مازال المسلسل الدرامي “أولاد الحلال” الذي يعرض على قناتي “الشروق العامة” و”الشروق +”، يتصدر قائمة الأعمال التلفزيونية المحلية الأكثر مشاهدة في شهر رمضان، كما تجاوز نجاحه حدود الجزائر ليصل إلى تونس ومصر والمشرق العربي، حيث تطرقت الصحافة العربية إلى “العمل الوهراني” بكثب وتصدر عناوين الجرائد والقنوات والمواقع الإلكترونية. وكتبت صحيفة “العرب” القطرية في عنوان عريض:” أولاد الحلال ينقذ الدراما الجزائرية في موسم التحولات الكبيرة”، وأشارت الجريدة أن المسلسل استطاع الحفاظ على صدارة الأعمال الدرامية المعروضة بالجزائر، ف”رغم تأثر النشاط الفني والدرامي بالأجواء الاستثنائية التي تعيشها البلاد منذ عدة أشهر، إلاّ أن العمل استقطب قطاعا عريضا من المتابعين وتصدر نسب المشاهدة خلال الموسم، بعد أن لامس الوجه الآخر لمجتمع الأحياء العتيقة وأنسجة الصفيح في الجزائر”. ونشر موقع “العربي الجديد” اللندني مقالا عن “أولاد الحلال” تحدث فيه عن دخول المسلسل قائمة الاعمال الأكثر متابعة في المغرب العربي وليس الجزائر فقط، حيث تشير أرقام “اليوتيوب” تموقع العمل في مراتب متقدمة حسب “التوندونس” التونسي والمغربي. وعلقت منصة “أصوات مغاربية” على المسلسل حيث قالت أنه “يصوّر الواقع اليومي للجزائريين في الأحياء الشعبية البسيطة،وهو عبارة عن كاشف لما يدور حقا في جوف المحيط الوهراني، الذي لا يختلف مثلا عن المحيط العاصمي، أو العنابي أو أي مدينة جزائرية كبيرة”. الجزيرة: “أولاد الحلال” كسر العمل بقاعدة جماهيرية “الدراما البورجوازية”! من جهتها، تطرقت قناة “الجزيرة” إلى نجاح “أولاد الحلال” الذي رغم بعض الحملات الإعلامية ضده مع بداية حلقاته إلا انه استطاع أن يأسر قلوب الجزائريين وليس الوهرانيين فقط، مضيفة أن المسلسل كسر العمل بقاعدة جماهيرية “دراما الطبقة البورجوازية” في الجزائر كما يحبذ أن يصفها البعض. هذا ونشرت عديد المواقع الالكترونية من بينها “مصراوي”، و”الفجر” و”الصباح” التونسي و”موزاييك” ومنصات أخرى، مقالات عن “أولاد الحلال” الذي يسجل أرقاما قياسية وتفاعلا كبيرا مع تسارع أحداث حلقاته. وجه آخر للمجتمع الجزائري في الأحياء الشعبية! ويقدم المسلسل قصة اجتماعية تدور أحداثها في حي الدرب العريق بمدينة وهران، حيث يخوض الشقيقان “مرزاق” و”زينو” رحلة البحث الشاقة عن عائلتهما التي انقطعت قنوات التواصل معها لمدة طويلة، وخلال رحلة البحث يقدم البطل عبد القادر جريو، الذي قام بالمعالجة الدرامية للنص، والمخرج التونسي نصرالدين السهيلي، صورة عن الوجه الآخر للمجتمع في الأحياء الشعبية، والنمط المعيشي والفكري والقيمي المكرس في مثل هذه الفضاءات الإنسانية. ويجد الشقيقان سهولة في الانخراط في تفاصيل الحياة اليومية لسكان الحي، حيث تنتشر تجارة المخدرات ومظاهر السرقة والتحرش والسحر، كونهما تربيا في ملجأ الحي، قبل أن يغادرا المدينة لمدة طويلة ويعودان إليها بحثا عن العائلة، ومع ذلك تبقى بذرة الفطرة الطيبة متجذرة في شخصيتيهما، كعادة أبناء الأحياء الشعبية، حيث يخوضان أعمال النصب والاحتيال على الأثرياء من أجل إعالة نفسيهما وإعالة فقراء الحي. وعمل فريق مسلسل "أولاد الحلال" على إضفاء معايير فنية معينة في الأداء والديكور، تواءم بشكل طبيعي مع الأستوديو الطبيعي في ضاحية الدرب بمدينة وهران، حيث أضفى العمران المهترئ والجدران المتهالكة طابعا جماليا حقيقيا لا يحتاج إلى تدخل العنصر البشري، فكانت الصورة طبيعية ومعبرة عن أفكار العمل، مما حقق له نجاحا منذ حلقته الأولى. وعلى عكس الأعمال الدرامية التي تعوّد عليها المتابع الجزائري خلال المواسم الماضية، خرج "أولاد الحلال" من الصور النمطية للشقق الفاخرة والقصور التي تغطي عن حقيقة الصورة الحقيقية للمجتمع، إلى ديكور طبيعي في حي الدرب بمدينة وهران، الذي يمثل جزءا من ذاكرة المدينة عمرانيا واجتماعيا وثقافيا، فلامس بذلك التماهي بين المشاهد وبين أطوار المسلسل.