خاب أمل كثير من الجزائريين المعتمرين الذين حجزوا رحلاتهم وذلك بعد الإجراء الوقائي للسلطات السعودية التي قررت "تعليق الدخول إلى المملكة لأداء مناسك العمرة بشكل مؤقت" قصد منع وصول فيروس كورونا إلى المملكة وانتشاره. وعاد عديد المعتمرين أدراجهم من المطار نحو بيوتهم إثر القرار المفاجئ الذي بلغوا به عند وصولهم إلى المطار، ما جعلهم في حيرة من أمرهم وبدت علامات الحزن والتأثر بعدم اكتمال الفرحة على وجوههم ومنهم من كانت الدموع وسيلة تعبيرة الوحيدة، غير أن معظمهم أبدى تفهما واحتراما للقرار الذي يصب وفق تصريحاتهم في مصلحتهم وحفاظا على سلامتهم. وأفاد المعتمرون الذين لم يكتب لهم زيارة البقاع المقدسة أنهم راضون بقضاء الله وقدره وان نيتهم إن شاء الله تكون قد سبقت عبادتهم، معبرين عن تمسكهم بالحلم إذا ما كتب الله في العمر بقية. بدورها عبّرت مختلف الوكالات السياحية على لسان إلياس سنوسي عن تفهمها للقرار الذي اتخذته السلطات السعودية، معتبرة إياه بالقرار الرشيد والعقلاني مادام يصب في مصلحة المعتمر، غير انه سيكبدهم من الناحية الاقتصادية خسائر مالية كبيرة جدا وسيدخلهم في وضع صعب للغاية. وطمأن سنوسي المعتمرين بأن الوكالات ستعوضهم في القريب العاجل، داعيا إلى تنسيق وتفاعل ايجابي وسريع من قبل الشركاء الآخرين في العملية على غرار الشركات الناقلة والفنادق، فالوكالات الجزائرية، كما قال، لا تملك السيولة المالية للتعويض الآني وتنتظر إيداع التعويضات في حساباتها لتحويلها لمستحقيها. وعبر سنوسي عن خيبة أمل وتخوف من العواقب والتبعات التي قد تنجر عن هذا القرار، خاصة بعد السنة العسيرة والمريرة التي عاشتها مختلف الوكالات الناشطة والتي كانت تنتظر بشوق وترقب الموسم الحالي الممتد من شهر مارس إلى ما بعد رمضان لبعث نفس جديد في النشاط السياحي، غير انه للأسف لم تسر الأمور كما كان متوقعا ومخططا. وتخوّف المتحدث من موسم أبيض للوكالات التي تواجه مستقبلا غامضا فهي، كما قال، في حالة يرثى لها. ودعا سنوسي السلطات الوصية إلى إعادة النظر في نشاط قطاع السياحة بالجزائر وتدارك النقائص المسجلة في الوقت الراهن في غياب آليات مرافقة وطنية تمكن المهنيين من تجاوز الصعاب التي قد تصادفهم في مثل هذه الحالات أو الكوارث. واقترح سنوسي إنشاء صندوق وطني للضمان والتأمين الخاص بالشركات السياحية يرافق الوكالات في نشاطها ويخفف عنها الصدمات المالية التي قد تعترضها وبالتالي يكون الضرر أقل. للتذكير، فقد قرّرت المملكة العربية السعودية تعليق الدخول إلى المملكة لغرض أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف "مؤقتا"، إضافة لتعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية القادمين من دول يشكل فيروس كورونا خطرًا فيها، وأكدت المملكة أن "الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة".