جاءت لجنة الانضباط التابعة الرابطة المحترفة لكرة القدم، خلالها اجتماعها الأسبوعي، الإثنين، بقرارات غير مسبوقة عندما ألغت طرد لاعب لأول مرة في تاريخ البطولة الجزائرية باللجوء إلى الإعادة التلفزيونية وليس تقنية “الفار” غير المعتمدة رسميا في الجزائر لحد الآن، في حين نجت مولودية الجزائر من عقوبة “الويكلو” رغم “الأمطار” من القارورات والأحذية والحجارة التي تهاطلت على ملعب بولوغين خلال مباراة السياربي، في حين طالت عقوبة “الويكلو” فريق وفاق سطيف وأهلي البرج. ألغت لجنة الانضباط طرد اللاعب أمير سعيود خلال الداربي بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، أو بالأحرى البطاقة الصفراء الثانية التي تلقاها في الدقائق الأخيرة من المباراة، ويحدث هذا الأمر لأول مرة في البطولة الجزائرية، وبررت اللجنة التابعة للرابطة المحترفة لكرة القدم قرارها بالإعادة التلفزيونية التي أكدت، حسبها، بأن سعيود لم يتعمد الدخول إلى أرضية الميدان دون إذن من الحكم بن براهم وهو الذي خرج لعلاج إصابته، بل بسبب هروبه من عملية الرشق بالحجارة والقارورات والأحذية التي تعرض لها من مدرجات أنصار مولودية الجزائر، ويأتي قرار لجنة الانضباط ليثير الاستغراب مادام أنه يحدث لأول مرة في الجزائر وبطريقة غير مسبوقة. ووصف متابعون وعارفون بخبايا التحكيم قرار لجنة الانضباط ب”غير الشرعي” والمخالف لقوانين التحكيم وعلى رأسها المادة 5، التي تقول إن الحكم هو السيد وقراراته غير قابلة للطعن حتى ولو كانت خاطئة، خاصة أن البطولة الجزائرية لا تعتمد تقنية “الفار” ولا القوانين الأخرى السائدة في بعض البطولات الأوروبية، التي تتيح مراجعة بعض القرارات التحكيمية الظالمة، ويرى هؤلاء بأن لجنة الانضباط تكون قد فتحت أبواب جهنم على نفسها بهذا القرار، لأن كل الأندية ستطعن مستقبلا في أي قرار تحكيم تراه ظالما بحقها وحق لاعبيها، في وقت كان من المفروض على الرابطة وضع قوانين واضحة لتبيان هذه الحالات وشرحها للأندية والحكام وتفعيلها من الناحية القانونية قبل تطبيقها وفق الأهواء والتقديرات الشخصية كما يرى المنتقدون لقرار إلغاء عقوبة اللاعب أمير سعيود. من جهة أخرى، أثار قرار لجنة الانضباط بمعاقبة فريقي وفاق سطيف وأهلي البرج بمباراة دون جمهور، بسبب استعمال الألعاب النارية لأنصار الفريق الأول خلال مباراة شباب قسنطينة التي جرت بملعب حملاوي وانتهت لصالح المحليين بثلاثة أهداف لهدف، ما كلفهم التعرض للعقوبة واستقبال فريق جمعية عين مليلة خلال الجولة ال13 السبت المقبل بدون جمهور، في حين عوقب أهلي البرج بسبب رمي أنصاره للمقذوفات خلال لقاء نصر حسين داي، الكثير من الجدل، بعد أن استثنت اللجنة فريق مولودية الجزائر من عقوبة مماثلة، في وقت كانت تنتظر فيه إدارة العميد التعرض لهذه العقوبة بعد ما حدث خلال الداربي أمام شباب بلوزداد، حيث شاهد الملايين من الجزائريين الكمية الهائلة من المقذوفات والأحذية والقارورات التي رشق بها أنصار المولودية ملعب عمر حمادي ببولوغين ولفترة طويلة من الشوط الثاني، والتي استشهدت بها لجنة الانضباط لتبرير إلغاء طرد سعيود، لكن لم تتخذها كدليل لمعاقبة المولودية التي ستستقبل وفاق سطيف بالأنصار في اللقاء المقبل، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول المعايير التي اعتمدتها هيئة الرابطة “العقابية” لإعداد هذه العقوبات الأسبوعية. إلى ذلك، ومن ناحية العقوبات الفردية، تعرض مدافع مولودية وهران مصمودي بأربع مباريات بعد طرده في لقاء اتحاد بسكرة، ونمديل مدافع وفاق سطيف بمباراتين، بعد طرده في لقاء شباب قسنطينة، في حين عوقب عدة لاعبين بمباراة واحدة لحصولهم على إنذار احتجاج، في صورة بن دبكة وبراهيمي من مولودية الجزائر وآيت الحاج من نصر حسين داي وبن عثمان من أولمبي الشلف وجعبوط من شباب قسنطينة.