140 حرف هي عدد ما يقترحه موقع التواصل الاجتماعي على مشتركيه في كل تغريدة من أجل أن قول كل شيء وأحيانا لا شيء، ولكنها تحولت إلى 140 حرف من نار في المشهد المصري خلال الأيام الأخيرة عقب صدور الإعلان الدستوري الذي أعلن عنه الرئيس المصري محمد مرسي، ليتحوّل تويتر إلى حلبة صراع ومناكفة سياسية من الدرجة الأولى، ليس بين النشطاء السياسيين وخصوم مرسي أو مؤيديه وحسب، ولكن أيضا للمسؤولين وكبار المقررين في الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس نفسه! مرسي كتب على صفحته في تويتر أن الإعلان الدستوري الذي يعيد به حقوق الشهداء ويحاكم أركان النظام السابق كما يُحصّن قراراته من الطعن والمراجعة، اتخذه "إرضاء للدين والوطن"..قبل أن يعلق خصمه اللدود في الرئاسيات السابقة، والذي خسر المعركة بفارق بسيط في عدد الأصوات، وهو الفريق أحمد شفيق، المتواجد في دبي:"مرسي الذي وصل للحكم في انتخابات مزورة، يريد تحويل الدولة إلى جماعة دينية استبدادية"! تويتر كان أيضا ساحة لليبراليين المعارضين للرئيس القادم من خلفية إخوانية، وهم الذين يعتبرون تويتر وشقيقه الأكبر، موقع الفايسبوك، عاملان أساسيان أو كانا وقودا حيويا لتحريك الشارع في الثورة ضد مبارك ونظامه..هؤلاء الليبراليون تجمعوا على صفحات تويتر وغرّدوا بكل ما يملكون من تعابير لمعارضة مرسي، بينهم البرادعي، صباحي، عمرو موسى، وشخصيات سياسية وإعلامية أخرى، في الوقت الذي رد فيه نجل مرسي، وهو أحمد على صفحته بالقول متسائلا:"من يخاصمون والدي لا يرفعون الآذان ولا يؤدون الصلاة، وبالتالي فإن خلافهم مع الإسلام وليس مع الإسلاميين"! في مصر، نحن أمام مشهد سياسي تحمله تغريدات تويتر بامتياز، إلى درجة أن الرئيس محمد مرسي علّق في الموقع المذكور أكثر من مرة، قبل أن يخرج على أنصاره أمام قصر الاتحادية، ويخاطبهم مهددا المعارضة بسحقها، وهو ما ترك البعض يقول إنه حتى مبارك، كان يخطب من مكتبه وليس أمام أنصار حزبه في الشارع، أمر تلقاه المؤيدون بالرد قائلين: "لكن مبارك كان يخاف من الشارع، أما مرسي فهو اختيار الشارع بكل شفافية ومصداقية"! لخص تويتر صراعات كثيرة كانت على الشاشة، واختزل العديد من المواجهات التي تعوّد المصريون عليها عبر الشاشات، في حين يرى آخرون أن تغريدات تويتر، كانت المحرك للعديد من مناظرات التلفزيون، كتلك التي يبرع فيها هذه الأيام، القومي الناصري عبد الحليم قنديل في مواجهة الداعية الإسلامي صفوت حجازي، وذلك حديث آخر!