بلغ الحراك الشعبي، الجمعة، “جمعته” التاسعة عشرة، وتحت شعار “لا فخامة لا زعامة.. الشعب هو السلطة”، جدد أوفياء المسيرات السلمية بالجزائر العاصمة وباقي ولايات الوطن خروجهم إلى الشارع، رغم موجة الحر الشديدة والإنزال الأمني غير المسبوق، مصرين على مواصلة النضال إلى آخر نفس ومؤكدين على رفضهم أنصاف الحلول، متوحدين حول نفس الشعارات الداعية إلى رحيل رموز النظام السابق المتورطين في الفساد السياسي والمالي والمطالبة بمحاسبة جميع الفاسدين ورحيل الباءات، في وقت تم تسجيل تذبذب عدد المشاركين في مسيرة أمس مقارنة بالجمعات الماضية. على خلاف الجمعات السابقة، شهدت العاصمة طوقا أمنيا سواء عبر مداخلها، على مستوى الطرق السيّارة التي عرفت ازدحاما كبيرا، من جميع النواحي بسبب السدود الأمنية الكثيرة، من طرف رجال الدرك الوطني وهذا منذ ليلة الأربعاء، ثم الخميس إلى الجمعة، أو على مستوى وسط العاصمة التي شهدت هي الأخرى انتشارا كثيفا لرجال الأمن بالزي المدني والرسمي، ناهيك عن قوات مكافحة الشغب ومدرعات الشرطة التي حاصرت ساحات الحراك من ديدوش مراد، إلى ساحة موريس أودان مرورا بالجامعة المركزية وصولا إلى البريد المركزي. وهي نفس الإجراءات المسجلة على طول الطريق الرابط بين ساحتي أول ماي، الشهداء وباب الوادي، إلى جانب التفتيشات الدقيقة التي تعرض لها جميع المواطنين صغيرا وكبيرا رجالا ونساء دون استثناء. “صامدون.. مواصلون للتغيير مطالبون” لم يثن الطوق الأمني الذي فرض على العاصمة ولا حرارة الجو المتظاهرين على تلبية نداء التظاهر السلمي ولا كفت حناجرهم عن ترديد الشعارات المطالبة بالتغيير الجذري للنظام وعدم الالتفاف على مطالب الحراك، حيث عبروا “صامدون.. مواصلون حتى تتحقق مطالبنا” وكذا “الشعب يأمر بالتغيير لا بالتدوير ولا رجوع حتى نحقق دولة القانون والعدالة فوق الجميع”، مع التركيز على المبادرات السياسية للخروج من الأزمة وضرورة الدفاع عن الحريات وغيرها. ومثل الجمعات الفارطة، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية بحر الأسبوع الماضي، والتي تصب كلها في خانة محاربة الفساد والدعوة إلى فتح المجال أمام الطاقات الوطنية الحية التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة لحمل المشعل، كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالتغيير الجذري والشامل للنظام وبناء دولة الحق والقانون، وتطبيق أحكام الدستور وكذا احترام إرادة الشعب ومحاربة الفساد. بالإضافة إلى رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، والعمل على تطبيق المادة 7 و8 من الدستور التي تشير إلى أن الشعب هو مصدر كل السلطات، مجددين مطالبهم الداعية إلى رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب واتخاذ أسلوب الحوار دون إشراك الوجوه القديمة للنظام. “يا منعاش.. الفاسدين كلهم في الحراش” إلى ذلك، تدفق المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في سيناريو مشابه لما جرت عليه العادة في الأسابيع الفارطة، حيث عرفت شوارع الجزائر الوسطى، في حدود الساعة الواحدة و45 دقيقة، إنزالا بشريا لكن أقل بكثير من الجمعات الماضية، قادمين من ساحات أول ماي، موريس أودان، ساحة الشهداء وعين البنيان والقصبة… وغيرها من بلديات العاصمة، حيث رفعوا الرايات الوطنية ورددوا الشعارات المعهودة مثل “الشعب يريد تغيير النظام”، و”البلاد بلادنا