اعترفت الوزيرة مليكة بن دودة بوجود تجاوزات وتفشي الفساد في القطاع الثقافي ووعدت بالضرب بيد من حديد وعدم التسامح مع من “عبث بصورة الجزائر الثقافية”. ووعدت بن دودة في أول لقاء مباشر لها مع المبدعين على هامش حفل تكريم فريق “جي بي أس” الفائز بجائزة أفضل عرض عربي مؤخرا، بفتح باب الحوار والاستماع إلى انشغالات الأسرة المسرحية وهذا قصد إيجاد أرضية تكون بداية لتحرير المسرح “من البيروقراطية وسوء التسيير واللامبالاة” والتي كرست “الرداءة وهمّشت المبدعين”. كما وعدت المسؤولة الأولى عن القطاع بإبقاء أبواب الوزارة مفتوحة أمام المهينين والفنانين والاستماع إلى انشغالات أهل القطاع وهذا تمهيدا لإطلاق جلسات مهنية تضم المسرحيين قصد تشخيص المرض والبحث عن الحلول لإعادة المسرح للمسرحيين. وأكدت الوزيرة على إطلاق مشروع المسرح المدرسي مستقبلا لتشجيع الكفاءات والعمل على تثمين الذكاء وإعطاء قيمة للمبدعين. حيث خاطبت الوزيرة المسرحيين في أول لقاء لها معهم قائلة “أعدكم بالتطهير، من الحقرة وسوء التسيير واللامبالاة، أمراض فتحت الباب أمام الرداءة التي همّشت المبدعين الحقيقيين”. من جهته، قال المخرج محمد شرشال على هامش تكريم فريقه من قبل الوزيرة إن قبوله بهذا التكريم لا يعني أبدا أنه تراجع عن أفكاره أو مواقفه السابقة، لأن التكريم حقه وحق الفريق الذي حقق تتويجا باسم الجزائر في محفل مسرحي وثقافي عربي ومن واجب الوزارة أن تثمّن ذلك مهما كان الوزير الذي يشرف على القطاع. وأضاف شرشال في تصريح للشروق على هامش الحفل أنه يتمنى أن تفي الوزيرة بوعودها وتجسد ما طرحته من أفكار على أرض الواقع خدمة للحركة المسرحية والمسرحيين، وقال إنه علينا أن نكون إيجابيين ونثمن ما هو إيجابي خدمة للثقافة. وأكد شرشال في السياق ذاته أنه ما يزال وفيا لأفكاره ومبادئه في الانحياز لصوت الشارع الجزائري. للإشارة منحت وزيرة الثقافة قيمة 100 مليون سنتيم كجائزة بمناسبة فوزهم بلقب أفضل عرض عربي لسنة 2019 كما حصل فريق مسرحية “رهين” التي عرضت في ذات المناسبة على قيمة 50 مليون سنتيم بينما حصلت حنان مهدي المتوجة بجائزة أفضل نصّ مسرحي موجه للأطفال “رجل الثلج” على دعم لإنتاج نصها وتحويله إلى مسرحية.