بالرغم من أن التوقيت الذي جرت فيه مباراة داربي الكوت دازور بين موناكو ونيس في الدوري الفرنسي، في سهرة الثلاثاء تزامن مع إجراء مباريات كبيرة في مختلف الدوريات بمشاركة كبار الأندية مثل جوفنتوس وبرشلونة وحتى مانشستر سيتي في كأس إنجلترا، إلا أن الجمهور الجزائري تابع مباراة موناكو ونيس بكثير من الاهتمام في وجود أسماء جزائرية بدأ المواجهة فيها الثلاثي إسلام سليماني مع موناكو وآدم وناس ويوسف عطال مع نيس، وتم إقحام لأول مرة بوداوي في الشوط الثاني من جانب نيس، وهي سابقة لم تحدث منذ الاستقلال في هذا المستوى الرفيع في دوري البلد الحاصل على كأس العالم. المباراة حملت الكثير من السوسبانس، وساهم فيها الجزائريون كلّ بطريقته، فكان يوسف عطال نجم المباراة في الشوط الأول، وتميّز آدم وناس برقي مستواه حتى جعل كل من تابعه يشعر بفارق في المستوى بين هذا اللاعب الموهوب وبقية لاعبي الفريقين، قبل أن يصاب إصابة خطيرة ويغادر المباراة محمولا على نقالة في منتصف الشوط الثاني وكان يستحق في لقطة الإصابة ضربة جزاء شرعية لم يمنحها لا حكم المباراة ولا تقنية الفار، ودخل بوداوي بقناع على الوجه، وبخجل كبير بدأ أول مباراة في حياته الاحترافية. نيس بالرغم من خسارته بثلاثية مقابل واحد، إلا أنه يحتفظ بكل الحظوظ للعودة في المنافسة بقوة، فالفريق له مالك إنجليزي هو الرجل الأغنى حاليا، في المملكة المتحدة، وعد بجعل النادي من كبار الفرق الفرنسية والأوروبية وهو ما ترك المدرب باتريك فييرا يعمل بكل راحة، ويسعى للرقي بأداء الفريق الذي كان في الشوط الأول مسيطرا على مجريات المباراة وقريبا من التسجيل وقتل المباراة. ويمتلك فريق نيس حاليا ثلاثة لاعبين جزائريين هم من أصغر لاعبي الخضر ولا يزيد عمر أكبرهم عن 22 سنة، وقد يكونون جميعا في مشروع الفريق المستقبلي الذي يطمح هذا الموسم إلى الفوز بمقعد أوروبي، خاصة إذا ملأ النقاط السوداء التي يعاني منها في الميركاتو الشتوي. آدم وناس أبان سهرة الثلاثاء عن وجود لاعب جزائري له نظرة شاملة على الملعب، دقيق في تمريراته وفنان يقتصد قوته ويوزع طاقاته على دقائق المباراة، وفي لقطة الإصابة لتي تعرض لها داخل منطقة العمليات أخرج سرعته في الوقت المناسب وكان قريبا من تسجيل هدف التقدم الثاني لفريقه. جديد آدم وناس في نيس هو أن المدرب باتريك فييرا انتزع منه منصب الجناح الأيمن ومنحه لزميله عطال، بينما لعب وناس كمهاجم حر، فكنا نشاهده في كل مكان، قبل أن يصاب وكانت النتيجة متعادلة بهدف لكل فريق، وبمجرد خروج وناس اضطراريا انهارت منظومة نيس التي تلقت هدفين وسيطر عليها موناكو بالكامل وشعر الجميع بأن فريق نيس افتقد قيمة فنية ولاعبا بإمكانه أن يفعل شيئا فوق الميدان. أما عطال، فمازال في حاجة إلى من يمنحه خارطة توزيع الطاقة على مدار 90 دقيقة، لأنه كان الأحسن وبكثير عن زملائه في الشوط الأول، ولكنه في الشوط الثاني اختفى نهائيا، وغالبية محاولاته الفردية فشلت، عكس الشوط الأول الذي نوّع فيه في محاولاته، وصنع الفرص لزملائه وحاول بنفسه، وفرض على البرتغالي جارديم مدرب موناكو اللجوء ما بين الشوطين إلى إنجاز جدار يمنع يوسف عطال من الحركة ومن استفزاز مدافعيه الذين ارتبكوا وارتكبوا العديد من الأخطاء أمام عطال الذي تطور فنيا وتكتيكيا لكنه من الناحية البدنية مازال فاقدا لمعرفة طريقة توزيع الجهد. أما إسلام سليماني، فقد نصّب نفسه أميرا لموناكو، فقد سجل هدفا حرمه منه الفار في الشوط الأول، لم يكن هو المتسلل فيه، وإنما زميله الذي مرّر له الكرة وفي الشوط الثاني قدّم كرة هدف ثان كان في منتهى الروعة، فرفع فريق موناكو رصيده إلى ست نقاط، ولم يحقق نيس الفوز الذي كان سيضعه في الريادة مؤقتا، لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن. أربعة لاعبين دفعة واحدة في مباراة في أحد الدوريات الكبرى في العالم، وغالبيتهم من النجوم الكبار، هو انتصار للكرة الجزائرية خاصة أن ثلاثة منهم من نتاج الكرة المحلية، ومكّن من الاستغلال الحسن من اللقب القاري المحصل عليه في الصائفة الماضية. ب. ع