يوجد المنتخب الوطني أمام تحديات بالجملة تحسبا لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق نهاية الأسبوع في مصر، حيث سيكون لزاما على أبناء المدرب جمال بلماضي الدخول في غمار المنافسة من موقع قوة بغية رد الاعتبار، وبالمرة العودة إلى الواجهة اعتمادا على عناصر ينتظر منها الكثير، سواء تلك الناشطة في دوريات أوروبية معروفة، أو أسماء أخرى تلعب في بطولات عربية وخليجية. خلفت مشاركات المنتخب الوطني في الدورات السابقة من نهائيات كأس أمم إفريقيا العديد من البصمات وكذا النكسات، وهذا وفقا للوجه المقدم والإنجازات المحققة، وإذا كانت الجماهير الجزائرية تحتفظ بالتتويج الوحيد عام 1990 كأفضل ذكرى، فإن البعض يرى أن جيل الثمانينيات سجل بروزا لافتا في نهائيات “الكان”، بدليل حضوره المنتظم والفعال، بدليل تواجده في المربع الذهبي في 3 مناسبات، وتنشيطه للنهائي عام 1980 وتتويجه باللقب الوحيد عام 1990، فيما خرج من الدور الأول في مناسبة وحيدة، وذلك في دورة 86 بمصر، وهو ما يوحي حسب المتتبعين أن جيل الثمانينيات سجل حضورا بارزا رغم حرمانه من متعة التتويج، في الوقت الذي ضيع جيل الألفية الحالية فرصا مهمة لتحقيق مسار مماثل، وهذا بسبب الغياب عن بعض الدورات، ما حرم جيل بوقرة وزياني وعنتر يحيى من مكاسب مهمة، بدليل الإقصاء من دورتي 2006 و2008، وكذا دورة 2012، ناهيك عن الخروج من الدور الأول في أغلب الدورات التي جرت منذ العام 2000، ويبقى أفضل انجاز هو الذي حصل في دورة 2010، حين وصل أبناء سعدان إلى الدور نصف النهائي، فيما سيكون جيل محرز أمام ساعة الحقيقة في “كان 2019” بمصر، خاصة في ظل حتمية تجاوز الدور الأول، وعدم تفويت فرصة منافسة بقية المنتخبات الطامحة في التتويج باللقب الإفريقي. مهزلة “كان 2017” في البال قبل تحديات دورة مصر لم تنس الجماهير الجزائرية لحد الآن المهزلة التي صاحبت مشاركة المنتخب الوطني في “كان 2017” بالغابون، حين خرج أبناء المدرب البلجيكي ليكنس من الدور الأول، وبمردود باهت صنفه الكثير في خانة تحصيل حاصل، بناء على المتاعب التي لاحقت “الخضر” قبل وأثناء “الكان”، ما جعل ثنائية محرز وسليماني أفضل إنجاز في تلك المشاركة، فيما رفع حينها الحارس مبولحي رصيده الشخصي من المشاركات إلى 8 مباريات في نهائيات “الكان”، في الوقت الذي تلقت القاطرة الخلفية 6 أهداف كاملة، في سابقة هي الأولى من نوعها على مدار 50 سنة. والواضح أن نكسة دورة 2017 تضع المدرب جمال بلماضي في الصورة من الآن، وهذا بغية أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء، وبالمرة العمل على أداء مشوار مشرف ينهي كابوس الخروج من الباب الضيق، خصوصا وأن الكثير يراهن على العناصر المشكلة لقائمة 23، بناء على مشوارها وإنجازاتها مع أنديتها خلال الموسم المنقضي، ما يجعل جمهور “الخضر” يأمل في فتح صفحة جديدة وايجابية في محفل “الكان”. نجوم الثمانينيات الأكثر بروزا والأكثر تضييعا لفرص التتويج ب”الكان” وبعيدا عن نكسة “كان 2017” التي يأمل الكثير في تجاوزها بمشاركة نوعية في دورة هذا العام بمصر، فإن لغة الأرقام الخاصة بمسيرة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا تكشف الحضور الايجابي والفعال لجيل الثمانينيات، بدليل أن نجومه تتصدر قائمة الأفضل مشاركة، وتتبوأ المراتب الأولى من ناحية الهدافين بقيادة ماجر وبلومي ومناد، مع تسجيل حضور متواضع نسبيا لبقية اللاعبين الذين برزوا في بقية العشريات، بسبب الحضور المحتشم وكثرة الاقصاءات الذي حرم “الخضر” من التواجد في عدة دورات. وإذا كان المنتخب الوطني قد سجل عودة ايجابية في السنوات الستة الأخيرة، من خلال المشاركة مرتين على التوالي في المونديال، والمرور إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وتواجده للمرة الثالثة على التوالي في “الكان”، إلا أن الجيل الحالي لا يزال بعيدا عن منتخب الثمانينيات بخصوص نوعية المشاركة