارون في العثور على ملابس لأبنائهم المراهقين لم يقتصر الغلاء على ملابس الأطفال الصغار فقط بل شملت حتى الأحذية المخصصة للصغار فالمقاسات التي تبدأ من 19 وحتى 30 أسعارها مابين 2500 و3850 دج، وهو ثمن مرتفع جدا بالنسبة لحذاء رضيع أو طفل صغير يلبسه مرتين أو ثلاث ثم يصبح ضيقا عليه. وليست مشكلة الغلاء هي الوحيدة التي تواجه الأولياء فالأطفال من الجنسين في عمر 12 وحتى 15 سنة، يصعب العثور على ملابس تناسب سنهم فهم في مرحلة ليسوا بصغار ليشتروا من محلات الأطفال ولا كبار حتى كي يلبسوا مثل الشباب، ناهيك عن إشكالية الوزن التي قد تزيد من مهمة اختيار ملابس العيد والعثور على قطعة تناسبهم صعوبة، حيث أكدت لنا الكثير من الأمهات بأنهن يضطررن لشراء ملابس خاصة بالشباب ويقمن بتقصيرها أو تضييقها كي يتمكن فلذات أكبادهم من ارتدائها، أو يلجئن للملابس الرياضية لتخطي هذه المشكلة. تركنا محلات الأطفال لتكون وجهتنا الأخرى الملابس الموجهة لفئة المراهقين التي التهبت هذه المرة أيضا باقتراب العيد فالقمصان الصيفية كانت ب 900 دج تعرض حاليا ب 1900 دج، أما السروايل فسعرها يتخطى 3500 دج وفساتين الفتيات ب 3900 دج أما الحجابات ف 3500 دج، وحتى بعض المحلات قبيل حلول شهر ماي خفضت أسعار بعض الملابس الصيفية النسائية كالتنورات، السروايل، “ليكات” بأسعار مغرية جدا عادت لترفع ثمنهم مرة أخرى بحجة أنها بضاعة جديدة. ورود وألوان نسائية موضة الرجال وما استغربناه في جولتنا هو الورود التي شاهدناها في غالبية الملابس النسائية سجلت حضورها أيضا على بعض القمصان الرياضية، ناهيك عن بعض الألوان التي كانت حكرا على الملابس النسائية فالوردي “بوادغوز” و”السومون الفاتح”، والأخضر الفاتح وغيرها، قد عادت لتسجل حضورها بقوة في الملابس الرجالية هذه السنة بالإضافة إلى البناطيل الضيقة والممزقة على مستوى الركبة، ليؤكد لنا أحد التجار أنها موضة هذه السنة وهي تحظى برواج كبير لدى المراهقين فمعظمهم تخلوا عن لبس الألوان الداكنة والرجالية لتكون هذه الألوان اختياراتهم الجديدة. كما لاحظنا غياب شبه كلي للملابس المحلية الصنع فلا أثر لثياب ولا أحذية جزائرية باستثناء بعض القطع من الثياب المنزلية “جبب”، تصمم في بعض الورشات تعرض بأسعار منخفضة نحو 600 دج وكذا بعض الحجابات بثمن 2500 دج. الأسواق الشعبية و”الفايسبوك” طوقان لإنقاذ الزوالية وبعيدا عن المحلات وما تعرفه من زيادات استغل بعض التجار مواقع التواصل الاجتماعي لعرض ملابس عيد خاصة بأطفال “الزوالية “، حيث عرفت هذه الصفحات نشاطات كبيرة وحركية وعرض فيها التجار صورا للملابس لجانبها السعر والأعمار وكذا الألوان المتوافرة فيها، وفي العموم تظهر أسعارها بين المقبولة والمنخفضة فهناك قطع أقل من 1000 دج وأخرى في حدود 3000 دج، ومن خلال تواصلنا مع بعضهم كشفوا لنا أنهم يملكون محلات ويعتمدوا على مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد “الفايسبوك” للترويج لسلعتهم وقد ساعدت هذه الطريقة مئات الزبائن في الوصول إليهم وشراء ملابس العيد بأقل الأسعار. وأمام هذه العروض المتنوعة والمختلفة استطاعت الأسواق الشعبية على غرار “باش جراح”، الحفاظ على زبائنها المتعطشين لشراء ملابس عيد لأبنائهم بأقل الأثمان، فقد وجدنا في الطاولات فساتين لفتيات صغيرات بسعر 400 و600 دج والأمر ذاته للأطفال وكانت غالبية الزبونات يتدافعن لشراء ما يرغبن فيه دون البحث عن الجودة أو نوعية القماش، فكل ما كان يشغلهن هو شراء ثياب عيد لأطفالهن بأقل الأسعار.