اندلع حريق مهول بالجزء الشرقي لواحة جانت، وتحديدا بالمنطقة المسماة “تادمايت”، الاثنين، أين تسبب الحريق في إتلاف عدد معتبر من النخيل والمزروعات ورؤوس أغنام تتوزع على عدد من المزارع، وتضرر جراء الحريق كذلك جزء من الشبكة التي تزود المنطقة بالكهرباء، بينما أتت النيران كذلك على مكان إقامة الفلاحين، متمثلة في العديد من الأكواخ “الزرايب”. وفيما لم تعرف أسباب اندلاع الحريق، إلا أن جهود المواطنين، والحماية المدنية وبمشاركة عناصر الجيش المدعمين بوسائل وصهاريج المياه، كانت أول من واجه ألسنة النيران، أين تم التمكن من إخمادها بعد ساعات من الجهود المضنية، وقد تسبب غياب مسالك وسط الواحة في تأخر عمليات الإطفاء التي أدت إلى توسع المساحة المتضررة من مختلف المزروعات وأغراض الفلاحين، وقد تم كذلك الاستعانة بآلات الأشغال العمومية، لفتح بعض المسالك للسماح لشاحنات الإطفاء بالولوج إلى عمق الواحة لإيصال أنابيب الإطفاء، حيث حالت وضعية وكثافة النخيل دون تمكن الوسائل المتوفرة من العمل بطريقة سلسلة، وكشف عدد من الفلاحين المقيمين داخل مزارعهم عن تضررهم من الحريق، أين فقد هؤلاء حتى الأغراض الشخصية بما في ذلك وثائق الهوية. وتجري حاليا مصالح الفلاحة والغابات إحصاء الأضرار المرتبطة بالجانب الفلاحي، أين تسبب الحريق في نفوق أكثر من 10 رؤوس أغنام، والعشرات من النخيل والمساحات الفلاحية المختلفة. وقد وقفت السلطات المحلية للمقاطعة والدائرة والبلدية، على أضرار الحريق، أين عقد على إثرها لقاء لتقييم الأضرار وتقديم مساعدات للمتضررين، حيث تم منح خيم للفلاحين للمساح لهم بالبقاء داخل مزارعهم، فيما تقرر فتح مسالك فلاحية بالمنطقة، حيث تجري حاليا عملية فتح تلك المسالك، لتفادي تكرار مثل هذه الحرائق التي كان لكثافة المزروعات والنخيل سببا في تأخر عمليات الإطفاء وانتشار النيران في وقت وجيز الأمر الذي يجعل من علميات فتح المسالك الفلاحية واحة جانت، أمرا أكثر من ضروري، حيث كشفت العديد من التجارب في حرائق مماثلة بواحة جانت صعوبة التعامل والتحكم في حرائق كبيرة في ظل غياب مسالك وطرق تسمح بوسائل الإطفاء بالعمل على مواجهة النيران، على اعتبار أن عامل الوقت في مثل هذه الحوادث رئيسي وقد تنجم عن عمليات التأخر تضاعف الخسائر، التي قد تهدد واحة بأكملها، التي تعتبر لصيقة بالنسيج العمراني، وقد تؤدي إلى كوارث حقيقية بالساكنة.