أيام قلائل وتبدأ منافسة "الفنك الذهبي" الجزائري على الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان 2007، وتبقى الحصرية في اختيار أحسن عمل من رمضان بسبب الشح الفني الذي تعاني منه الجزائر في مجال الإنتاج الدرامي والسينمائي، وإن أخذنا من الجانب الفني والتقني للإعمال فإن جلها صور وأنتج بطريقة بدائية والاعتماد على الكادرات الثابتة وطول المشاهد وغياب حوار درامي محترف، وفي بعض الأحيان لا يوجد حتى سيناريو أصلا. والملاحظ هو غياب تقنيات الإضاءة وضبط الصورة، إلا إذا استثنينا مسلسل "موعد مع القدر" الذي دخل في سياق الاحترافية الدرامية باستعمال وسائل تقنية جد متطورة، وكأول مرة في بلاتوهات التصوير الجزائرية مثل الترافلينغ والكاميرا المحمولة المتحركة آليا استعملت كاميرا ذات الجودة الرقمية العالية وإضاءة بمقاييس عالمية، مما سهل للمسلسل دخول قلوب المشاهدين بالرغم من أن قصة المسلسل مستهلكة من قبل في الدراما العربية والعالمية. أما المسلسلات الفكاهية فقد أصبحت مثل "الساندويتشات" أي واحد ممكن أن يدخل بعمل فكاهي، وبعد ذلك نكتشف فوضى التمثيل وشتات الأفكار وفراغ المحتوى من أي نصيحة أو رسالة توجه للمجتمع، وما زادها بلة هو إدخال الفنتازيا والخيال العلمي في الأعمال الفكاهية وكأننا استهلكنا كل الأفكار الموجودة في المجتمع لكي نتجه إلى الخيال، ونجاح "عمارة الحاج لخضر" دليل على حب الجمهور للأفكار والواقع الذي يعيش فيه بطريقة فكاهية والسخرية من الوضع الاجتماعي وعيوب المجتمع. وإن استحداث فنك ذهبي مغاربي فهذا سابق لأوانه، لأن جيراننا اتجهوا نحو الشرق والتطور الملحوظ في الدراما المغربية والتونسية بعيد علينا من حيث التمويل والإنتاج والتقنيات، وإن ادراجاها في مسابقاتنا سوف يكشف عيوبنا.