لم يتردد وزير الدفاع الفرنسي السابق في القيام بحركة بذيئة ردا على مطالبة وزير المجاهدين محمد الشريف عباس باعتذار فرنسي صريح عن الجرائم الاستعمارية المرتكبة في حق الشعب الجزائري، وقد بثت القناة البرلمانية الفرنسية تلك الحركة على المباشر في حين لم يكن يعلم الوزير السابق في عهد ساركوزي والسيناتور اليمني الحالي جيرارد لونغي أن المشاهدين يتابعون حركته. هذه الحثالة معروفة منذ زمن بعيد، هم ورثة المجرمين الذين مارسوا التعذيب والقتل في الجزائر طيلة عقود، وما قام به لونغي هو الطريقة الحقيقية التي يفكر بها الرسميون الفرنسيون بعيدا عن أضواء الكاميرات، وتلك الحركة تلخص ما تريده أن تقوله فرنسا الرسمية لكل الجزائريين الذين يرفعون في وجهها مطلب الاعتراف والاعتذار. الوزير البذيء وقبله النائب الحالم بعودة الجزائر الفرنسية، يمثلان تيارا في النخب السياسية الفرنسية يعتبر نفسه وريثا للامبراطورية الاستعمارية، وهم يضعون استعادة المجد الاستعماري ضمن الأهداف الأساسية للدولة الفرنسية، وحتى إن كان الاشتراكيون أقل جنوحا إلى هذه المواقف المخزية من اليمين المتطرف، فإنهم لا يترددون في السير على الطريق الذي سلكه من سبقوهم في الحكم، ويكفي أن نقرأ سياسة الرئيس فرانسوا ميتيران، أو معالم الطريق الذي رسمه هولاند على الصعيد الخارجي كي نعرف أن تمجيد الاستعمار جزء من الثقافة السياسية الفرنسية. لم تغادر فرنساالجزائر إلا بالضرب الشديد على الرؤوس، ولن تعترف بجرائمها وتعتذر عنها إلا بالضغط الشديد على المصالح، فهؤلاء الذين ينافقون أمام وسائل الإعلام، ويريدون تقديم إلقاء وردة في مياه نهر السين، أو إصدار بيان في ذكرى مظاهرات أكتوبر، يقولون عنا كلاما آخر غير ذلك الذي نسمعه في التلفزيون، وقد حان الوقت لنلتفت إلى الأفعال لا إلى الأقوال، وسيعلم هؤلاء الأوغاد كيف سيستعيد أحفاد الشهداء حقوق أسلافهم الأطهار الذين دفعوا أرواحهم ثمنا للتحرر من حكم الاستعمار المجرم.