باستثناء رياض محرز، الذي مازال في خضم الدوري الإنجليزي الممتاز، ركن بقية لاعبي الخضر الناشطين في كبريات الدوريات الأوروبية إلى الراحة، على أمل العودة بعد عطلة الشتاء بأكبر إرادة على بعد شهرين من انطلاق تصفيات مونديال قطر، وهي المنافسة التي يعوّل عليها بلماضي واللاعبون والجمهور الجزائري الذي برمج أمنيته عل كأس العالم التي غاب عن نسختها الأخيرة رفقاء سفيان فيغولي. لاعبو الخضر قدموا نصف موسم في أوروبا متوسطا، مقارنة بالمواسم الماضية، حيث كان عدد الجزائريين الذين ينشطون في أوروبا أكبر، قبل الهجرة الجماعية إلى دول الخليج العربي وبالتحديد إلى قطر، بينما تقلص في هذا الموسم، حيث لا يضم الدوري الإنجليزي سوى لاعب واحد وهو رياض محرز، الذي قدّم نهاية مرحلة ذهاب جيدة وفي رصيده إلى حد الآن خمسة أهداف في الدوري الإنجليزي وأربع تمريرات حاسمة، كما جمع أربع تمريرات في دور المجموعات في رابطة أبطال أوروبا، وسجل هدفا وحيدا في ذات المنافسة، وجاء رياض محرز في المركز الأول رفقة حكيم زياش نجم أجاكس، في التمريرات الحاسمة في رابطة أبطال أوروبا أمام عمالقة القارة العجوز، يعني أن رياض محرز بصدد القيام بموسم محترم في انتظار فرص أكبر في الجزء الثاني من الدوري الإنجليزي الممتاز في اللعب كأساسي. ومن حسن حظ رياض محرز منذ أن انضم إلى ليستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، أن الإصابة بعيدة عنه، وهو لا يغيب عن فريقه أكثر من مباراتين في أسوإ الأحوال، بل إنه تاريخيا من اللاعبين الجزائريين القلائل الذين تبتعد عنهم الإصابة ولا تُبعده عن الملاعب، عكس حال الكثير من النجوم في السابق مثل ماجر، الذي حرمته الإصابة من الانضمام إلى الإنتير قادما من بورتو، وحرمت لخضر بلومي من الاحتراف في أوروبا مع أندية كبيرة، كما نسفت الإصابة مشوار صالح عصاد الذي بدأه مع باريس سان جيرمان، وهي تمزق حاليا الكثير من نجوم الخضر، ومنهم من حرمتهم من المشاركة في كأس أمم إفريقيا التي جرت في مصر مثل هلال سوداني وسعيد بن رحمة ونبيل بن طالب وإسحاق بلفوضيل، وحرمت أيضا نجمي نادي نيس من بصم مشوار رائع في مرحلة الذهاب في الدوري الفرنسي وهما آدم وناس وخاصة يوسف عطال الذي قدّم بالرغم من ذلك مباريات جيدة وكان كما حدث في الموسم الماضي النجم الأول للنادي الجنوبي الفرنسي. إسلام سليماني هو المفاجأة السارة في النصف الأول من الموسم الكروي في أوروبا، فقد احتل المركز الثاني في الدوريات الكبرى في التمريرات الحاسمة بعد البلجيكي دوبرايين، وكان القوة الضاربة لموناكو المتسلق بهدوء جدول ترتيب الدوري الفرنسي، وبقليل من حسن الطالع بإمكان موناكو بقيادة إسلام سليماني الوجود ضمن الأندية الفرنسية المتأهلة لرابطة أبطال أوروبا وهي المنافسة التي سبق لإسلام المشاركة فيها مرتين مع ناديه البرتغالي سبورتينغ لشبونة والإنجليزي ليستر سيتي. مفاجأة إسلام جاءت بعد ظهور يسير في البطولة الإفريقية، وأيضا بعد تجاوزه سن الحادية والثلاثين وفشله في تجربتين في إنجلترا مع ليستر سيتي ونيوكاسل وأخرى مع فينارباخشي التركي، لكنه رفع التحدي وقدّم عرضا قويا وخطف احترام الجميع وإشادة الإعلام الفرنسي. كما حقق إسماعيل بن ناصر بسهولة ما كان منتظرا منه، أي بخطف مكانة أساسية لا نقاش ولا جدال فيها مع ناديه الميلان، وأكيد أن أي مدرب يصل إلى الميلان لن يجد مجتهدا فوق الميدان بنفس الريتم والنشاط مثل أحسن لاعب في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وتبقى النقطة السوداء هي التراجع الرهيب للميلان، خاصة الخسارة القاسية والثقيلة بخماسية في آخر مباراة أمام فريق أطلنطا، فمن سوء حظ إسماعيل بن ناصر الذي يقدم عروضا قوية جدا، خاصة في الشق الدفاعي، أن تألقه تزامن مع تراجع الميلان في النتائج وفي الأداء، وتكاد حاله تشبه حالة صخرة الدفاع الجزائري، عيسى ماندي الذي يمرّ فريقه بيتيس بواحد من أسوإ مواسمه التي انتهت بخسارة في العاصمة الأندلسية أمام أتلتيكو مدريد. ما يهم أنصار الخضر، أن يحافظ رفقاء محرز على نسق المنافسة، حتى يباشروا تصفيات كأس العالم وهم في قمة تألقهم في جميع الجوانب، على أمل أن يلتحق البقية والمصابون، ويجد بلماضي الخلطة التي يبدأ بها تصفيات المونديال بقوة لتفادي الحسابات والمفاجآت. ب.ع