“يتنحاو قاع”.. عبارة لم يتوقع قائلها ذات ال 11 مارس في لحظة انفعال أن يبلغ صداها العالمية وأن يردّدها بعده ملايين الجزائريين في مسيراتهم وأن يصيغوا على وزنها عديد المطالب السياسية والحراكية، بل أكثر من ذلك اتّخذها آخرون شعارا لتسويق منتجاتهم ورفعوها في عديد الومضات الإشهارية. انتشرت عبارة “يتنحاو قاع” كالنار في الهشيم وباتت تردد على ألسنة الصغار والكبار كل وفق غاياته ومآربه، وأظهر هؤلاء إبداعا كبيرا لعبارات جميلة حملت أهدافا اجتماعية وأخلاقية وتربوية يرغب أصحابها من خلالها إحداث تغيير جذري في المجتمع يتعدى مفعوله التغيير السياسي إلى التغيير الاجتماعي للعيش معا في سلام ودون ضغينة أو حقد. “يتنحاو قاع” ..عبارة في لحظة انفعال تتحوّل إلى أيقونة للحراك هزّت العبارة التي انطلقت بعفوية من الشاب سفيان بكير تركي البالغ من العمر33 سنة الشارع الجزائري بأكمله وأصبحت إحدى أيقونات الحراك الشعبي منذ ال 11 مارس عقب رصد انطباعات الجزائريين في الشارع من قبل إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية عقب قرار الرئيس بوتفليقة آنذاك تأجيل الانتخابات، ومنذ ذلك التاريخ بات الكثيرون يردّدونها عاليا في مختلف المسيرات السلمية أيام الجمعة والثلاثاء. “يتنحاو قاع” يغرق مواقع التواصل الاجتماعي أغرقت العبارة الشهيرة “يتنحاو قاع” مواقع التواصل الاجتماعي منذ أسابيع عديدة وتحوّلت إلى “هاشتاغ” رائج والأكثر تداولا لاسيما في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وتفاعل كثير من رواد “الفايسبوك” مع هذا الشعار، حيث باتوا يرفعونه في كل منشوراتهم ويعلقون عليه… وبلغ صيته العالمية، حيث انتقل إلى عديد المواقع الإعلامية التي تداولته وأجرت حوارات مع صاحب العبارة في أكثر من مرة. “”.. تبلغ العالمية بلغ شعار “يتنحاو قاع” العالمية، حيث ردّده الجزائريون في مختلف الدول التي يتواجدون فيها في ديار الغربة وبلغ صداه مكةالمكرمة على لسان بعض المعتمرين هناك. وفي فرنسا كما في أمريكا كما في إنجلترا كان الشعار حاضر بقوة، حيث ردّده المغتربون الذين خرجوا في مظاهرات تضامنا مع أبناء بلدهم ومعهم كذلك شخصيات معروفة على الساحة الدولية. “يتحاسبوا قاع”..”تركبوها قاع”..”نترباو قاع”..وغيرها أسقط الجزائريون شعار “يتنحاو قاع” على عديد المطالب التي عبّروا عنها سواء في حراكهم الشعبي أو في رغبتهم في التغيير الاجتماعي ومن ذلك شعار “يتحاسبوا قاع” الذي جاء أياما قليلة بعد الشعار الأصلي “يتنحاو قاع” وهو مطلب لمحاسبة جميع المسؤولين الفاسدين الذين تعاقبوا على تسيير البلاد في فترة حكم الرئيس بوتفليقة، عبارة أخرى “يرحلوا قاع” رفعت خلال مطلب المتظاهرين برحيل الباءات الثلاثة وكذا وزراء حكومة بدوي التي رفضها الشعب وتظاهر لأجلها في مسيرات متعاقبة .. “تركبوها قاع” هي أيضا عبارة جديدة أطلقها الحراكيون على المسؤولين الفاسدين الذين ستطالهم أيدي العدالة حيث نشروا صورا لمركبة الدرك الوطني التي تقل المسؤولين إلى سجن الحراش “وأرفقوها بعبارة “تركبوها قاع” في إشارة إلى أن كل العصابة ستمر من هذا الطريق وستنال نفس المصير”. ولم تتوقف المطالب عند هذا الحد، بل امتدت إلى دعوات أخرى لإقرار تغيير اجتماعي وإقرار قيم اجتماعية أخرى على غرار شعار “نترباو قاع” الذي يرمي إلى تقيد جميع الجزائريين بالأخلاق الفاضلة حيث أكد جزائريون أن “يتنحاو قاع” يساوي الحراك الأصغر ويساوي ثورة الكرامة أما “الحراك الأكبر” فيساوي “نترباو قاع” ويساوي ثورة الأخلاق. صح عيدكم قاع.. ومنتجات تنحي الجراثيم قاع استثمر بعض المعلنين في ومضات إشهارية لمنتجات استهلاكية أسقطوا عليها شعار “يتنحاو قاع” في إشارة رمزية لشعار الحراك وتضمنت الومضة ترديد عبارة “يتنحاو قاع” يعني يتنحاو قاع” الدالة على فعالية المنتج. وإلى ذلك تبادل بعض الجزائريين تهاني حلول شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك بإرسال عبارة “صح رمضانكم قاع” و”صح عيدكم قاع” سواء عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال رسائل نصية هاتفية وكذا من حلال المعايدة الشفوية المباشرة.