أحدث التصرف البذيء اللااخلاقي الذي قام به وزير الدفاع الفرنسي السابق، حالة غضب واسعة في الجزائر، واجمع سياسيون مؤرخون والمنظمات الثورية، على استنكارهم لذلك الفعل ،الذي ينم عن انعدام الحياء واستعلاء فارغ من الماضي الاستعماري المقيت. بلخادم : "الوزير الفرنسي تنقصه التربية.. والسياسة أخلاق" ندد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بالحركة غير الأخلاقية التي قام بها كل من جيرار لونغي وزير دفاع فرنسي سابق، وعضو حالي بمجلس الأمة الفرنسي، ومسؤول فرنسي آخر يدعى جيلبار كولار نائب عن اليمين المتطرف - الجبهة الوطنية - الذي نزل، أمس الخميس، ضيفا على قناة "آل سي أي" الفرنسية حيث قال: "أضيف ذراعي إلى ذراع جيرار لونغي"، كرد على تصريح وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، بشأن رغبة الجزائريين في الحصول على اعتراف صريح ورسمي من فرنسا على جرائمها الاستعمارية بالجزائر، وقال بلخادم، أمس، في تصريح ل"الشروق" إن الوزير الفرنسي شخص تنقصه التربية والأخلاق، وإلا لما قام بمثل هذا التصرف"، وأضاف الوزير ورئيس الحكومة الأسبق أن كل شيء مبني على الأخلاق، وحتى السياسة يتم التعامل فيها بأخلاق، وهو ما ينقص المسؤول الفرنسي الذي تجرأ على القيام بالحركة غير الأخلاقية أمام عدسات الكاميرا. . الطيب الهواري: "تصرف الوزير الفرنسي دليل على الفكر الكولونيالي غير المؤدب" استنكر الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء، الطيب الهواري التصرف غير الأخلاقي الذي قام به المسؤولان الفرنسيان، وقال في تصريح ل"الشروق": "أن الحركة غير الأخلاقية والدنيئة تدل على الفكر الكولونيالي والاستعماري غير المؤدب، الذي يسود مثل هؤلاء الأشخاص"، وجدد المتحدث تمسك أسرة الشهداء بمتابعة فرنسا "إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومطالبتها بالاعتذار"، مساندا وزير المجاهدين في مطلبه الذي قال إنه مطلب كل الجزائريين والأسرة الثورية، فضلا عن مطلب الاعتراف والتعويض ومعاقبة المجرمين بمن فيهم الحركى، وأضاف بالقول إن المسؤولين الفرنسيين هما أيضا من الجلادين، وهما مجرمان لا يختلفان عن جلادي الثورة". . السعيد عبادو: "الحركة غير الأخلاقية للمسؤولين الفرنسيين لا تعبر عن فرنسا الرسمية"!! من جهته، اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، الحركة غير الأخلاقية التي قام بها المسؤولان الفرنسيان، حركة شخصية لا تعبر عن فرنسا الرسمية، وقال إن الجزائر ستقبل الاعتذار إذا كان كاملا من خلال الاعتراف بكل الجرائم، حتى تلك التي كانت في 1945 وإلى غاية 1962، فيما قال إن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقبولة، وإنه شخص مرحب به، لأن العلاقات تبقى مستمرة، معربا عن أمله في أن تجلب الزيارة الجديد بخصوص مطلب الاعتذار الرسمي. . موسى العبدي: "الوزير الفرنسي مريض حاقد على الجزائريين" أما موسى العبدي النائب عن جبهة التحرير الوطني وصاحب مبادرة تجريم الاستعمار الفرنسي، فوصف الحركة بغير الأخلاقية، وقال إنها تصرف مريض لا إنساني ينم عن شخص حاقد على الجزائر والجزائريين، واعتبر أن ذلك سيخلق تشويشا على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي قال إنه اعتذر واعترف بمجازر 17 أكتوبر وهي، بحسب العبدي، خطوة إيجابية يمكن أن تدعم، غير أنها لن تكون الشجرة التي تغطي على الغابة، حيث دعا النائب عن الأفلان، الرئيس الفرنسي لأن يخطو خطوة حضارية عملاقة تنسجم والقانون الدولي، وكذا المبادئ الإنسانية في ملف الاعتراف بالجرائم الاستعمارية، والاعتذار عنها، معتبرا التصرفات الصادرة عن المسؤولين الفرنسيين حركات لخلط الأوراق من الموالين لساركوزي، بعد أن عرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية تطورا وتطبيعا صادقا في عهد فرانسوا هولاند. وأكد العبدي على أنه سيبقى متمسكا بمشروع تجريم الاستعمار، الذي قال بشأنه إن الفرصة قد حانت لإعادة طرحه.