خرج مواطنون في الحراك الشعبي للجمعة ال 49 بالعاصمة، الجمعة، متمسكين بمطالبهم، مؤكدين على وعي سياسي، ومعبرين عن تمسكهم ببناء جزائر جديدة قوامها السيادة الشعبية. تميزت الجمعة ال 49 بتراجع الزخم الشعبي خاصة في الفترة الصباحية، وسط منع مصالح الأمن التجمع بشارعي ديدوش مراد وخليفة بوخالفة، إلا أنه وعقب صلاة الجمعة، كانت الوجهة معلومة، فقد شرع هؤلاء، مثلما درجوا عليه في الجمعات السابقة، في التجمع بأهم شوارعها وساحاتها التي تحتضن الحراك الشعبي، في خطوة أضحت السمة المميزة لنهاية الأسبوع، إذ عرفت شوارع ديدوش مراد وحسين عسلة والعربي بن مهيدي، وساحات أول ماي، أودان والشهداء مسيرات للمواطنين، رافعين الرايات الوطنية ولافتات عكست تمسكهم بمطالب تتصدرها “السيادة الشعبية شعارنا والحرية هدفنا”، كما كانت الشعارات المتعلقة بالغاز الصخري حاضرة في مسيرة أمس على شاكلة “الغاز الصخري خطر على الجزائريين”. كما ردد المتظاهرون، شعارات تتماشى مع الأحداث السياسية، فيما كانت لائحة المطالب المرفوعة في مسيرة الطلبة حاضرة بقوة في مسيرة أمس وهي اللافتة التي دون فيها 14 مطلبا سياسيا، تتمثل في تحقيق ديمقراطي تفاوضي وانفتاح سياسي وإعلامي والفصل بين السلطات، وتعديل شامل للدستور، ومراجعة قوانين الانتخابات والأحزاب والجمعيات وقانون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والقوانين الناظمة للحريات الفردية والجماعية، إلى جانب حل البرلمان ومجلس الأمة والمجالس المحلية المنتخبة، وكذا حل حزب “جبهة التحرير الوطني” و”التجمع الوطني الديمقراطي” والنقابات والمنظمات التي تشكل امتدادا لهما مع ضرورة استقلالية القضاء وإلغاء مبدأ التعيين في الوظائف القضائية . وقال أحد المتظاهرين إن الحراك عليه أن يستمر لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية لضمان مستقبل الأجيال القادمة، فيما لفت شيخ هرم انتباه المواطنين ووسائل الإعلام وحتى عناصر الشرطة، حيث كان يرقص وهو حاملا لافتة كبيرة كتب عليها “2020 = ثبات + وحدة + إصرار.. فنحن كالصخر تماسكا.. نقهر الأمواج”. إلى ذلك، ردد المشاركون في مسيرة أمس، شعارات تطالب بإقامة “حكم القانون”، مع تجديدهم لدعوات إطلاق سراح موقوفي الحراك، مع منح الحرية لجميع الشباب الذين تم توقيفهم في المسيرات السلمية، وككل مسيرة جمعة لم تغب صور شهداء الثورة التحريرية الكبيرة، حيث رفع المشاركون يافطة كبيرة تحمل صور كل من عبان رمضان، العقيد عميروش، سي الحواس، العربي بن مهيدي ورابح بيطاط. حراكيون في مسيرات بعدة ولايات: متمسكون بالوحدة الوطنية.. ومواصلة ملاحقة المفسدين شهدت مدينة بجاية مسيرة للحراك، الجمعة، انطلقت كالعادة من ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” صوب ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” ومنها نحو أعالي المدينة، رافعين شعارات مطالبة بتجسيد التغيير الحقيقي والشامل على أرض الواقع، كما طالبوا برحيل من وصفوهم ببقايا نظام بوتفليقة وبمحاسبة كل الفاسدين والمفسدين، وعلى كل المستويات مع ضرورة استرجاع أموال الجزائر المنهوبة، مطالبين بإطلاق سراح كل موقوفي الحراك. ورفع المتظاهرون في بجاية، في مسيرة الجمعة 49، شعارا قديما يعبر عن رفضهم لاستغلال الغاز الصخري “لا لتلويث الجزائر.. نعم للطاقات المتجددة”. بدورهم طالب، الجمعة، الحراكيون بولاية الشلف بالتغيير الجذري للنظام وبالتطهير الشامل للمصالح الإدارية ومحاسبة المفسدين، وكذا بفتح ملفات العقار والفساد على المستوى المحلي، كما تعالت هتافاتهم بوحدة التراب الوطني ونبذ الطائفية والتفرقة، ونشر الكراهية والجهوية بين أبناء الجزائر. كما تواصل الحراك لجمعة جديدة، بولاية تلمسان، إذ خرج السكان في مسيرة جديدة، تجدّدت معها مطالبهم، خاصة ما تعلق بموقوفي الحراك، بعد أن مدّدت العدالة خلال الأسبوع الماضي سجن الطالبة الجامعية نور الهدى عقادي.. وبمدينة مغنية تواصل الحراك، و تواصلت معه مطالب الحراكيين بالعفو عن ابنائهم المتواجدين في السجون، بسبب الأحكام التي صدرت بحقهم في عهد النظام السابق. ومع اقتراب بلوغ الحراك الشعبي سنته الأولى، بدا الشارع في شرق البلاد بشعارات جديدة، تحدث غالبيتها عن نضج الحراك، وقبوله للحوار الشامل والمساهمة في التغيير الذي هو أمل كل من يسير أيام الثلاثاء والجمعة، حيث رفع أحدهم لافتة في قسنطينة، مكتوب عليها: “عمرنا سنة إنها مرحلة النضج”، وهتف آخرون في ولاية عنابة بضرورة أن يلبّي الرئيس الجديد كل مطالب الشارع. وفي برج بوعريريج، قال حراكيون في شعاراتهم بأنهم سيبقون على ممارسة حالة الضغط والمراقبة، لعمل الحكومة الجديدة بكل حقائبها حتى تتحقق كل المطالب ولا تقع الجزائر في نفس الأخطاء.