في نهائيات “الكان”، بدليل أن جيل ماجر وبلومي ومغارية سجل حضورا منتظما في الدورات المبرمجة آنذاك (من 1980 إلى 1990)، ولعب أدوارا طلائعية، من خلال تنشيط نهائي دورة 80 أمام نيجيريا، وكسب لقب 90 أمام نفس المنتخب، إضافة إلى وصوله إلى الدور نصف النهائي في 3 مناسبات (82 و84 و88)، ما سمح ل”الخضر” آنذاك بتنشيط 28 مقابلة في المجموع خلال 6 دورات متتالية. كثرة الإقصاءات حرم جيل الألفية الثالثة من إثراء المسيرة في المقابل، اعترف العديد من المتتبعين أن جيل الألفية الحالية للمنتخب الوطني عانى من غياب الاستقرار الذي كلفه الغياب عن 3 دورات كاملة مع مطلع الألفية الجديدة (2006 و2008 و2012)، ما حرم زملاء بوقرة من عدة انجازات ومكاسب، سواء من ناحية إمكانية التتويج باللقب القاري أو تحقيق انجازات شخصية (تحسين عدد المشاركات وإثراء رصيد الأهداف). وإذا كان الكثير يعترف بصعوبة المقارنة بين جيل الثمانينيات وجيل مطلع القرن الجديد، إلا أن الواضح هو المنتخب الحالي ذهب ضحية غياب الاستقرار، ما تسبب في تغييرات مستمرة في التركيبة البشرية دون الحديث عن الطواقم الفنية، والواضح عن مثل هذه المشاكل كلفت “الخضر” غيابا قاسيا عن دورات 2006 و2008 و2012، ما حرم جيل زياني وعنتر يحيى وبوقرة عدة مكاسب مهمة، كان بالمقدور أن تساهم في التتويج باللقب، مثلما حدث للمنتخب المصري الذي استفاد من تجربة الاستقرار والاستمرارية، والكلام نفسه ينطبق على منتخب الثمانينيات الذي نشط النهائي وأحرز اللقب وتأهل إلى المربع الذهبي في 3 مناسبات، لتبقى الكرة الآن في مرمى المسؤولين على الاتحادية والوزارة، بغية حفظ الدرس من مهزلة الغابون وبقية التجارب السابقة، وبالمرة تفادي سلبيات الماضي التي انعكست سلبا على واقع ومستقبل المنتخب الوطني والكرة الجزائرية بشكل عام. ماجر وبلومي ومناد الأكثر مشاركة في “الكان” يوجد اللاعب الدولي السابق رابح ماجر في صدارة اللاعبين الأكثر مشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا ب22 لقاء كاملا، وهو الرقم الذي كان قابلا للإثراء لو لم يغب عن نهائيات دورة 88 بالمغرب بحجة الإصابة حسب التصريحات التي أدلى بها آنذاك، ويليه في المرتبة الثانية صانع الألعاب لخضر بلومي ب18 لقاء، وهو الرقم الذي كان قابلا للتحسين هو الآخر لو شارك في نهائيات “كان 90″، حين قرر الاعتزال بعد أحداث ملعب القاهرة خلال لقاء مصر – الجزائر لحساب الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال روما 90، قبل أن يتهم فيما بعد المرحوم كرمالي بتعمد إبعاده من التشكيلة قبل موعد “كان 90″، في الوقت الذي يشترك جمال مناد وموسى صايب في المرتبة الثالثة ب17 مشاركة، أما عدد مشاركات مفتاح وفرقاني وياحي فقد بلغت 16 لقاء، فيما شارك دزيري وسرباح ومرزقان في 14 مباراة، وسجل مغارية حضوره في 13 مشاركة ويزيد منصوري في 13 مشاركة، أما تاسفاوت وقندوز وشريف الوزاني وبن ساولة وشعيب فقد لعبوا 11 لقاء، وشارك في 10 مباريات كل من زياني وكراوش وعصاد، فيما اعتزل بوقرة وبحوزته 9 مباريات. مناد هداف النهائيات وتاسفاوت زعيم هدافي التصفيات من جانب آخر، يملك اللاعب رابح ماجر لحد الآن رقما مزدوجا، فعلاوة على تصدره قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في النهائيات، فهو يحتل لحد الآن المرتبة الأولى من ناحية أفضل الهدافين ب5 أهداف، مناصفة مع بلومي ومناد، يليهم بن ساولة وعصاد ولالماس ودزيري وعماني ومحرز وسليماني الذين سجلوا 3 أهداف، في الوقت الذي يعتبر المهاجم عبد الحفيظ تاسفاوت زعيم هدافي “الخضر” في تصفيات كأس أمم إفريقيا ب17 هدفا، إضافة إلى توقيعه لهدفين في النهائيات، علما أن قائمة اللاعبين الذين وقعوا هدفين في النهائيات تتضمن كل من سوداني ومصابيح وصايب ووجاني وعشيو وبن ميلودي، وهو ما يعكس البروز اللافت لجيل الثمانينيات من جهة، وكذا التحديات الكبيرة التي تنتظر الجيل الحالي لمجاراة