سيبقى تاريخ التاسع من سبتمبر 2019 راسخا في أذهان كل الرياضيين الجزائريين.. تاريخ أوقف فيه النجم الجزائري، رفيق حليش، مسيرته مع المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم، التي امتدت على مدار 11 عاما، حيث خاض آخر لقاء له مع الخضر أمام البنين، بعدما حظي اللاعب، الملقب ب”قلب الأسد”، بحفل وداعٍ كبير، بملعب 5 جويلية الأولمبي، حضره آلاف الجماهير، خاصة أن هذا اللقاء يعتبر الأول للتشكيلة الوطنية، المتوجة بكأس إفريقيا من أرض الكنانة. ويعتبر ابن حسين داي الأكثر مشاركة في المونديال، حيث لعب سبع مباريات كاملة، في مونديال جنوب إفريقيا أمام كل من سلوفينيا وإنجلترا وأمريكا، وفي مونديال البرازيل أمام بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا، واختتمها أمام ألمانيا، التي حطم معها الرقم القياسي، بمجموع سبع مباريات، منها مباراة واحدة بوقتها الإضافي، إضافة إلى تتويجه بكأس إفريقيا للأمم الأخيرة، أمام السنيغال، ليخرج من الباب الواسع، تاركا وراءه أمانة كبيرة للجيل الحالي من اللاعبين، لإبقاء الخضر في المستوى العالي، بداية من كأس إفريقيا القادمة بالكاميرون، وكأس العالم بقطر، التي تعتبر الهدف الذي يعمل على تحقيقه الجيل الحالي من اللاعبين، والمدرب جمال بلماضي، الذي قال في العديد من المرات إن الوصول إلى نهائيات كأس العالم بقطر هدف علينا تحقيقه للبقاء في القمة. رفيق حليش: “التتويج بالكان اللقب الأحسن في مشواري“ مباشرة، بعد نهاية اللقاء التوديعي لصخرة دفاع الخضر، رفيق حليش، وجه رسالة مطولة، نشرها عبر موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قال فيها: “أشكر كلّ من ساهم في تكويني ومساعدتي، طيلة مشواره الكروي، وأقول لكم وداعا بقلب منقبض.. يشقّ عليّ كثيراً مغادرة هذا المنتخب، الذي كان بمثابة عائلتي الثانية، لمدة أكثر من 11 عاما، أتمنى أنني مثّلته بجدارة، أودّ أن أشكر كلّ من ساهم في تكويني من قريب أو من بعيد، بداية من مركز التربية البدنية والرياضية ببن عكنون، مرورا بفريق القلب، نصر حسين داي، الذي سمح لي بتحقيق حلم الاحتراف في أوروبا، وبعدها الالتحاق بالمنتخب الوطني”. وأضاف: “أشكر كلّ المسيرين والمدربين، الذين تعاقبوا على الإشراف عليّ، وكلّ أعضاء الأجهزة الفنية، وكذلك زملائي على المستويين، الوطني والدولي، لمساهمتهم طيلة مشواري الكروي”. وتابع: “لن أتمكن أبدا من إيفاء الملايين من الجماهير والشعب الرائع حقهم في الشكر، لدعمهم الشديد.. هذه الجماهير التي بقيت وفية حتى في أصعب الأوقات، لقد ساهمتم في دفعي إلى تجاوز كلّ العقبات، لأجل قميص المنتخب الوطني، قصد تمثيل الجزائر أفضل تمثيل على المستوى الدولي، وكذلك منحكم الفرحة والسعادة، أنا أحييكم بحرارة”. وواصل: “أشكرُ كلّ أفراد عائلتي، كبارا وصغارا، خاصة والديّ الكريمين، اللذين يعتبران مأواي الحقيقي، وبوصلتي في هذه الحياة، دون نسيان أصدقائي ومحيطي المقرب في مدينتي باش جراح وإيغيل إيمولا، كنت محظوظا، خلال ال11 عاما الأخيرة مع المنتخب، بالمشاركة في مسابقات كبيرة، بقيت راسخة في تاريخ الكرة الجزائرية، جلبت الفرحة والسعادة برفقة لاعبين متميزين من كلّ الأجيال، لا يُمكنني أن أتمنى أكثر من هذه النهاية السعيدة لمشواري، بعد تتويجي بكأس أمم إفريقيا، الحلم الذي داعبني في 2010 قبل أن يتحقق في 2019، المشاعر كانت فيّاضة”. وختم حليش رسالته قائلاً: “أغادر هذه العائلة الكبيرة، لأحيي كلّ اللاعبين الذين لم تسنح لهم الفرصة لتوديع هذه الجماهير الرائعة، أقول لكم إلى اللقاء.. كنت مشجعا وفيا للمنتخب، وتشرّفت باللعب معه، وسأبقى دائما مشجعا متعصبا له، وسترونني على مدرجات الملاعب، حظا طيبا، وألف شكر للجميع… وان تو ثري.. فيفا لالجيري”.