ونديرو راينا”، و”الشعب يريد محاسبة العصابة”، و”كليتو البلاد يا السراقين”، كما جدد المشاركون مطلب تعجيل رحيل الباءات الثلاثة، وفسح المجال لحل خارج بقايا نظام بوتفليقة، مؤكدين ذلك في شعار “بداية الحل حكومة نظيفة وشخصية وطنية جامعة، تقود الحوار”، وكذا “سلطة الشعب فوق الجميع”، وأكدوا على رفض تنظيم انتخابات بإشراف جماعة بوتفليقة. طفت بعض الشعارات الجديدة إلى السطح في الجمعة ال19 من عمر الحراك على غرار “يا منعاش يا منعاش والفاسدين كلهم في الحراش”، “لا حوار مع الباءات نريد حكومة كفاءات”، فيما طالبوا بمحاسبة كل الفاسدين ورفعوا لافتات كتب عليها “مطلوب للعدالة عبد العزيز بوتفليقة، خليدة تومي، شكيب خليل.. الطيب لوح، الطيب بلعيز…. إمضاء فخامة الشعب”، وكذا “الجزائر أمانة كليتوها يا الخونة”، فيما لفتت يافطة كبيرة كتب عليها “لا تجعل الكان ولا أيّ كان ينسيك في ثورة الدار” الأنظار، وهي العبارات التي دعت، حسب حاملها، الشعب إلى عدم الانسياق وراء مباريات “الكان” ونسيان مطالب الحراك التي خرج من أجلها الشعب منذ 22 فيفري الماضي. أطول راية وطنية تصنع الحدث ويبقى أبرز ما جهر به المتظاهرون في الجمعة رقم 19 هو ضرورة محاكمة الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وسط دعوات لإخضاع الجنرال المتقاعد خالد نزار هو الآخر للحساب، وسط هتافات مدوية ومعادية لتوجهات بعض الأطراف التي تريد إثارة الفتنة والالتفاف حول مطالب الحراك، حيث طالب المتظاهرون بصوت واحد وموحد بالابتعاد عن إثارة النعرات والخلافات الهامشية لأن أولوية الحراك هو تغيير النظام والقضاء على الفساد المستشري للوصول إلى إعادة بناء جزائر جديدة يكون فيها القانون هو السيد وفتح المجال أمام جميع الجزائريين لخدمة بلادهم والخروج من الأزمة الاقتصادية التي قد تعصف بالبلاد مما يؤثر سلبا على صورة الجزائر ومصالحها في الخارج. وفي هذا السياق، صنعت أطول راية وطنية الحدث على طول الطريق الرابط بين ساحة البريد المركزي والجامعة المركزية. وتركت الشعارات المرفوعة بمسيرة الجمعة بوجود آمال شعبية عريضة وهي معلقة على جهاز العدالة لأجل محاسبة كل من تورطوا في نهب أموال الشعب، على غرار تلك الهتافات التي رددت مطولا والقائلة: “يا قضاة الجمهورية شعبكم هو الشرعية” و”نزل الحراش يرحب بكم” وكذا “سراقين سراقين.. ولأموال الشعب ملهوفين”. الحراك يحشد الجزائريين في جمعته ال19 متظاهرون يطالبون بطرد أذناب فرنسا ورحيل الباءات تقاطعت مطالب الآلاف من المتظاهرين في مختلف ولايات غرب الوطن، خلال الجمعة ال19 من الحراك الشعبي، في التمسك برحيل بقايا نظام بوتفليقة، لاسيما “الباءات”، كما دعا المتظاهرون إلى طرد من وصفوهم ب”أذناب فرنسا” ومحاسبة الفاسدين. في ولاية الشلف، تواصلت المسيرات رغم ارتفاع الحرارة التي قاربت ال45 درجة، حيث ردد قطاع من المتظاهرين هتافات تثمّن مقترحات الجيش الوطني الشعبي في حل الأزمة، وتطالب بالتعجيل بالانتخابات الرئاسية، والتأكيد على رفضهم المطلق لمرحلة انتقالية يهدر فيها الوقت من أجل مراحل عقيمة تضر بالاقتصاد الوطني وبالبنية الاجتماعية والسياسية للبلاد. كما جددوا نداءاتهم بتفعيل المادة 102 من الدستور في أجواء سلمية علت فيها هتافاتهم بعبارة “جيش شعب ..