الأرقام المسجلة في هذا الجانب، بغية اللحاق بصدارة هدافي “الخضر” في النهائيات (ماجر وبلومي ومناد)، والكلام ينطبق على سليماني ومحرز وبقية مهاجمي “الخضر”. جيل الثمانينيات حطم جميع الأرقام وبلماضي أمام فرصة العودة إلى الواجهة وعلى ضوء هذه الأرقام، فإن الشيء الملاحظ هو أن جيل الثمانينيات لا يزال في الصدارة، بدليل تحطيمه جميع الأرقام، سواء من حيث عدد المشاركات أو عدد الأهداف المسجلة في النهائيات، وهو الأمر الذي يجعل المدرب جمال بلماضي أمام فرصة مهمة لوضع حجر الأساس في دورة مصر لهذا العام، وهذا بغية العمل على إعادة المنتخب الوطني إلى واجهة العرس الإفريقي، وهذا من خلال الحرص على مشاركة ايجابية، مع المراهنة على طموح التتويج مثلما ذهب إلى دلك في تصريحاته، في الوقت الذي ستكون الاتحادية أمام اختبار مهم لإضفاء طابع الاستقرار والاستمرارية في العمل، بغية السماح ببروز جيل جديد تكون له الكلمة في الدورات المقبلة، على أمل تحقيق انجازات نوعية في الملاعب الإفريقية، ولم لا التعلم من درس الاستقرار الذي ميز جيل الثمانينيات الذي لا يزال مستحوذا على الأهم الأرقام الايجابية التي تميز مشاركة “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا. قائمة الهدافين في نهائيات كأس أمم إفريقيا 5 أهداف: رابح ماجر، جمال مناد، لخضر بلومي 3 أهداف: تاج بن ساولة، صالح عصاد، احسن لالماس، بلال دزيري، جمال عماني، رياض محرز، إسلام سليماني. هدفان: عبد الحفيظ تاسفاوت، هلال العربي سوداني، علي مصابيح، موسى صايب، شريف وجاني، حسين عشيو، حسين بن ميلودي. هدف واحد: مختار كالام، حسين ياحي، سفيان فغولي، عبد المالك شراد، علي فرقاني، ناصر بويش، ناصر بويش (2)، شريف الوزاني، نسيم أكرور، بوعلام عميروش، مجيد بوقرة، جمال زيدان، رفيق حليش، شعبان مرزقان، فريد غازي، عامر بوعزة، نصر الدين كراوش، خالد لونيسي، كريم مطمور، معمر ماموني، كريم ماروك، نبيل بن طالب، طارق لعزيزي، فوزي غلام، إبراهيم زافور، فوزي موسوني، عبد القادر فرحاوي، رشيد معطار، سفيان هني. أكثر اللاعبين مشاركة في نهائيات “الكان” باحتساب عدد اللقاءات 22 لقاء: رابح ماجر 18 لقاء: لخضر بلومي. 17 لقاء: جمال مناد، موسى صايب. 16 لقاء: محي الدين مفتاح، علي فرقاني، حسين ياحي. 14 لقاء: بلال دزيري، مهدي سرباح، شعبان مرزقان. 13 لقاء: فضيل مغارية. 12 لقاء: يزيد منصوري 11 لقاء: عبد الحفيظ تاسفاوت، محمود قندوز، طاهر شريف الوزاني، بن سحاولة، محمد شعيب. 10 لقاءات: صالح عصاد، كريم زياني، نصر الدين كراوش. 9 لقاءات: مجيد بوقرة 8 لقاءات: رفيق صايفي، مصطفى كويسي، محمد قاسي سعيد، مولاي حدو، نصر الدين دريد،رفيق حليش، حكيم مدان، رايس مبولحي 7 لقاءات: لوناس قاواوي، سفيان فغولي، معمر ماموني، علي بن حليمة، صالح لارباس. أكثر اللاعبين حضورا في نهائيات “الكان” باحتساب عدد الدورات 6 دورات: رابح ماجر 80-82-84-86-90-92)، محيي الدين مفتاح 90-92-96-98-2000-2002) 5 دورات: فضيل مغارية (84-86-88-90-92)، صايب موسى (90-92-96-98-2000، جمال مناد (84-86-88-90-92). 4 دورات: بلال دزيري (96-98-2000-2002)، عبد الحفيظ تاسفاوت (92-96-2000-2002)، كمال قادري (84-88-90-92)، حسين ياحي (82-84-86-88)، لخضر بلومي (80-82-84-88)، شعبان مرزقان (80-82-86-88)، علي فرقاني (80-82-84-86، مهدي سرباح (80-82-84-86). ترتيب أفضل هدافي “الخضر” في النهائيات والتصفيات 19 هدفا: عبد الحفيظ تاسفاوت (17 في التصفيات و2 في النهائيات) 14 هدفا: رابح ماجر (10 في التصفيات و4 في النهائيات) 11 هدفا: رفيق صايفي (11 في التصفيات) 9 أهداف: لخضر بلومي (4 في التصفيات و5 في النهائيات) 8 أهداف: جمال مناد (3 في التصفيات و5 في النهائيات)، بلال دزيري (5 في التصفيات و3 في النهائيات) 7 أهداف: مختار كالام (6 في التصفيات وهدف واحد في النهائيات)، تاج بن ساولة (4 في التصفيات و3 في النهائيات).