ألا ينبغي استدعاء ال77 راغبا في الترشح ممّن تزاحموا أمام مصالح وزارة الداخلية لسحب استمارات التوقيع لرئاسيات 4 جويلية 2019؟ أين اختفى هؤلاء؟ لماذا لم يُودعوا ملفات ترشحهم؟ هل جمعوا التوقيعات المحددة ب600 منتخب، أو 60 ألف ناخب؟ أم أنهم فشلوا فشلا ذريعا، وخابت آمالهم، فالتزموا الهدوء والسكينة حتى لا ينفضح أمرهم؟ كان واضحا منذ البداية، منذ كانت بيانات وزارة الداخلية تتهاطل بانتظام، أن أغلب ال77 راغبا ممّن ينطبق عليهم المثل الشعبي “شاتي اللبن ومخبّي الطاس”، فيهم “الطمّاع” وصياّد الفرص، ومنهم أيضا النطيحة والمتردّية وما أكل السبع وما ذبح على النصب، وكلهم كانوا يهرولون ويرقصون ويغنون من أجل الوصول إلى كرسي الرئيس، وطبعا عندما يجدّ الجدّ ولا يصلون ولا هم يحزنون يقولون إنه “قارص”! ال77 وبينهم أو معهم 3 رؤساء أحزاب صغيرة، منذ سحبوا الاستمارات، لم يظهر لهم أيّ خبر، وكان في حكم المؤكد أنهم لن يجمعوا التوقيعات المطلوبة، في ظلّ استمرار الحراك الشعبي ورفضه المطلق لرئاسيات 4 جويلية، ومع ذلك، كان متفائلون ينتظرون “معجزة” أو قوّة سحرية تقول للشيء كن فيكون، فيخرج “زعما زعما” بعض هؤلاء ويزعمون أنهم جمعوا الإمضاءات ولو في المريخ أو كوكب عطارد! مشكلة أولئك المتحرّشين، أنهم ربما لم يستوعبوا الرسالة، ولم يستفيدوا من الدرس، فخيّل لهم أنهم جزء من حلّ الأزمة، رغم أن المتزاحمين على الاكتتاب، مجرّد نواكر ومجهولين، ومنهم من لم ينتخب فيريد أن ينتخبه الناس، وحتى وزارة الداخلية لم تكشف عن أسمائهم وألقابهم ومهنهم، باستثناء ثلاثة أو أربعة، ربما لكي لا تتكرّر أضحوكة ترشيحات رئاسيات أفريل الماضي، حيث تحوّلت العملية إلى مسخرة تقتل بالضحك! الآن، وقد أضحت رئاسيات جويلية في حكم الملغي أو المؤجل أو غير المنصوح بها، على ال77 “رهطا” أن يظهروا للرأي العام، ليس بغرض اللوم والعتاب والحساب، ولكن من أجل توجيه “س آم آس” إلى كلّ الطمّاعين والانتهازيين والوصوليين و”الغمّاسين” الذين يستسهلون “طابوري” الرئيس ويعتقدون أنهم سيجلسون عليه من باب التشريف وليس التكليف و”الحليف”! الحراك قال كلمته، لكن هؤلاء “غواهم الشيطان”، فأرادوا أن يصبحوا “رؤساء” رغم أن الشعب يرفض انتخابهم في الظروف الحالية، ورغم أن عديد الشروط “الأهلية” لا تتوفر فيهم، ورغم أنهم “حشموا” بأسمائهم وصورهم وسيرتهم، واكتتبوا للترشح سرّا، وبعدها “راحوا في كيل الزيت”، بفعل تأجيل الموعد، والحال أن أوراق الاكتتاب “خسارة فيهم”، فقد شاركوا من حيث لا يدرون في تبذير ملايير أخرى في عزّ الأزمة ومحاربة المفسدين!