تعد ظاهرة ذبح النعاج أو مثلما تسمى بالعامية “الرخلة” منتشرة في معظم أرجاء الوطن في الأعراس والعقيقة والكثير من المناسبات العائلية، لتزداد بحدة أكثر في موسم عيد الأضحى حيث تقطع غالبية العائلات البسيطة ومحدودة الدخل مئات الكيلومترات صوب الولايات الداخلية المعروفة بتربية الأغنام لشرائها نظرا لانخفاض ثمنها مقارنة بالخروف. دفع التهاب أسعار الأضاحي هذه السنة والزيادات العشوائية في ثمنها الكثير من العائلات الحريصة على إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم على اقتناء النعاج “الرخلة”، بعدما قفز سعر الخروف الذي كان يباع العام الماضي ب 57 ألف دينار جزائري إلى 62 ألف دينار جزائري، وأصبح من الصعب عليهم بل شبه مستحيل شراؤه لتجاوزه إمكانياتهم المادية، وتخلي العديد من التجاور والموالين عن عملية البيع بالتقسيط “فاسيليتي” التي كانت تستشري في كل عام، لتكون “الرخلة” هي الحل البديل والأمثل بالنسبة إليهم. وتكون أسعار أنثى الخروف في العادة أقل ثمنا من سعر الخروف بمليون سنتيم وأكثر، ويتراوح سعرها ما بين 18 و22 ألف دينار جزائري، ولحمها حسب أصحاب محلات القصابة لذيذ ولا يمكن تفريقه عن لحم الخروف حتى إن بعض القصابات تقوم بذبحها وبيعها على أساس لحم خروف عادي دون إخطار الزبون بذلك أو إعلامه بحثا عن تحقيق الأرباح ويعتمدونها بكثرة في الأعراس. وتفضل بعض العائلات التوجه للولايات المعروفة بتربية المواشي مثل تيارت، الجلفة، المسيلة لشراء “الرخلة” من هناك حيث يصل سعرها في بعض الأحيان 15 ألف دينار جزائري. وتحرص بعض العائلات ممن تقتني “الرخلة” على إخفائها بعيدا عن أنظار الجيران وسكان الحي كي لا يكونوا محل سخرية واستهزاء لكونها أنثى باعتبار أن الجميع يفتخرون بالخروف، لكن رغبتهم الكبيرة في إسعاد أبنائهم وإدخال فرحة العيد وإحياء السنة النبوية فقط تشجعهم على شرائها، وهناك من يفضلون جلبها في الأيام الأخيرة أو الاحتفاظ بها داخل المنزل ونحرها مباشرة يوم العيد. وإن كان القانون صريحا بمنع ذبح النعاج في المذابح البلدية في باقي أيام السنة باستثناء عيد الأضحى المبارك، وذلك حرصا على الحفاظ على الثروة الحيوانية، غير أن جل العائلات التي تقتنيها في العيد تفضل ذبحها في المنزل بعيدا عن مذابح البلدية أو عمليات النحر التي تتم في الفضاء العام في الشوارع والأحياء في أيام العيد. هذا وكان رأي الدين في هذه المسألة واضحا جدا، فقد أباح المولى عز وجل ذبح بهيمة الأنعام ذكرها وأنثاها سواء في ذلك الضأن، وبحسب المختصين، فإن الذكر أفضل في الأضحية ونحوها، فيما نهى الإمام مالك عن ذبح أنثى الأنعام ذات اللبن لما في نحرها من ضرر للمصلحة وللثروة الحيوانية. رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء محمد الطاهر رمرم عمليات ذبح “الرخلة” تهدد الثروة الحيوانية في العيد وسائر الأيام وصف رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء محمد الطاهر رمرم، في اتصال ل”الشروق”، إقدام العديد من المواطنين على نحر أنثى الخروف “الرخلة” بالخطر الكبير المهدد للثروة الحيوانية، ويزداد شدته في الأيام العادية عندما يقوم به أصحاب محلات الجزارة والقصابات، متعمدين ذلك بحثا عن ربح سريع للمال فسعرها أقل مقارنة بالخروف لكن الكارثة الكبرى هي بيع لحمها بسعر مرتفع على أساس لحم خروف. وحمل رمرم المربين شطرا كبيرا من المسؤولية فعند توجههم للسوق لبيع مواشيهم يبيعونها بالجملة كاملة، بما فيها الخرفان و”الرخلة” أو “الخروفة” لعدم امتلاكهم الإمكانيات المادية الضرورية لمواصلة تربيتها وما يهمه في الأمر هو تحقيق عائد مادي فقط. وكشف محدثنا عن مقترح سبق لهم عرضه على وزارة الفلاحة سيساهم بشكل كبير في التقليل من الظاهرة وحماية الثروة الحيوانية المحلية، وذلك من خلال قيام مديريات المصالح الفلاحية المنتشرة في الولايات الشهيرة والمعروفة بتربية المواشي بشراء أنثى الخروف من المربين وهو ما سيشكل حماية لهم ويشجع الفلاحين على قصدها وعرضها عليهم. وحذر رمرم من النزيف الذي تشهده “الرخلة” على مدار أيام السنة بالخصوص من قبل الجزارين، وحتى بعض المواطنين الذين يختلقون أسبابا واهية ويزعمون أن لحمها أطيب من الخروف وأكثر لذة منه.