* email * facebook * twitter * linkedin انتخب البرلمان التونسي الجديد أمس، راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الاسلامية رئيسا له بعد أن دعمه حزب قلب تونس، حيث حصد الغنوشي 123 صوت من مجموع 217 ليشغل أول منصب رسمي له منذ عودته من منفاه في لندن في 2011، عقب انتفاضة أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكانت حركة النهضة رشحت رسميا رئيسها راشد الغنوشي، لمنصب رئيس مجلس نواب الشعب التونسي (البرلمان) خلال أشغال الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس للمدة النيابية الثانية 2019/ 2024، وسط تحركات من قبل الأحزاب والكتل البرلمانية لدعم مرشحيها لنفس المنصب، وقال النائب عن الحركة نور الدين البحيري، إن المشاورات "مازالت متواصلة مع مختلف الأطراف المعنية بالمسار البرلماني". وذكرت وكالة أنباء تونس إفريقيا (وات)، أن نبيل القروي، رئيس حزب "قلب تونس" والمرشح الرئاسي السابق، اجتمع بأعضاء كتلة الحزب البرلمانية إثر تعليق أشغال الجلسة العامة، لتحديد المواقف من آخر التطورات بخصوص الاتفاق مع حركة النهضة، وكتلة الإصلاح الوطني على منصب رئاسة مجلس نواب الشعب ونائبيه. وكانت حركة الشعب قد اتفقت مع حزب التيار الديمقراطي على ترشيح كل من النائب غازي الشواشي (التيار الديمقراطي) لمنصب رئاسة البرلمان، وترشيح النائبين عبدالرزاق عويدات وليلى حداد (حركة الشعب) لمنصب النائبين الأول والثاني. وانطلقت أمس، الجلسة العامة الافتتاحية للمدة النيابية الثانية 2019-2024 المخصصة لأداء أعضاء المجلس المنتخب اليمين الدستورية، انتخاب رئيس المجلس ونائبيه. وقد تشكل هذا المجلس الجديد إثر الانتخابات التشريعية التي جرت في 6 أكتوبر الماضي، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن نتائجها النهائية يوم 8 نوفمبر الجاري، ليتم إقرار أداء اليمين ومباشرة المجلس لعمله اليوم. وفازت حركة النهضة ب52 مقعدا من بين 217 مقعد التي يتشكل منها مجلس الشعب التونسي، ولكنها تبقى في حاجة لتأييد 109 نواب لتحقيق الأغلبية التي تمكنها من قيادة الحكومة الجديدة وترؤس مجلس الشعب. وثمّن رئيس البرلمان المنتهية عهدته عبد الفتاح مورو، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس حركة النهضة ما حققه النواب طيلة السنوات الخمس الماضية، مع ثلاث حكومات وأداء اليمين لثلاثة رؤساء. كما تم سن 330 قانون وتوجيه قرابة 900 سؤال للمسؤولين في جلسات النقاش البرلمانية تم من خلالها التأسيس لواقع برلماني جديد على ضوء مضمون دستور 2014. وقال عبد الفتاح مورو، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الأخيرة، إن النواب الجدد تنتظرهم مسؤوليات جسام تستدعي منهم مواصلة الارتقاء بالبلاد وتحسين وضع المواطنين. يذكر أن حركة النهضة لم تخف رغبتها بالإضافة الى رئاسة البرلمان في قيادة الحكومة الجديدة، وهو ما رفضته مختلف القوى السياسية إلى حد الآن. رافضة بذلك الدخول في ائتلاف حكومي معها وهو ما جعل راشد الغنوشي، يفشل إلى حد الآن في تشكيل حكومة جديدة تعكس التركيبة الجديدة للمشهد السياسي التونسي، لافتقادها لأغلبية مريحة تجعلها في منأى عن استعطاف الأحزاب الأخرى للانضمام إليها.