أقدم، مجهولون مؤخرا، على تحطيم كراس حجرية وألعاب لأطفال بحديقة عين كروش الواقعة بمنطقة كوندورسي السياحية التابعة إقليميا لبلدية وادي الشعبة دائرة باتنة. وفوجئت آلاف العائلات التي تفضل التوجه طيلة أمسيات أيام الصيف وخلال العطل الأسبوعية، لهذه المنطقة الجبلية الساحرة لقضاء أوقات مريحة عند سفح جبال قمم الأرز، وغير بعيد عن منبع “عين الشرشار” الكائن بقلب غابات الأرز الأطلسي، بعمليات تخريب مست المقاعد الحجرية الإسمنتية التي خصصت للزوار وسط حديقة ألعاب للأطفال، منشأة في الحظيرة الوطنية لبلزمة. وخلفت عمليات التخريب “الوندالية” استياء لدى المواطنين والزوار جراء هذا الفعل الضار الذي مس أملاكا عمومية يحاول المخربون طردهم منها لغايات غير معروفة، مطالبين بفتح تحقيقات أمنية لكشف ومعاقبة الفاعلين جزائيا. وتعرف المنطقة منذ عقود نهضة سياحية جبلية حولت المكان للمقصد رقم واحد للعائلات الباتنية ولعدد من الولايات الجنوبية قصد قضاء أوقات راحة في مرتفعات جبلية ذات كساء غابي معتبر مدر للأوكسجين غير الملوث، ما شجع عددا من الخواص على إنشاء مطاعم خفيفة مختصة في الشواء وبيع المشروبات والأطعمة، كما صارت تشهد تنظيم حفلات شواء في الطبيعة وإقامة مخيمات للمبيت الليلي. وفيما يطالب نشطاء في حماية البيئة بضرورة تفعيل دور حراس الغابة من حيث القوانين الصارمة والعتاد اللازم لمواجهة هذه العمليات التخريبية، دعت جمعيات مختصة في التخييم الجماعات الراغبة في التخييم سواء بهذه الجهة أو بغابات شليا إلى ضرورة التقيد بميثاق شروط التخييم جراء ترك النفايات وقارورات معدنية مرمية في الوسط الغابي تفاديا لتحويلها لمكبات للنفايات والتسبب لاحقا في حرائق ناتجة عن الحرارة والانعكاس الضوئي بالقطع الزجاجية والأجسام المعدنية المتروكة لمختلف علب المصبرات. وهدد عدد من رواد جمعيات التخييم بكشف جميع المجموعات التي تتوانى في تنظيف مناطق التخييم التي تقيم بها وتمارس الاعتداء السافر على المناطق البيئية المحمية، في وقت علم أن شليا ستتحول لحظيرة وطنية على غرار حظيرة بلزمة بهدف توفير الإطار القانوني لحمايتها من الأخطار الطبيعية والبشرية على حد سواء.