خيّم مجددا الحزن بداية الأسبوع الجاري، في سماء المقاطعة الإدارية برج باجي مختار، بعد حادثة تيه مجموعة من الأبرياء في صحراء تنزروفت الموحشة، بسبب تقصير وتهاون السلطات الولائية، في تعبيد الطريق الذي يواصل حصد الأرواح، حيث تدخل الجيش في عمليات البحث مع المواطنين، حيث تم العثور على شخصين على قيد الحياة فقط، فيما قضى 5 أشخاص في صحراء الموت. شهد الطريق الرابط بين منطقة رقان وبرج باجي مختار، عدة حوادث مأساوية خلال العام الجاري فقط، ويعود السبب الرئيس فيها إلى عدم تعبيد هذا الطريق، الذي يبلغ طوله 600 كم، حيث ظلت مجرد وعود من المسؤولين في الحملات الانتخابية، فيما يحصد الطريق الموحش العديد من الأبرياء في كل مرة في صحراء تنزروفت. شهدت منطقة برج باجي مختار في ذات السياق صباح الأحد، احتجاجات كبيرة في شكل انتفاضة واسعة للمجتمع المدني والمنتخبين، مطالبين السلطات العليا للبلاد، بضرورة الإسراع في تعبيد طريق الوحدة الإفريقية، مهددين بنقل احتجاجاتهم إلى قصر الحكومة، إذا واصلت السلطات العليا في البلاد، سياسة تجاهل مطالب أهل المنطقة. شهدت صباح السبت، مدن أدرار، رقان وبرج باجي مختار، غلقا كليا لمديرية الأشغال العمومية وفروعها، باعتبارها هي الجهة المسؤولة والمباشرة عن أشغال الطرقات وتعبيدها، حيث لا تزال تماطل في توضيح مصير إنجاز الطريق الرابط بين برج باجي مختار ورقان، في حين استغرب الكثير، تجاهل السلطات لمطالب سكان الولاية المنتدبة، المرشحة لتكون ولاية بكامل الصلاحيات، في مقابل انعدام أي طريق معبد يربطها بمختلف مناطق الوطن، ما يعتبر إجحافا في حقها وفي حق مواطني المنطقة. استهجن سكان ولاية أدرار بعد الحادثة المأساوية، حرص السلطات على إقامة النشاطات والمهرجانات الفنية، التي أصبحت محل سخط من مواطني المنطقة، في مقابل انعدام أدنى ضروريات الحياة بالجهة، خصوصا ما يتعلق بالبنية التحتية والخدمات، ورغم قدوم الإنزال الوزاري مؤخرا لكن دون جدوى، في حين تتواصل معاناة مواطني بلديات أدرار مع الطرق المهترئة، خصوصا طريق الموت الرابط بين رقان وبرج باجي مختار، الذي يبقى حلما لدى سكان المنطقة لتجسيده على أرض الواقع، لإنهاء كابوس تيهان الأشخاص في صحراء تنزروفت، التي يمر عليها الطريق الفتاك.