المفاجأة الأكبر التي حدثت منذ انتهاء دورة كأس أمم إفريقيا بالنسبة للاعبين الجزائريين، هي انضمام المهاجم إسلام سليماني لنادي إمارة موناكو ليلعب ولأول مرة في مشواره في الدوري الفرنسي مع فريق كبير وعريق لعب منذ سنتين فقط نصف النهائي من رابطة أبطال أوروبا، وفاز منذ سنتين أيضا بلقب الدوري الفرنسي وانتزعه باستحقاق من أنياب النادي الباريسي المدجج بنجوم عالميين، ويضم حاليا العديد من النجوم الكبار يقودهم المدرب البرتغالي جارديم وسبق لسليماني وأن لعب في أربع دوريات هي الجزائروالبرتغالوإنجلترا وتركيا. انتقال إسلام سليماني إلى موناكو يعدّ مفاجأة، فاللاعب احتفل بعيد ميلاده الواحد والثلاثين في شهر جوان الماضي تزامنا مع بطولة أمم إفريقيا، وكان مجرد استدعائه من جمال بلماضي ل”الخضر” قد أثار ضجة وموجة من الانتقادات، ولكن إسلام كان من المتوجين واكتفى بلعب مباراة كأساسي ضد تنزانيا أمضى فيها بصمته بهدف واحد وتمريرتين حاسمتين، كما دخل احتياطيا في مباراة كوت ديفوار وكان ضمن مسجلي ضربته في ركلات الترجيح، كما دخل احتياطيا في اللقاء النهائي أمام السنغال، ولكن نقص المنافسة أثر كثيرا على إسلام سليماني الذي كان ظلا لنفسه، وحكم الكثيرون عليه بالنهاية في وجود بغداد بونجاح وإسحاق بلفوضيل وحتى نعيجي الذي احترف مع فريق متواضع في البرتغال. البداية المعقدة جدا لنادي موناكو في الدوري الفرنسي لا تعني شيئا، فالفريق يمتلك المؤهلات للعودة بقوة، وبالتأكيد، فإن سيناريو الموسم الماضي عندما نجا في آخر جولة من الدوري من السقوط للقسم الثاني لن يتكرر، فقد سجل موناكو في بداية الموسم الحالي هزيمتين من مباراتين وبنفس النتيجة ثلاثية في شباكه من دون تسجيل أي هدف واحتل المركز الأخير دون رصيد وبناقص ست، حيث خسر على أرضه وفي ملعبه الذي يتسع ل18 ألف متفرج بثلاثية نظيفة أمام ليون ثم خسر أمام الصاعد الجديد ميتز بثلاثية نظيفة خارج الديار أمام فريق يضم لاعبين جزائريين هما الحارس ألكسندر أوكيدجة والمهاجم بولحية، وسيقابل هذا الأحد على أرضه فريق نيم من أجل الثورة والعودة إلى السكة كما قال مدربه البرتغالي جارديم. فريق موناكو الذي احتفل في 2019 بمرور قرن على تأسيسه والذي يعتبر أمير موناكو رئيسه الشرفي ومشجعه الأول، يضم حاليا ترسانة من النجوم، منهم الحارسان الدوليان الصربي سوبازيتش والسويسري بيناغليو والمدافعان البرازيليان جيميرسون ونالدو وفي خط الوسط يتقدمهم الإسباني الكبير فابريغاس الذي لعب لبرلشونة ولفرق عريقة في إنجلترا مثل تشيلسي وأرسنال، وفي الهجوم الكولومبي فالكاو والموهبة البرتغالية جيلسون مارتينز والدولي الفرنسي وسام بن يدر والصاعد الإيطالي بيليغري الذي لا يزيد عمره عن 18 سنة، ويقال عنه إنه سيكون من أحسن اللاعبين في العالم، وفي قرارة نفس المدرب جارديم بأن يصنع من هؤلاء فريقا تنافسيا ستكون بدايته الحقيقية من الجولة الثالثة عندما يستقبل على أرضه فريق نيم، مع استحالة أن يكون إسلام سليماني في التشكيلة بسبب نقص المنافسة. سليماني سيكون معارا لموناكو لمدة سنة واحدة، ويعرفه جارديم البرتغالي جيدا لأن مرور إسلام عبر فريق سبورتينغ لشبونة ومشاركته الإيجابية وبالأهداف مع الفريق في منافسة رابطة أبطال أوروبا، ترك أثره لدى البرتغاليين بمن فيهم المدرب العالمي مورينيو الذي يعرفه جيدا وأشاد بكفاحه فوق الميدان، ففي فريق سبورتينغ لشبونة طوّر إسلام سليماني من أدائه الفني وصار لاعبا يعتمد على تقديم التمريرات الحاسمة ويلعب باحترافية كبيرة من خلال توزيع طاقته البدنية على مدار دقائق المباراة، إضافة إلى تسجيله للأهداف، وإلى غاية التجربة في فرنسا مع نادي موناكو الكبير والعريق والقادر على أن يقدم موسما كبيرا رغم بدايته المتعثرة، فإن سليماني منذ أن غادر فريق شباب بلوزداد، لعب لفرق محترمة وكبيرة وهي سبورتينغ لشبونة التي تمثل ضلعا من مثلث الكرة البرتغالية الذي يضم بنفيكا وبورتو، وانتقل إلى ظاهرة الكرة العالمية فريق ليستر سيتي الذي كان حينها بطلا لإنجلترا ووصل معه للدور ربع النهائي من رابطة أبطال أوروبا قبل أن يخرج أمام أتليتيكو مدريد، ولعب لنيوكاسل أحد كبار الكرة الإنجليزية قبل أن ينتقل إلى فينرباتشي التركي ثم إلى موناكو أحد أعرق الفرق الفرنسية على الإطلاق في تجربة جديدة فاجأت الكثيرين الذي انتظروا تقاعد اللاعب في قطر. لعب موناكو قبل بداية الدوري الفرنسي ثلاث مباريات ودية، في البرتغال أمام سبورتينغ براغا وتعادل سلبيا ثم واجه بورتو وفاز عليه في أرضه بهدف نظيف وأنهاها بفوز نظيف على أرضه أمام سمبدوريا، وبعد استقباله لنيم في الدوري ستكون أمام موناكو مباريات صعبة بدءا من شهر سبتمبر بانتقاله إلى ستراسبورغ ثم استقباله لمرسيليا قبل أن يتنقل إلى رامس ويستقبل نيس، ومن المحتمل أن يكون سليماني قد عاد للمنافسة في هذا التوقيت الحساس، وعينه على أن يبقى مع “الخضر” لفترة أطول حتى يصبح من الهدافين الكبار للمنتخب الجزائري تاريخيا. ب. ع