شهدت مدينة تقرت بولاية ورقلة يوم الخميس الماضي رعبا حقيقيا وسط السكان بعد فرار نمر مفترس من قفصه بحديقة التسلية وهروبه الى خارج الحديقة، حيث انتشرت مع الصباح صور وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذا النمر يجوب الطريق السريع المزذوج بين تقرت وتماسين ولحسن الحظ يخلو من المارة باستثناء مرور المركبات.. وبعد تأكد المصالح الأمنية من صحة تلك الصور وتأكيد إدارة الحديقة اختفاء النمر، أعلنت حالة استنفار قصوى للبحث عنه وخشية توغله للمحيطات الفلاحية والغابات التي يقصدها الفلاحون يوميا أو تسلله لوسط المدينة، حيث تم نشر تحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل عدم اقتراب الفلاحين من غاباتهم أو الدخول إليها، بالإضافة إلى تحذير السكان الخروج راجلين، خاصة وأن مكان تواجد هذا النمر الفار مجهول. وشكلت خلية أزمة أمنية على مستوى الولاية المنتدبة تقرت، حيث لم يعثر على هذا النمر إلا في حدود الثانية والنصف ظهرا غير بعيد عن التجمع السكني عين الصحراء المعروف بحي ذراع البارود، وفي الوقت الذي كانت تجرى فيه اتصالات من أجل الاستنجاد بمروضين أو مختصين من أجل استدراجه واسترجاعه من دون خسائر، إلاّ أن الأمر كان مستحيلا لانعدام مسدس للتخدير وتواجد المروضين والمختصين بالعاصمة ولا يمكنهم الوصول للمكان إلاّ بعد أكثر من 8 ساعات فتم القضاء عليه بالرصاص حماية للسكان. وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض لطريقه قتل هذا النمر، حيث صبّ العديد منهم جام غضبهم على السلطات لعدم جاهزيتها للتعامل مع هذه الحوادث الطارئة والتي كثيرا ما تنتهي بخسائر، مستغربين في هذا الموضوع عدم تواجد مسدس مخدر لحماية هذا الحيوان وإعادته الى قفصه، ومتسائلين كذلك عن غياب مروضين أو مختصين للتعامل معه مباشرة والاعتناء به، فيما اعتبر البعض قرار السلطات الأمنية بقتله قرار صائب لتجنب أي مفاجآت غير سارة أو تسلله للأحياء السكنية القريبة منه أو الهجوم على الفلاحين الذين كانوا بغاباتهم تحت الخطر. هذا وانتشرت كذلك صور لا أساس لها من الصحة حول تشريح جثته وهي صور قديمة ولا تشبه نمر تقرت، حيث تم تسليم جثة النمر إلى إدارة الحديقة للقيام بإجراءاتها.