سقطت صباح أمس طائرة عسكرية بمزرعة متواجدة ببلدية عين الكرمة التابعة لدائرة بوتليليس بوهران، تحطمت كلية فيما نجا الطيار الذي كان على متنها وأصيب بجروح غير خطيرة، وقد وقعت الحادثة في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا على بعد 1 كلم من دوار "سيدي بختي ببلدية عين الكرمة التابعة إداريا لدائرة "بوتليليس"، حيث سقطت طائرة عسكرية من نوع "ميج 29" تابعة لمدرسة الطيران "بوصفر" التي تبعد عن موقع السقوط بأكثر من 20 كلم.. ووفقا لمعلومات من مصادر مطلعة نجا الطيار بعد أن استعمل مظلة الإنقاذ لحظات قبل الحادثة، حيث وقع على بعد أمتار من موقع سقوط الطائرة، وقد سبب ذلك دويا قويا تنبه له كل سكان وهران وضواحيها، إذ انفجرت الطائرة مباشرة بعد سقوطها، مسببة حفرة كبيرة بالأرض الفلاحية بعمق أكثر من 2 متر وعرض نحو 8 متر، في حين تسبب تسرب وقود الخزان في إتلاف مساحة كبيرة من محصول الشعير بالمزرعة على مساحة ما يربو عن 2 هكتار. فور وقوع الحادثة استنفرت مصالح الجيش الشعبي الوطني قواتها واتجهت إلى عين المكان إلى جانب قوات الدرك الوطني الخاصة بدائرة عين الترك وكذا مصالح الحماية المدنية، حيث تم تطويق المكان بالشريط الأمني على كامل المساحة التي شبت بها النار، ومنع دخول أي شخص أو اقترابهم من الحفرة التي احتوت الهيكل المتبقي من الطائرة، وخلال زيارتنا للمكان لاحظنا مجموعة من الشظايا متناثرة على بعد عدة أمتار من الحفرة في حين كان لا يزال الدخان ينبعث منها وكانت مصالح الحماية المدنية قد تمكنت من التحكم في الحريق الذي شبّ بمساحة واسعة من أرض المزرعة وما ساعد في انتشارها كون نباتات الشعير كانت قابلة للاشتعال خصوصا وأن موسم الحصاد على الأبواب، ولم يتبق من النباتات التي التهمتها ألسنة النار غير الرماد وفوقه حطام الطائرة المتناثر هنا وهناك، وقد لاحظنا تواجد بعض المزارعين حيث مكان السقوط وزمرة من أطفال "الدوار" الذين هرعوا لاكتشاف الأمر بعد أن أحدث الدوي فزعا كبيرا، قبل أن تتدخل مصالح الجيش والدرك لطردهم من المكان، وقد تحفظت كل السلطات المتواجدة بنفس المكان على الحادثة ورفضت تسريب أي معلومات حول السبب الرئيسي لسقوط الطائرة، وتكتمت على ذلك في سرية تامة، بينما أشارت مصادر مقربة إلى احتمال حدوث عطب على مستوى محرك الطائرة، حيث لاحظ الطيار وهو ضابط متربص بمدرسة بوصفر للطيران انبعاث الدخان منه، همّ على إثر ذلك باستعمال كرسي الإنقاذ، وفي حدود الساعة الثانية زوالا شاهدنا وفود قوات إضافية لعناصر الجيش الشعبي الوطني مرفوقين بعناصر الميكانيك وبدأت عملية تمشيط دقيقة للمساحة التي تم تطويقها لجمع كل شظايا الطائرة والبحث عن العلبة السوداء التي تساعد في إجراء التحقيق بشأن الحادثة. وكان من المرجح أن تحدث كارثة إنسانية في حال وقوعها على التجمع السكاني بدوار سيدي بختي الذي لا يبعد سوى ب 1 كلم ويقيم به نحو 100 ساكن، بينما كانت بالقرب من الحفرة سكنات يظهر أنها لصاحب المزرعة. دوي سقوط الطائرة أثار هلعا وفزعا كبيرين لدى جميع سكان الولاية، حيث سمع صوت الانفجار على بعد أكثر من 100 كلم، وانتشرت الإشاعات حول انفجار قنبلة بحي قمبيطة، وأقاويل أخرى بشارع خميستي أو بحي المدينةالجديدة، وسبب ذلك هيستيريا لدى كافة العائلات قلقا على أبنائهم المتواجدين بالخارج، حيث لوحظ زخم في الاتصالات الهاتفية للإطلاع على مدى صحة الخبر، وكان ذلك تبعا لسيناريوهات الفزع الناجمة عن الإنذارات الكاذبة في الفترة الأخيرة بوجود قنابل في أماكن متفرقة، عقب تفجيرات الأربعاء الأسود بالعاصمة. صالح فلاق شبرة