كشف الكوميدي جمال بوناب لسطيف نت التي التقت به بشارع بورقيبة بالعاصمة التونسية، عن فشل الجزء الثالث لسلسلة "عمارة الحاج لخضر"، بسبب ضعف السيناريو والارتجال، الذان أثرا سلبا على أداء الممثلين، من جهة أخرى اتهم مؤسسة الفنك الذهبي بسوء تنظيم المسابقة والخلط بين الأعمال الدرامية، إلى جانب التلاعبات المفضوحة كعدم إدراج بعض الأعمال ضمن المنافسة. سطيف نت: نلاحظ تواجدك بالعاصمة التونسية عشية الإعلان عن الفائزين بالفنك الذهبي ما السر في ذلك؟ بوناب: في الحقيقة أنا في تونس لتغيير الجو، ولم أكن أريد أن أحضر ليلة الفنك الذهبي حتى لا أرى ما لا تطيق نفسي أن تراه، لأن الفنك أصبح مهزلة متداولة. * لم نركم على الشاشة منذ انتهاء عمارة الحاج لخضر، ما السر في ذلك؟ * غيابي عن شاشة التلفزيون لا يعني غيابي عن الساحة الفنية، فأنا أعمل في المجال المسرحي والتنشيط، ونجوب مختلف المدن لتقديم أحسن العروض الفنية والمسرحية. * على ذكر عمارة الحاج لخضر، هل لكم أن تقدموا للجمهور مقارنة بسيطة بين الأجزاء الثلاثة للسلسة؟ بداية من الجزء الأول الذي يعتبر العمل الأنجح، حيث عملنا على 10 حلقات في مدة قصيرة، ولم نكن نعلم مدى تجاوب الجمهور والنجاح الكبير الذي حققه، ولعل المواضيع التي تمت معالجتها خلال هذه السلسلة كانت عميقة في مستوى تطلعات المجتمع الجزائري والتطرق إلى أهم القضايا التي تشغل بال المواطن مع إبراز سماته ومميزاته في حياته اليومية، وعلى عكس ذلك شهد الجزء الثاني بعض النقائص على غرار انتقاد الجمهور وحتى الصحفيين للممثل لخضر بوخرص حول ظهوره الكثيف وتركيز السيناريو على شخصية "الحاج" صاحب العمارة وتهميش الأدوار الأخرى، حيث تحول المسلسل إلى يوميات "الحاج لخضر". * ما هي نظرتك الأولية للجزء الثالث؟ * أما الجزء الثالث الذي نحن بصدد تصويره، فأعتقد من خلال ملاحظاتي الشخصية أنه الأسوأ من خلال ضعف السيناريو المرتجل، وسطحية المواضيع التي تمت معالجتها، نهيك عن كثرة الممثلين المشاركين في هذا الجزء والذي بلغ عددهم 23 ممثل بمن فيهم القدماء، وبهذا خرج عن مضمون وتركيبة السلسلة بصفة عامة، حيث أن الأدوار الجديدة لم تكن مجدية كما كان متوقعا، وبهذا أضن أن الجزء الثالث حكم عليه بالفشل قبل بداية التصوير، في حين لو تم تطوير الفكرة بالاعتماد والاحتفاظ بالأدوار الأولى لكان العمل في المستوى الذي كنا نطمح إليه. * هل هذا يعني أن المشكل يرجع لغياب كتاب السيناريوهات؟ كان هناك كتاب سيناريو بمساعدة لخضر بوخرص، لكن الارتجال طغى على العمل، وهذا ما أثر سلبا على الأفكار التي تم تجسيدها، وأثر على أداء الممثلين، الذين لم يطالعوا السيناريو من الأول، مما خلق صعوبات في التصوير. * ما تعليقكم حول قضية إقصاء مسلسل "عمارة الحاج لخضر" من دخول منافسة الفنك الذهبي؟ * ليس لدي أي تعليق، لأن الفنك الذهبي أصبح يخضع لمعايير أخرى، وهي "كثرة لعب التشكتشيكا"، بمعنى أنه هناك تلاعبات في تقييم الأعمال السينمائية والتلفزيونية، إلى جانب الخلط بين أنواع الأعمال وغياب المعايير التي يتم من خلالها تقييم العمل، وكان ينبغي على مؤسسة الفنك الذهبي تصنيف الأعمال الدرامية كل حسب نوعه. * ما رأيكم في بروز أسماء جديدة واستحواذها على لقب أحسن ممثل؟ في اعتقادي أن بروز أسماء جديدة في الساحة الفنية يخدم الفن الجزائري، غير أنه من الواجب أن لا ننسى من سبق وأن قدم الكثير للفن، ويبدو لي أن الحصول على لقب أحسن ممثل لفنان جديد في الساحة بمثابة كبح لمواهبه الفنية وإصابته بالغرور القاتل، في الوقت الذي يهمش فيه الفنان الذي خدم الفن الجزائري منذ فجر الاستقلال. * ما رأيكم في سلسلة "جمعي فاميلي" كسلسلة فكاهية؟ أعتبرها من أحسن الأعمال الدرامية الجزائرية، خاصة من حيث طريقة الإخراج والتقنيات الحديثة المعتمدة في الإنتاج، وأحيي المخرج المبدع جعفر قاسم الذي قدم قفزة نوعية في مجال الإنتاج السمعي البصري بالجزائر، وأضنها تجربة ناجحة تستحق التشجيع، فهذه السلسلة ناجحة تقنيا وعمارة الحاج لخضر ناجحة جماهيريا. * ما هي قراءتك لواقع الفن بالجزائر في ظل غياب قانون أساسي للفنان؟ الفن في الجزائر لا يزال مناسباتي، وأهم دليل على ذلك انقطاع الدعم بعد اختتام تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية أين تم إنفاق أموال ضخمة لتعزيز وتكثيف الإنتاج، وعليه فأنا لست من دعاة تأسيس القانون الأساسي للفنان بقدر ما أنا من دعاة تكثيف الإنتاج لأنه هو الحل لأزمات الفنان الجزائري، وفي الأخير أشكركم على هذا الاهتمام رغم تواجدي خارج أرض الوطن، وانتظروني في سلسلة "جمعي فاميلي".