أكد الخطاط الجزائري، محمد بن سعيد شريفي، بالعاصمة، أن فن الخط في الجزائر في تطور كبير، كما يعكسه، خصوصا، نجاح الخطاطين الجزائريين في مختلف المسابقات الدولية. واعتبر الخطاط، على هامش فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة بالجزائر، أن الفنانين الجزائرين تميزوا في السنوات الأخيرة بإبداعاتهم في مختلف أنواع الخطوط، غير أنه تأسف لعدم تطور الخط المغربي وعدم مواكبته لبقية الخطوط المشرقية الأخرى. وقال المتحدث في سياق كلامه، أن الخط المغربي المنتشر في البلدان المغاربية والشمال إفريقية لا يخدم الخطاطين حاليا خصوصا وأنه لم يتطور تاريخيا على غرار بقية الخطوط المشرقية كما أنه لايزال مكبلا بالخط الكوفي القديم، مضيفا أنه لا يحوي قواعد، وبالتالي، فهو كتابة وليس بخط. وثمن المتحدث مع ذلك اهتمام الخطاطين الجزائريين بهذا الخط، غير أنه أكد في نفس الوقت على أن أغلب الخطاطين في الجزائر والبلدان المغاربية يكتبون بالخطوط المشرقية التي طغت عليه. وأوضح المتحدث، أن الخطوط تتطور مع تطور الحضارات واستمراريتها واستقرارها ضاربا المثل بالمدرسة التركية التي طورت معظم الخطوط المعروفة اليوم والتي منها خرج أحسنها، على غرار الديواني الجلي والديواني والرقعة مضيفا أنها المدرسة الأرقى. وأشاد الخطاط من جهة أخرى، بتنظيم المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة بالجزائر، معتبرا إياه مناسبة مهمة لتبادل الخبرات بين خطاطين وفنانين من مختلف بلدان العالم ومن مختلف الديانات. وعن مسابقة المهرجان في فئة الخط العربي، اعتبر شريفي، الذي يرأس لجنة تحكيمها، أن الاختيار بين المتنافسين على الجوائز صعب جدا، لقلة الأعمال المشاركة وتشابهها وأيضا لحضور فرعين الكلاسيكي والحروفي معاصر. ويعتبر الخطاط محمد بن سعيد شريفي من أبرز الخطاطين الجزائريين، حيث حاز العديد من الجوائز كان آخرها جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب 2015 بسلطنة عمان في فئة الخط العربي، كما كرم في العديد من البلدان العربية. وعرف الفنان، الذي تتلمذ على أيدي كبار الخطاطين الأتراك، بكتابته للقرآن وبتصميمه للعملات النقدية الجزائرية وأيضا برسمه لشهادات التعليم العالي وكذا بمؤلفاته البحثية العلمية الخاصة بفن الخط. وتخرج هذا الخطاط، وهو من مواليد الڤرارة بغرداية في 1935، من معهد الحياة الثانوي بالقرارة في 1956 قبل أن ينال شهادة خطاط من مدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة في 1962 ليدرس بعدها بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة، وهو حاليا عضو شرفي بلجنة تحكيم مركز أرسيكا للتاريخ والأبحاث والفنون الإسلامية باسطنبول التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. وتتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة، الذي يشارك فيه 116 فنان من 23 بلدا بالإضافة للجزائر، بقصر الثقافة بالعاصمة إلى غاية 27 سبتمبر الجاري بتنظيم العديد من الورشات والمحاضرات.