قال الفنان التشكيلي والخطاط التونسي، عامر بن جدو، إنّ “الخطاطين الجزائريين أبدعوا وتميزوا في الخطوط المشرقية وميّالون إليها، كما بروزا بمجهوداتهم الخاصة، في حين الجزائر ترعى مهرجانات ومسابقات وملتقيات للخط”، وأكد بن جدو في لقائه مع “الشروق” أنّ الخط المغربي في المنطقة المغاربية لا يحظى باهتمام كبير. وأشار بن جدو في حديثه مع “الشروق” على هامش مشاركته في معرض للخط ضمن مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية المستمر بالإمارة إلى غاية ال21 جانفي المقبل، إلى أنّه لا يملك فكرة جيدة وواضحة كثيرا عن الخط المغربي في الجزائر ولكن الخطاطين الجزائريين يميلون إلى الخطوط المشرقية سواء الثلث والنسخ والديوان والرقعة وتميزوا فيها. ولفت المتحدث إلى أنّ “الجزائر تملك خطاطين بالعشرات، منهم محمد صفرباتي، عبد الرحيم مولاي وغيرهم، لديهم اهتمام بجانب الخط المغربي ولكن ليس بالاهتمام الذي حظيت به الخطوط المشرقية”. صفرباتي تعلّم عن خطاط تركي وعن السبب، أرجع المتحدث ذلك إلى التأثير القوي للمشارقة الذين أخذ عنهم الجزائريون، مثلا قال: “محمد صفرباتي تعلم عن الخطاط التركي محمد شوقي، عبد الرحيم مولاي أجرى تربصاته في تركيا، وعندما نقول تركيا هي مهد الثلث والنسخ، ونحن تعلمنا على يد الأتراك، ناهيك عن الجماليات التي تتمتع بها الخطوط المشرقية”. وبخصوص الخط المغربي، تابع قوله: “أنّ المنطقة المغاربية لديها مخزون كبير ولديها خصوصيتها، مثلا الخط المغربي منتشر كثيرا في المغرب العربي، ولكن لا يحظى باهتمام كبير في الوقت نفسه، في تونس ينتشر الخط القيرواني، والمغاربة ينظمون جائزة سنوية (محمد السادس) والأمر ذاته بالنسبة للجزائر”. وحول الموضوع، اعتبر بن جدو أنّ رياح التأثير والتغيير جعلت المهتمين بالخط ينفتحون على الخطوط المشرقية التي فيها جمالية كبيرة ومنها خط الثلث والنسخ والديواني والرقعة والديوان الجلي والكوفي الفاطمي، المصحفي والمربع، والكوفي القيرواني لصاحبه علي ابن محمد الوراق الذي كتب به مصحف عام 410 هجري. ووفق المتحدث: “كان منطلق إبن الوراق الخط الكوفي المشرقي في العراق وإيران، ثم في بدايات المصحف كان التأثير كبيرا لهذا الخط، لكن الوراق اتخذ أسلوبا جديدا مع الحفاظ على أصل الخط وأسسه وهو ما يعرف الآن بالكوفي القيرواني”. وفي الصدد، دعا عامر بن جدو إلى ضرورة تشجيع الخط المغربي واستحداث جوائز كبيرة لهذا اللون الفني والتراثي. الخطاط الجزائري فرض نفسه بمجهوداته الخاصة وأشاد في السياق بالجزائر التي تنظم ملتقى سنويا ومهرجانات للخط وترصد جوائز قيمة ومسابقات للخط بغية الحفاظ على الإرث الثقافي والتراثي وتشجيع الخطاطين والمواهب الإبداعية التي ترسم الخط وبالتالي -وفق المتحدث- الخطاط الجزائري فرض نفسه في مجال الخط ولم يعتمد على الدولة كثيرا، بل برز بمجهوداته الخاصة، وكذلك الأمر بالنسبة للمغرب، وهذا الوضع أفضل من تونس. وحول الخط في المغرب العربي، أوضح بن جدو أنّ المنطقة المغاربية كسائر المناطق الإسلامية وصلها الخط، مع الهجرات والوافدين إلى المنطقة المغاربية، حيث أبدى الناس به اهتماما كبيرا بحكم أنه وسيلة لكتابة نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، الحديث والقرآن. وأكدّ أنّ الوافدين إلى المغرب العربي جلبوا ثقافتهم منها فن الخط، وكان الكوفي، ثم مع مرّ السنين انتعشت الخطوط وتم تطويرها وما ساد في منطقتنا هو الخط المغربي بأنواعه وبكل أساليبه في مختلف مراحل تاريخنا في المغرب العربي وتجد أساليبه في تونسوالجزائر والمغرب وحتى في بلاد الأندلس وصلات مصحف فيه خط مغربي. وفي ختام لقائه، أشاد بن جدو بمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية وبالمشاركة الواسعة للفنانين من مختلف الدول، موجها شكره لدائرة الثقافة المنظمة لهذا الحدث الدولي. يشار أنّ الفنان التونسي عامر بن جدو زار الجزائر وفي الخط المغربي في الجزائر ليس لدي عنه فكرة كبيرة، زرت الجزائر في ملتقى دولي ضمن مشاركته في ملتقى دولي حول الخط أقيم بمدينة المدية.