يعتبر رجل الأعمال نجيب ساويرس أن مهرجان الجونة اجتاز المرحلة الصعبة، بعد أن ولد ناجحا منذ تأسيسه. وكانت الدورتان السابقتان كفيلتين لجعل مدينة الجونة السياحية قطبا لتحريك دفة السينما العربية، وينتظر منه رفع سقف الطموحات من منصة دعم مشاريع الإنتاج العربية. ستشارك عدة أفلام عربية اختيرت من ضمن نحو 80 فيلما تم اختيارها من 40 دولة، بحضور أفلام عالمية بارزة، أهمها الفيلم الكوري الجنوبي «طفيلي» حائز جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي 2019، وأفلام أخرى تحمل بدورها شعار السعفة على ملصقاتها من بينها «ألم ومجد» للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار و«باكوراو» و«البؤساء» الحائزين مناصفة جائزة لجنة التحكيم في نفس الدورة. وأكد مدير مهرجان الجونة انتشال التميمي على أن خيارات الأفلام لم تعتمد على التوزيع الجغرافي، بقدر ما كانت النوعية هي المعيار، ويأتي خيار خمسة أفلام عربية ضمن المسابقة الرسمية في صنف الأعمال الروائية الطويلة، معتمدا على بروز هذه الأعمال في الفعاليات العالمية الكبرى ومنها ما حظي بعرض عالمي أو بتتويج، مشيرا إلى أن بعض هذه الأعمال حصلت على دعم منصة الجونة السينمائي في الدورتين السابقتين وهما «1982» للمخرج اللبناني وليد مؤنس الذي سيشارك في مهرجان تورنتو المقبل في قسم «اكتشافات» و«حلم نورا» للمخرجة التونسية هند بوجمعة بطولة الممثلة هند صبري. إلى جانب هذين العملين يظهر كذلك «بابيشا» للمخرجة الجزائرية مونية مدور الذي برمج ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان و«ادم» للمخرجة المغربية مريم توزاني الذي برمج في صنف «نظرة ما» دورة كان ال72 و«ستموت في العشرين» للسوداني أمجد أبو العلا، الذي شارك في الدورة 76 في مهرجان فينيسيا في قسم «أيام فينيسيا». وخلال الإعلان عن البرنامج التفصيلي للدورة الثالثة التي ستجري فعالياتها من 19 إلى 27 سبتمبر القادم، أكد مؤسس مهرجان الجونة السينمائي نجيب ساويرس على ضرورة وضع السينما في سلم الأولويات والاهتمام بها بالنسبة لمهرجان لا يراد له أن يكون موعدا لل”ريد كاربت” فحسب بل الفرصة التي يمنحها للشباب وصناع السينما للتقارب وفتح آفاق جديدة للصناعة والاستثمار. ومن بين نقاط قوة المهرجان في هذا السياق هو منصة الجونة السينمائية التي أسست لما سمي ب «المنطلق» الذي يعمل كمختبر يساهم في دعم الإنتاج المشترك وتطوير مشاريع صناع الأفلام من المنطقة العربية. وتلقى المهرجان هذه السنة طلبات دعم بلغ عددها 133 واختير منها 12مشروعا في مرحلة التطوير و6 في مرحلة ما بعد الإنتاج. ويعكس هذا الإقبال والالتفاف حول مشروع عمره دورتان، في انتظار الثالثة، مدى الأريحية التي تعمل فيها إدارة المهرجان وتنظيمها المحكم التي تعمل بمثابة ماكنة أشبه بالمختبر تستقطب الخبرات والأفكار حول ما يمكن تقديمه في منطقة في حاجة إلى إعادة اختراع ديناميكية في صناعة السينما وانطلاقا من مصر «هوليود الشرق» على حد تعبير رجل الأعمال المصري عمرو منسي، المدير التنفيذي للمهرجان. ويقول انتشال التميمي «لا يمكننا تأسيس سوق للفيلم في منطقة تشارك بأقل من 1 بالمئة من صناعة السينما العالمية. هذه الحقيقة تحدنا وتحجمنا كمهرجان دولي في المنطقة العربية ومع ذلك فإن تجربة الجونة الفريدة من نوعها تعد فرصة جديدة تضاف إلى محور “الأمل السينمائي” الذي تشكله كل من مهرجانات القاهرة وقرطاج ومراكش، بعد غياب مهرجان دبي.