لم يكن الأسبوع الأخير في الدوريات الأوروبية ورديا بالنسبة للاعبي “الخضر” ونجومه، الذين سقطوا جميعا في فخ الأداء الهزيل والنتائج المخيّبة لأنديتهم وصار مستبعدا أن نرى لاعبا جزائريا واحدا متوّجا بلقب مع ناديه مع استثناءات قليلة جدا. فقد تلقى آدم وناس بطريقة ساذجة في مواجهة فريقه نيس لليون على أرضه، أول بطاقة حمراء في حياته الكروية، وهي البطاقة التي أغضبت أنصار نيس وخاصة مدربه فييرا، حيث كان فريق نيس مسيطرا على الفريق الزائر ليون الذي طُرد أحد لاعبيه بسبب تدخله الخشن على الجزائري بوداوي في الشوط الأول، وظل نيس يسيّر المباراة منطلقا نحو الفوز، ليتلقى وناس البطاقة الحمراء المجانية التي ستبعده عن المشاركة لمدة قد تصل إلى ثلاث مباريات، وجاءت الحمراء بعد تجاذب بين لاعبين متنافسين، ليتدخل وناس غير المعني، ويعتدي على لاعب ليون فمنحه الحكم الحمراء المباشرة، وكان قد تلقى بطاقة صفراء أيضا في بداية المقابلة، ولحسن حظ نيس أن بوداوي قدّم شوطا ثانيا جميلا، ومكّنت تمريرته الحاسمة فريقه من التسجيل والفوز، بينما مازال آدم وناس صاحب ال23 سنة، لم يجد معالمه بعد، إذ لم يلعب سوى 815 دقيقة فقط في دوري يعلم الجميع بأن مستوى آدم وناس أرفع منه. رشيد غزال الذي شارك كأساسي مع فيورنتينا أمام الكبير جوفنتوس في معقل رفقاء رونالدو أدى مباراة مقبولة وكان الأحسن في فريقه، ولكن مدربه الإيطالي لاشيني أخرجه في الدقيقة 60، فانهار فيورنتينا بعد ذلك بثلاثية كاملة، وواضح أن حظ غزال ليس حسنا مع هذا المدرب، فمن غير المعقول ألا يمنحه سوى 265 دقيقة فقط منذ بداية الموسم، ولم يرافق التوفيق النجم رياض محرز، الذي كان شبيها لفريقه مانشستر سيتي الذي سيطر بالطول وبالعرض على فريق توتنهام في عقر دياره، ولكن التفنن في تضييع الفرص أفقد رياض في الشوط الثاني تركيزه وأكمل المباراة على ركبتيه وجاءت الهزيمة بعد ذلك منطقية في واحدة من أسوإ مباريات رياض محرز هذا الموسم، ويُخشى عليه الآن على مشارف ثمن نهائي رابطة أبطال أوربا أمام ريال مدريد من أن يسكن مقاعد الاحتياط بأمر من غوارديولا الذي لا يريد بديلا عن ذات الأذنين وقد يراهن على المهاجم الدولي الألماني ساني العائد من إصابة. رامي بن سبعيني أيضا تابع بمرارة كيف ضيّع فريقه المركز الثاني والفوز عل المتصدر بسذاجة، فقد كان زملاؤه فائزين في الشوط الأول بثنائية ومسيطرين على الرائد في دياره، ولكن في الشوط الثاني ارتكب الحارس خطأ وتم طرد لاعب من بوريسيا مونشنغلاد باخ، فتحول الفوز الصريح إلى تعادل حرم رفقاء بن سبعيني من نقطتين ومنح لايبزيغ نقطة. الجزائريون على غير العادة تابعوا بشغف مواجهة مونبولييه في باريس أمام رفقاء نيمار، وانتظروا بروز الجزائري آندي ديلور، ولكن مع مرور دقائق المباراة اتضح أن الكفتين غير متوازيتين ولم يشاهدوا غير ظل اللاعب، مثل ناديه الذي حمل خماسية في كيسه وعاد إلى دياره غير سالم، ومع ذلك بقي مونبولييه في المركز الخامس المحترم في الدوري الفرنسي، وتفصله سبع نقاط عن اقتطاع مرتبة تسمح له بالمشاركة في رابطة أبطال أوربا، وهي حلم كبير لآندي ديلور ورفاقه وأيضا لزملاء الثلاثي بوداوي ووناس وعطال الذين التحقوا بليون في المركز السادس الذي يمنحهم فرصة الحلم بالمشاركة الأوربية بما فيها رابطة أبطال أوربا، ولم ينجح العائد بن طالب في قيادة نيوكاسل للفوز على أرضه أمام صاحب المركز الأخير في الدوري الإنجليزي واكتفى بالتعادل السلبي. حسنات الجولة الأخيرة اختصرت في الحارس أوكيدجة الذي صار يستحق فرصة كبيرة من جمال بلماضي، فقد قاد ناديه لفوز بثلاثية ساهم فيها بتصدياته أمام سانت إيتيان، وصار ناديه ماتز بعيدا عن مرتبة السقوط بسبع نقاط، كما عاد سفيان فيغولي للتهديف وسجل ثنائية في شباك قيصري سبورت، ضمن رباعية غالاتسراي، فقفزت بفريقه إلى المركز السادس بفارق خمس نقاط فقط عن المتصدر قبل نهاية الدوري ب 14 جولة وقفز فيغولي بأرقام تهديفه إلى أربعة، وكان الموسم الماضي قد سجل تسعة أهداف، من دون نسيان ثلاثية الحزين سعيد بن رحمة في مرمى هال سيتي، ضمن ضوء خافت في أسبوع مظلم بالنسبة لمحترفي الجزائر في الدوريات الأوروبية. ب.ع