خاوة خاوة”، مع التنديد بالاجتماعات المشبوهة والمطالبة أيضا بتحرك العدالة وفتح ملفات الفساد على المستوى المحلي، ومركزيا برحيل الباءات، باعتبارهم حجر عثرة أمام جميع الحلول السياسية، ورمزا للوجه المشين للسلطة. وفي غليزان، طالب المتظاهرون بضرورة الإسراع في تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور ورحيل بن صالح وحكومة بدوي وكل رموز النظام السابق، كما رفعوا الرايات الوطنية وصور بعض شهداء الثورة من أمثال العربي بن مهيدي، أحمد زبانة وغيرهما، وهذا انطلاقا من ساحة السلام المقابلة لمقر بلدية غليزان، مرورا بالشارع الرئيسي محمد خميستي بوسط المدينة، كما رددوا شعارات “كلنا خاوة.. لا جهوية بين الجزائريين.. الجزائر موحدة من الشرق إلى الغرب ولا أحد يستطيع التفرقة بين أبناء الشعب الواحد”. تأييد غير مشروط للمؤسسة العسكرية كذلك دوّت كثيرا عبارة “لا مكان لحزب فرنسا.. نطالب بطرد أذناب المستعمر القديم”، صفوف المتظاهرين، الذين أصروا كذلك على رفضهم ممثلين للحراك الشعبي، والبقاء متمسكين بالمطالب التي خرجوا من أجلها، ولم تتحقق بعد، وهو ما يتطلب حسبهم مواصلة المسيرات حتى رحيل آخر فرد من عصابة بوتفليقة التي عاثت في الأرض فسادا، وزجت بأبرياء من صحفيين ومناضلين حقوقيين في السجون على حد قول أحد المتظاهرين. كما جددوا مطالبهم الخاصة بفتح ملفات الفساد وملاحقة المسؤولين ورجال الأعمال والمنتخبين المتورطين في نهب المال العام واستغلال النفوذ، مثلما يرى ممن تحدثنا إليهم أن تحقيق مطالب الحراك الشعبي يتطلب وقوف المؤسسة العسكرية إلى جانب الشعب الجزائري. أما في سعيدة، وتحت شمس حارقة فاقت ال45 تحت الظل، لم يخلف كالعادة مواطنوها الموعد، حيث سجلوا حضورهم في الجمعة 19، أمس بعد صلاة الجمعة، في مسيرات أرادوا من خلالها تمرير رسائل سياسية للخروج من الأزمة الحالية نهائيا، وذلك بتوجيههم نداء عاجلا للغيورين على البلاد، ومطالبتهم بالإسراع بالحل لإنقاذ الجزائر، وعدم تضييع الوقت حتى لا يستغل من طرف من يريدون الإبقاء على الوضع المتأزم قائما، حيث حملت المسيرة التي وصفت ب”جمعة الإصرار” شعارات تؤكد على وحدة الشعب ووقوفه إلى جانب الجيش “الجيش.. الشعب. خاوة خاوة”. كما ركز آخرون على مطالبهم بالتغيير الجذري ورحيل باقي الباءات المرفوضة منذ تفجر الحراك، وهذا كشرط للمرور ودون خوف لانتخابات رئاسية والتأسيس لجمهورية جديدة بنظام جديد وليس من بقايا النظام البوتفليقي، وبساحة الأمير عبد القادر، جدّد مواطنو سعيدة، شعارات سبق أن نادوا بها من قبل، وهي تضامنهم المطلق مع المؤسسة العسكرية، وثقتهم في قيادتها العليا التي يطالبونها بمواصلة مرافقتها لما تبقى من مطالب الحراك، مثمنين بالمناسبة المحاكمات التي ضربت دابر الفساد والمفسدين في هرم السلطة، وطالت وزراء وأيضا رجال أعمال وغيرهم. العقلاء يتدخلون لاحتواء الانزلاقات دعوات لنبذ الاختلاف والحفاظ على سلمية الحراك بجيجل تدخل عدد من العقلاء مساء أمس الجمعة، خلال مسيرة الجمعة التاسعة عشرة من الحراك بجيجل بدعوة المتظاهرين من أجل نبذ الاختلاف وترك الانقسامات جانبا، ورفعت نداءات عديدة تدعو إلى ترك الاختلافات كون الحلول ومخارج الأزمة سيتكفل بها قادة الحراك وفئة النخبة. وعرفت الوقفة التي نظمها المشاركون في الحراك الشعبي بولاية جيجل أمس الجمعة، عدة مناوشات بين عدد من المتظاهرين، كادت تتحول إلى اشتباكات وصدامات لولا تدخل العقلاء، حيث طفت إلى السطح الاختلافات حول وجهات النظر والقناعات بين المتظاهرين. في نفس الوقت كانت