تشهد، هذه الأيام، عدة أحياء ببلدية سعيدة عاصمة الولاية، شجارات متفرقة، عادة ما تستعمل فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء، مما يجعلها مصدر خطر على الساكنة، وكانت هذه الظاهرة المشينة قد اختفت لفترة معينة، لكنها سرعان ما عادت من جديد وبدرجة عنف أشّد من طرف مجموعات من منحرفين يتعاطون كل أنواع المخدرات التي باتت تشهدها سعيدة في الآونة الأخيرة. وقد زرعت هذه السلوكيات العدوانية الرعب في وسط العائلات نهارا وليلا، ما يجعل العديد من الأسر التي تقطن بالأحياء التي تعرف انتشار الظاهرة، دائمة القلق والشكوى من استفحال العنف والجريمة بمختلف أشكالهما، مثل تلك التي سجلت مؤخرا على مستوى كل من حي النصر، 5 جويلية وأيضا حي لمارين التي أصبح بمثابة النقطة السوداء في مدينة سعيدة. وقد وصل امتداد هذه الظاهرة المتفاقمة إلى بلدية الرباحية، الأسبوع الماضي، ما دفع بسكان سعيدة لإطلاق نداء استغاثة إلى مصالح الأمن الولائي وكل من يعنيه الأمر، قصد التدخل للتخفيف من حجم المخاطر المحدقة بهم، وذلك بتكثيف الدوريات على مستوى أحياء مدينة سعيدة وبلديات الولاية على مستوى أقاليم الاختصاص. يحدث هذا رغم المجهودات التي تقوم بها مصالح الأمن في إطار محاربة جرائم العنف والاعتداءات التي تشهدها العديد من أحياء الولاية، وهذا موثق من خلال البيانات التي تنشر عبر وسائل الإعلام، حيث تسجل عمليات توقيف يومية للمشتبه فيهم، وهم متلبسين بحمل الأسلحة البيضاء من كل الأنواع وكذا السكر العلني، فيما يتم ضبط عديد الحالات الأخرى عن تهم المتاجرة بالمشروبات الكحولية والأقراص المهلوسة، وتقديمهم إلى العدالة لمحاكمتهم. فيما يبقى حري على العائلات والمجتمع المدني ورواد التواصل الاجتماعي حسب العارفين بخبايا هذه الظاهرة ، المساهمة في الحد من هذه الظاهرة، وتحمل جزء من المسؤولية حيالها، خاصة أنها دخيلة على المجتمع الجزائري. كان قد سبق ل “الشروق”، أن تطرقت في عديد المواضيع حول ظاهرة العنف والشجارات الواقعة خاصة بحي بوفادة، عند النقطة المعروفة بالدروج، أو السلالم، التي تحولت إلى ملتقى للمنحرفين، وهي بدرجة أكثر حدة على مستوى حي لمارين، وتحديدا بالمحطة القديمة لنقل المسافرين، بقلب عاصمة سعيدة والتي باتت مهجورة، ما ساعد في تحولها إلى مرتع للمنحرفين لممارسة شتى أنواع الموبقات والممنوعات. ولحد الساعة، فإن تلك المحطة المحاذية للسوق الفوضوي الكائن بذات الحي، يصعب القضاء عليها، بسبب تأخر استلام مشروع تهيئة واد الوكريف رغم انطلاق أشغاله منذ 7 سنوات خلت، ما يبقيها مصدرا لانتشار العنف والشجارات من حين لآخر على مستواها.