تضاربت الأنباء حول عدد القتلى الذين سقطوا السبت، في معارك بين عناصر من جماعة "أنصار الشريعة" السلفية ومتظاهرين مسلحين في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ففي حين قال مصدر طبي ليبي لرويترز إن شخصا واحدا على الأقل قتل، وأصيب 20 آخرون، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر طبي آخر، رفض الكشف عن هويته، مقتل 3 أشخاص في الحادثة،واقتحم عشرات المتظاهرين العديد من قواعد الجماعة في اجتياح منسق على ما يبدو، من قبل الشرطة والقوات الحكومية وناشطين، بعد مظاهرة جماهيرية ضد وجودها في مدينة بنغازي،وبعد انسحاب أنصار الجماعة من آخر قاعدة رئيسية لهم في بنغازي، هاجم مئات المتظاهرين، بينهم عدد كبير من المسلحين، المقر العام لكتيبة "راف الله السحاتي"، وهي مجموعة ذات توجه إسلامي تابعة لوزارة الدفاع. ودارت معارك بالأسلحة الخفيفة والصواريخ بين الطرفين لمدة ساعتين، قبل أن تقرر الكتيبة إخلاء المكان، حسب ما أفادت وكالة "فرانس برس"،وهاجم المتظاهرون هذا المقر العسكري الواقع في مزرعة بمنطقة الهواري، 15 كلم من وسط بنغازي، ونهبوا الأسلحة والذخائر ومعدات المعلوماتية،وفي وقت سابق، غادر عناصر "أنصار الشريعة" الذين اتهموا بمهاجمة القنصلية الأميركية، الثكنة التي احتلها مئات من سكان بنغازي كانوا يتظاهرون احتجاجا على "ميليشيات خارجة عن القانون". وعلى وقع هتافات "دم الشهداء لن يذهب هدرا"، دخل المتظاهرون الثكنة التي تعرضت للتخريب والحرق، وفق وكالة "فرانس برس"،ويأتي هذا التصعيد غداة تنظيم حفل تأبيني في العاصمة طرابلس للسفير الأميركي كريس ستيفنز والموظفين الثلاثة الأميركيين الذين قتلوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، خلال الاحتجاج على فيلم مسيء للإسلام،ونظم آلاف الليبيين مسيرة في بنغازي الجمعة دعما للديمقراطية ومعارضة للميلشيات الإسلامية التي تلقي الولاياتالمتحدة عليها باللائمة في الهجوم على القنصلية الأميركية،ودعت مظاهرة "يوم إنقاذ بنغازي" الحكومة إلى تفكيك الجماعات المسلحة التي رفضت التخلي عن سلاحها بعد نجاح الانتفاضة الليبية بدعم من حلف شمال الأطلسي، في الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي،وتوجه المتظاهرون إلى الساحة الرئيسية، حيث كانت في انتظارهم مظاهرات مضادة من بضع مئات من مؤيدي جماعة أنصارالشريعة الإسلامية.