أبرز الاختلافات حول تاريخ الانتخابات الرئاسية التي تعتبر أولوية عند الأغلبية وقبل أي تعديلات تمس الدستور.. هذه الانقسامات بدأت في الظهور منذ عدة أسابيع أين انقسمت المسيرة إلى عدة أفواج. يذكر أن أعدادا من المتظاهرين قد توقفوا عن المشاركة في المسيرات ما أدى إلى تراجع عدد المتظاهرين بعدد كبير. ولم تمنع درجات الحرارة التي تجاوز 33 درجة مئوية بجيجل أمس الجمعة الآلاف من المتظاهرين من الالتحاق بساحات مدينة جيجل للمشاركة في مسيرة الجمعة التاسعة عشرة من عمر الحراك، ورغم تراجع عدد المتظاهرين مقارنة بالأسابيع الماضية غير أن المشاركين استطاعوا الحفاظ على زخم المسيرة، وحافظ المتظاهرون على الشعارات الرئيسية المتمثلة في تنحي الوجوه القديمة، والتأكيد على الوحدة بين الجيش والشعب. كما ثمنوا أيضا المحاكمات الأخيرة والمستمرة للعصابة، في الوقت الذي اختارت فئة منهم رفع شعارات تدعو إلى التوحد من أجل الخروج بنتائج إيجابية لحراك شعبي استمر 4 أشهر كاملة. “الجيش الشعب جسد واحد” تدوّي بميلة احتشد، الجمعة، وللجمعة ال19 على التوالي، الآلاف من المواطنين المتظاهرين بساحة عين الصياح بوسط عاصمة الولاية ميلة، فيما خرج المئات من المواطنين عبر البلديات والدوائر الكبرى لولاية ميلة، فرجيوة، شلغوم العيد، تاجنانت، القرارم قوقة، وادي العثمانية، التلاغمة وغيرها من المدن، حاملين رايات العلم الوطني الجزائري للمطالبة برحيل بقايا رموز النظام السابق الممثلين في الباءات الثلاثة وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي، مؤكدين على ضرورة مواصلة محاسبة المفسدين والاستجابة للمطالب الشعبية للحراك. وندد المحتجون بتجاهل المطالب الشعبية، معبرين عن عدم اعترافهم بالحكومة والبرلمان مرددين شعارات.. الجيش الشعب جسد واحد، “تتنحاو قاع”، “الجيش الشعب خاوة خاوة”. الجمعة 19 للمّ الشمل ونبذ التفرقة في خنشلة خرج المئات في الجمعة 19 من أبناء ولاية خنشلة ومن كل الفئات رغم الحرارة التي بلغت 35 درجة زوال أمس، في مسيرة حاشدة، أرادها أبناء الأوراس، صوت الإصرار، على مطلب رحيل النظام الفاسد، والمساندة غير المشروطة للجيش الوطني الشعبي ونبذ التفرقة وضرورة لم الشمل، حيث عرفت ساحة الشهيد عباس لغرور، بمحاذاة ملعب حمام عمار، بوسط مدينة خنشلة. ورغم حرارة الجو، توافدا كبيرا للمواطنين، لاسيما الشباب منهم، في جمعة جاءت بعد فوز الخضر أمام منتخب السنغال، حاملين الأعلام الوطنية، وشعارات كلها تدعو إلى محاسبة الفاسدين، ومعاقبتهم، ورحيل بدوي وبن صالح، والوحدة بلسان كله يدعو لنبذ دعاة التفرقة، بشعار الجمعة 19 هي للوحدة وكلنا شعب واحد ولا أحد أحسن من الآخر. التبسيون يتحدّون ال40 درجة أثرت الحرارة الشديدة التي عمت ولاية تبسة وعاصمة الولاية، نسبيا على حضور أهل المدينة في مسيرة الجمعة 19، ومع ذلك تواجدت وبقوة مختلف شرائح المجتمع في مسيرة انطلقت من ساحة النصر، وجابت وسط المدينة إلى غاية جدارية الشهداء قرب مقر الولاية، وردد المشاركون نفس الشعارات التي أطلقها الجزائريون منذ بداية الحراك. ورفع الكثيرون أعلاما عملاقة ووعدوا بأن تكون الجمعة 20 لرفع مزيد من الأعلام وبمختلف الأحجام، كما قامت بعض النسوة بتوزيع الماء البارد والأعلام الصغيرة التي رفعها الأطفال من الجنسين، ورغم أن حجم المسيرات البشري تناقص إلا أن الإصرار الذي ظهر في الجمعة 19 يوحي بأن الحراك