إثر برقية عاجلة تلقتها فرقة حراسة السواحل بعنابة من قنصلية الجزائر بتونس العاصمة الخميس الفارط، مفادها العثور على جثة حراق جزائري على متن قارب صيد خشبي بأحد شواطئ مدينة نابل التونسية، إتضح أن المعني يدعى "هادف رياض" من مواليد 19 جويلية 1976 والقاطن ببلدية التريعات 45 كلم غرب ولاية عنابة. وحسب عائلة الضحية، التي تنقلت الشروق اليومي إلى مقر سكناها بمنطقة "الحصاحص" الفلاحية ببلدية التريعات، فإن إبنها "رياض"، الذي كان يعمل بمؤسسة "بونة" للمشروبات الغازية، قد أبحر مع 05 حراقة، إضافة إلى إبن حيه المفقود إلى حدّ الساعة من عائلة "حميدي" وصاحب الثلاثين ربيعا، بتاريخ 25 ماي الفارط، حيث انطلق الحراقة السبعة من شاطئ "سيدي سالم" بالبوني في حدود الساعة صفر من ليلة التاريخ المذكور باتجاه جزيرة صقلية قبلة أبناء بونة المفضلة بأوروبا. المجموعة ولسوء حظها، أصيب محرّك قاربها بعطب ميكانيكي ولكون القارب غير مدعم بمحرّك إضافي قضى الحراقة السبعة خمسة أيام كاملة في مواجهة الجوع والعطش وهم يترقبون قدوم يد المساعدة التي لم تصلهم رغم علم شقيق أحد الحراقة من حي سيدي سالم بالمشكلة بعد اتصال هاتفي أجراه مع أخيه فأخطر على إثر ذلك مصالح الحماية المدنية بمأزق الحراقة السبعة والتي حولته إلى طلب النجدة من حرّاس السواحل بعنابة، ومنذ ذلك الحين، انقطعت كامل الإتصالات مع المجموعة حتى جاء نبأ العثور على جثة حراق من المجموعة ذاتها دون باقي الحراقة البالغ عددهم "06". من جهتها، أكدت القنصلية الجزائرية العامة بتونس أن جثة الضحية، عثر عليها صياد تونسي الأربعاء الفارط بالقرب من شواطئ مدينة "نابل"، كما أضافت أنه وعند تفتيش القارب، وجد بداخله ثلاثة هواتف نقالة وألبسة مخبأة في أكياس، ما يعني أن الحراقة الستة المفقودين رموا بأنفسهم في عرض البحر ليموتوا غرقا رضوخا لشعار الحراقة المعروف "ياكلني الحوت أوما يكلنيش الدود"، تاركين زميلهم "هادف رياض" على ظهر القارب يصارع الموت جوعا وعطشا حتى وافته المنية؛ ليكون بذلك دليلا كافيا على غرق البقية الذين لم تظهر جثث أي منهم إلى حدّ الساعة ويتعلق الأمر بثلاثة حراقة من حي سيدي سالم الشهير بمغامرات الحراقة، إثنان من حي ديدوش مراد وسط مدينة عنابة وآخر من منطقة "الحصاحص" بالتريعات. هذا وأشار حراس السواحل بعنابة أنه تمّ توقيف ليلة الجمعة الماضي حراقين بشاطئ "واد بقرات"، الجبلي كانا بصدد التسلل إلى إيطاليا. كما ذكرت مصادر أخرى مقربة من الحراقة، نجاح 28 شابا من حي سيبوس في بلوغ الضفة المقابلة وتحديدا إلى سردينيا الإيطالية. فارس مصباح