أُنتخب راشد الغنوشي رئيسا لمجلس نواب الشعب بتونس، مساء الأربعاء، خلال الجلسة الإفتتاحية للبرلمان الجديد. وقد تحصل الغنوشي على 123 صوت من جملة 217 صوت، في حين تحصل غازي الشواشي على 45 صوتا ومروان فلفال على 18 صوتا وعبير موسي 21 صوتا. وانطلقت صباح الأربعاء الجلسة الافتتاحية للبرلمان التونسي المنتخب الذي تتواصل مدته خمس سنوات، وخصصت لتنصيب النواب الجدد وانتخاب رئيسه. والأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تونس، النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي أجريت أكتوبر الماضي، وأفرزت فوز حركة “النهضة” بالمركز الأوّل، بواقع 52 مقعدا من أصل 217. ومن المتوقع أن يكلف الرئيس التونسي قيس سعيّد، إثر تسلّم البرلمان الجديد مهامه رسميا، حزب حركة النهضة بتشكيل الحكومة. وراشد الغنوشي، مفكر وسياسي تونسي اختبر جميع محطات العمل السياسي من السرية إلى العلن، تماما كما اختبر السجون والحكم أيضا، يرتقب الجميع انتخابه، الأربعاء، رئيسا لبرلمان بلاده. والغنوشي (78 عاما) ينحدر من الحامة بمحافظة قابس (جنوب)، المدينة التي أنجبت محمد علي الحامي، رئيس أول نقابة تونسية في عشرينيات القرن الماضي، حين كانت تونس ترزح تحت نيران الاستعمار الفرنسي. مفكر وسياسي عاش حياته مطاردا في بلده، منفيا خارجها، قبل أن تفتح له ثورة يناير 2011 أبواب العودة، لتتصدر حركته المشهد السياسي. واجه الغنوشي باعتباره رئيس الحركة الحاكمة، مصاعب كبيرة في مواجهة الأحداث، حيث تخلت عن الحكم في نهاية 2013 بعد اغتيالات سياسية شملت معارضيْن يساريين، واحتجاجات قادها تحالف بين اليسار الماسك بالنقابات ومنتسبي النظام القديم الذين شكلوا حزب “نداء تونس” في حزيران 2012. وفي انتخابات 2014، انهزمت الحركة أمام “نداء تونس”، إلا أنها شاركت الأخير الحكم، بتوافق رعاه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي والغنوشي. لكن وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن الغنوشي نجح في تجنيب حركته مصيرا مشابها لما حدث لإخوان مصر صيف 2013، إلا أن رصيد الحركة نزل من 89 نائبا (من أصل 217) في انتخابات أكتوبر 2011، و69 نفي انتخابات أكتوبر 2014، إلى 52 باقتراع أكتوبر الماضي، وحافظت -رغم ذلك- على صدارة الترتيب، الأمر الذي يجعل تشكيل الحكومة من مهامها. ولوهلة، اعتقد مراقبون أن الغنوشي سيترشح لرئاسة الحكومة، لكن يبدو أن رفض حزبيْن محسوبين على قوى الثورة للأمر جعله يحوّل وجهته إلى رئاسة البرلمان. منصب يأتي في نهاية حياة سياسية سيغادر فيها الغنوشي رئاسة الحزب في المؤتمر الحادي عشر المزمع عقده في مايو المقبل، حسب القانون الداخلي للحركة، وسط تململ داخلي في صفوف قيادات الحزب ممن يعتبر بعضها أن الغنوشي “أب الديمقراطية” في التيارات الإسلامية لم يكن ديمقراطيا داخل الحركة. المصدر: وكالات