الشعبي سيعطي مزيدا من الثمار. البجاويون يطالبون بفتح ملفات الفساد المحلي ويهتفون: “السجن يليق بكم”! خرج البجاويون بعشرات الآلاف إلى الشوارع في مسيرة الجمعة رقم 19، التي انطلقت من محيط ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” باتجاه الميناء مرورا بمقر الولاية وساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” على التوالي، مرددين العديد من الشعارات المطالبة في مجملها برحيل بقايا النظام السياسي للرئيس السابق ومحاسبتهم منها “أولاش السماح أولاش” و”كليتو لبلاد يا السراقين” و”الجزائر حرة ديمقراطية” وغيرها من الهتافات. وطالب المشاركون في هذه المظاهرة، التي انطلقت على وقع أنغام الراحل معطوب الوناس، بضرورة “دفن” نظام بوتفليقة الفاسد الذي أهلك البلاد وأغرق العباد مع ضرورة محاسبة رؤوسه من كبيرهم إلى صغرهم بشعار “السجن يليق بكم” حيث أشار أحد المواطنين في هذا الصدد إلى أنه “على العدالة الشروع في فتح ملفات الفساد على المستوى المحلي وفي جميع القطاعات بالنظر إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها الولاية، رغم الأموال الطائلة التي رصدت لها”. وفي نفس السياق، أشار مواطن آخر، إلى أنه أضحى من الضروري “فتح تحقيق حول طريقة تسيير هذه الولاية خلال العشرين سنة الأخيرة على الأقل، مع محاسبة كل الفاسدين والمفسدين الذين دمروا الولاية والوطن بفسادهم وحيلهم الشيطانية”، وقد طالب المتظاهرون بأهمية الحفاظ على الطابع المدني للدولة كما ألحوا في نفس الوقت على ضرورة تفعيل المادتين 7و8 من الدستور بشعار “نحن الشعب.. نحن السلطة”. الحراك يتواصل في الجمعة ال19 بالجلفة كعادتهم، يواصل سكان الجلفة حراكهم في الجمعة التاسعة عشر وبقيت نفس الشعارات، التي حملت في الأسابيع الماضية، وأصر سكان الجلفة الذين خرجوا بقوة في مسيرات ومظاهر “حراكية” أخرى، وسط مدينة الجلفة، على المطالبة برحيل بدوي وحكومته إضافة إلى رئيس الدولة بن صالح، كما ناشدوا الجهات القضائية لمواصلة محاسبة المفسدين من إطارات الدولة ورجال الأعمال، الذين ساهموا في تحطيم الاقتصاد الوطني. محتجون بالمسيلة يتمسكون برحيل جماعة بوتفليقة أصر المئات من المتظاهرين سلميا بالمسيلة، في الجمعة ال19، منذ بداية الانتفاضة الشعبية، على ضرورة رحيل كافة رموز النظام السابق وتطهير البلاد من براثن الفساد والمفسدين، ولم يتخلف المحتجون عن هذه الجمعة رغم ارتفاع درجات الحرارة، من خلال التمسك بإنشاء هيئة مستقلة تشرف على مراقبة وتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة من البداية إلى النهاية، وكذا المطالبة بمغادرة العديد من المسؤولين التابعين، على حد قولهم، للنظام السابق أمثال بدوي، بن صالح وأعضاء الحكومة. كما رحب المحتجون بالإجراءات التي باشرتها العدالة التي تحررت بفضل وقفة الشعب الجزائري ومؤسسة الجيش، من أجل محاسبة ناهبي المال العام وخيرات البلاد. كما استعجل المحتجون الذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقرب فرصة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يحظى بالشرعية الشعبية لاستكمال مسيرة التنمية وقطع جذور الفساد والمفسدين وتطهير البلاد من هذا الورم، الذي تسبب في استنزاف الخيرات والطاقات، مجددين التأكيد على رفض ما يسمى مرحلة انتقالية أو مجلس تأسيسي لأن الجزائر ليست دولة حديثة وهناك قوانين ودستور ومؤسسات وغيرها.