أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، الخميس، أن تحويلات علاج المرضى الجزائريين في الخارج تقلصت بنسبة 95 بالمائة في 15 سنة الأخيرة، إلا أن المشكل يبقى مطروحا في ما يخص بعض الأمراض التي تضطر الدولة حسبه إلى تخصيص ميزانية مالية مرتفعة للتكفل بها في الخارج، ويتعلق الأمر بالجراحة المعقدة للقلب والشرايين عند الكبار وجراحة التشوهات الخلقية القلبية عند الأطفال، وجراحة تشوهات الأوردة والشرايين وزرع الكبد عند الأطفال، حيث يعرف القطاع الصحي الجزائري تحديات كبيرة مشتركة لتقليص نقل المرضى للعلاج في دول أجنبية. ومن جهته، كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي حسان هدام تيجاني، أن الضمان الاجتماعي أبرم اتفاقية للتكفل ب “التمزق الفجائي للشريان الأبهر” الذي يعد مرضا قاتلا ويتطلب تحويل المصابين به إلى الخارج، وإمكانيات لوجيستية كبيرة تتمثل في طائرة مجهزة طبيا، مشيرا إلى أن الجزائر تمكنت من التحكم في علاج سرطان العين عند الأطفال بالتعاون مع شركاء من الأردن. وقال تيجاني إن الضمان الاجتماعي أبرم عدة اتفاقيات مع مختلف الممارسين الصحيين كالعيادات الخاصة في جراحة القلب والأوعية وبرنامج التعاون مع مستشفى أجنبي من أجل تكوين الأطقم الطبية على مستوى عيادة بوسماعيل في جراحة القلب عند الأطفال، موضحا أن هدف الاتفاقيات هو تقليص تحويل المرضى الجزائريين إلى الخارج، من خلال تقديم أساليب العلاج في مستشفياتنا وعياداتنا. ووصلت نسبة انخفاض تحويل المرضى إلى الخارج، حسب الوزير تيجاني، في فعاليات اليوم الوطني التقييمي لبرنامج تخفيض تحويلات علاج المرضى إلى الخارج “حصيلة وآفاق” بمقر وزارة الصحة، إلى 97 بالمائة خلال 5 أشهر الأخيرة. وفي السياق، أكد رئيس اللجنة الوطنية للصحة، البروفسور رشيد بوغربال، أن ملايين الملفات الخاصة بمرضى يطلبون العلاج في الخارج، لكن تم دراسة 1044 ملف والموافقة على 233 ملف فقط، ورد أسباب عدم استفادة بعض المرضى من تحويلات العلاج في الخارج، إلى نقص الاتصال، والدقة في ملفات هؤلاء المرضى. كما طرح إشكالية يعاني منها المرضى الذين يستفيدون من العلاج في الخارج، وهي عدم المتابعة الصحية بعد عودتهم خاصة فئة الأطفال، حيث قال إن بعض العمليات الجراحية تستدعي متابعة صحية طويلة المدى من جهات صحية في الجزائر لضمان نجاح تام لها بعد إجرائها في الخارج.