يختلف انضمام إسماعيل بن ناصر لنادي الميلان، عن الظروف التي لعب فيها جمال مصباح لذات النادي، فقد وجد جمال مصباح في العارضة الفنية المدرب الكبير آليغري، كما وجد نجوما كبارا من كل دول العالم مثل السويدي إبراهيموفيش والمدافع البرازيلي دياغو سيلفا والمهاجم الإيطالي إينزاغي، ومع ذلك لعب جمال مصباح أساسيا في غالبية المباريات وحقق حلم حياته في اللعب للنادي الأوروبي الكبير لسنة كاملة، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب جزائري، خاصة أن الميلان هو حاليا ثاني فريق في التتويجات بكأس رابطة أبطال أوروبا بعد فريق ريال مدريد. إسماعيل بن ناصر إنضم لفريق كبير ولكنه هذا الموسم بلاعبين مغمورين ولا أحد يضع الميلان ضمن المرشحين ليحصلوا على رتبة تضمن لهم العودة لمنافسة رابطة أبطال أوربا بالنظر لتشكيلته المتواضعة، مقارنة بالثلاثي جوفنتوس والإنتير ونابولي. وكان فريق الميلان في الموسم الماضي قد حصل على المركز الخامس بفارق نقطة واحدة عن الإنتير وأطلانطا، مما يعني أن الفريق سيكتفي بلعب منافسة أوربا ليغ التي لا يستحسنها مناصروه، الذين لا يقبلون بأقل من رابطة أبطال أوربا، وكانت آخر أحسن نتيجة للميلان في رابطة أبطال أوربا عندما كان يلعب له جمال مصباح، حيث بلغ دور الربع النهائي ولكنه أقصي على يد برشلونة في مشاركة جمال مصباح. أما الموسم الماضي فقد أقصي الميلان من دور المجموعات من أوربا ليغ في مجموعة ضمت رفقاء عيسى ماندي بتيس إشبيليا، وكان همّه هو الحصول على رتبة تخول له المشاركة في رابطة أبطال أوربا، وعندما فشل في آخر جولة قرر أن تكون انتداباته لبناء فريق مستقبلي وليس للمنافسة على الألقاب المحلية أو الأوروبية، فقام بتدعيم الفريق بلاعبين شباب ومنهم الموهبة البرتغالية المهاجم الأسمر رفائيل لياو صاحب ال20 ربيعا الذي يقال عنه بأنه سيكون خليفة كريستيانو رونالدو، وطبعا إلى جانبه النجم الجزائري إسماعيل بن ناصر. أجمل ما في الميلان هذا الموسم هو إسمه الكبير جدا، وجماهيريته الكبيرة في كل بقاع العالم، والفريق بإمكانه أن يملأ ملعب جيوزيبي ميازا بسهولة بثمانين ألف متفرج، والأكيد أن ذلك سيحدث في الجولة الرابعة من الدوري الإيطالي في 22 سبتمبر القادم عندما يلتقي رفقاء بن ناصر بفريق الإنتير في داربي الغضب، حيث سيعيش بن ناصر أول داربي في حياته، وأيضا أكبر حضور جماهيري في تاريخه الكروي، بأكثر من 80 ألف متفرج، وكلها أجواء ستصقل مواهب اللاعب الصغير الذي انضم لفريق من الشباب خاصة في الهجوم الذي لا يضم سوى لاعب واحد متقدم في السن هو الإيطالي بورينو صاحب الثمانية والعشرين عاما، أما البقية فكلهم صغار السن، مثل البولوني بياتيك 24 سنة والبرتغالي رفائيل لياو 20 سنة، والبقية بعمر إسماعيل بن ناصر 21 سنة. ولا يضم الميلان هذا العام أي نجم كبير، ففي حراسة المرمى ستبقى المهمة بين الشاب دونا روما الذي يبلغ من العمر 20 سنة وبين المخضرم بيبي رينا صاحب 36 سنة، وفي الدفاع لا نجد سوى لاعبين شباب منهم كلابريا 22 سنة، والفرنسي هيرنانديز 21 سنة، وسيتصارع إسماعيل بن ناصر على مكانة أساسية في الفريق، مع نجوم خط الوسط ومنهم البرازيلي لوكاس باكويتا 21 سنة والإيطالي بوراسي 20 سنة وخاصة لاعب الأورغواي الدولي لاتكاسالت صاحب ال26 سنة، ويقود التشكيلة المدرب الإيطالي غيونباولو الذي عوّض إبن النادي اللاعب السابق غاتوزو. يتأخر الدوري الإيطالي مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى عن الانطلاق إلى غاية 24 أوت وفي اليوم الموالي يلعب الميلان أولى مبارياته خارج الديار أمام أودينيزي، ثم يستقبل الصاعد الجديد بريشيا في الجولة الثانية وهي فرصة لبن ناصر لاسترجاع أنفاسه ودخول أجواء النادي وهو الذي يعرف الدوري الإيطالي الذي لعب فيه موسمين مع إمبولي في الدرجة الثانية وفي الدرجة الأولى، وكانت آخر مباراة لعبها بن ناصر الموسم الماضي قد جرت في ملعب جيوزيبي ميازا، ولكن أمام الإنتير وخسرها فريقه السابق بهدفين مقابل هدف واحد وسقط إلى الدرجة الثانية. كل الظروف مساعدة لإسماعيل بن ناصر لأجل التألق، فقد توجه إلى الميلان وهو بطل إفريقيا مع الخضر وصاحب لقب أحسن لاعب في بطولة قارية لعبت في مصر، وشارك فيها ثلاثة نجوم كبار في العالم، وهم محمد صلاح وساديو ماني ورياض محرز، كما توجه إلى فريق كبير ولكن من دون ضغوط، لأنه لن يلعب على اللقب أمام الكبير جوفنتوس ولا في منافسة رابطة أبطال أوربا ولا يضم لاعبين نجوما يزاحمونه على المكانة الأساسية وستكون سنة مغامرة مع فريق كبير كل شيء مفتوح فيها والمفاجآت واردة. ب. ع