بعد أيام من شروع الجامعات في تقديم الدروس والمحاضرات للطلبة عن بعد بناء على تعليمة وزير التعليم العالي شمس الدين شيتور التي أعلن فيها انطلاق التعليم عن بعد بداية من 5 أفريل الجاري، عاد الجدل من جديد حول التعليم الالكتروني بعد إعلان عدد من التنظيمات الطلابية مقاطعة الدراسة عن بعد والدخول في إضراب بسبب ما أسموه عدم توفر الإمكانيات الأزمة لكل الطلبة وخاصة من يقطنون في مناطق نائية لا تصلها الأنترنت. في الوقت الذي تحاول فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جاهدة إنقاذ الموسم الجامعي وما تبقى من السداسي الثاني بعد انتشار وباء كورونا الذي تسبب في إغلاق مؤسسات التعليم العالي بشكل قهري وتوقف الحياة العادية للمواطنين، من خلال تفعيل التعليم عن بعد والذي انخرطت فيه كل جامعات الوطن، ترى بعض التنظيمات الطلابية ومنها الاتحاد الطلابي الحر بأن اعتماد التدريس عبر أرضيات رقمية لاقى استياء كبيرا من قبل الطلبة بسبب التأخر الكبير في رقمنة القطاع وافتقار أغلبية الجامعات لأرضية التعليم عن بعد فضلا عن المادة العلمية في حد ذاتها، وتنظيمات طلابية أخرى تعتزم مقاطعة الدروس عبر الخط تعبيرا عن رفضها لتعويض الدروس الحضورية وبسبب عدم توفر الإمكانيات لجميع الطلبة. الطلابي الحر: يجب تدارك النقائص الموجودة في التعليم عن بعد وعبر الاتحاد الطلابي الحر في بيان له – تلقت الشروق نسخة منه – عن رفضه لاستعمال طريقة التعليم عن بعد كبديل نهائي لسيرورة الدروس البيداغوجية وعمليات التقييم بسبب عدم توفر الانترنيت لشرائح واسعة من الطلبة وضعف التدفق في أغلب المناطق، ناهيك عن افتقار مواقع الجامعات لأرضيات رقمية تعليمية تمكنها من توفير مختلف المواد العلمية المطلوبة ، وعدم القدرة على تدريس التخصصات العلمية والتقنية عن بعد مع إشكالية التقييم، وطالب ذات التنظيم من وزارة التعليم العالي تدارك النقائص الموجودة في المنصات الالكترونية للتعليم عن بعد. الوزير السابق للتعليم العالي يقدم نصائح لإنجاح التعليم عن بعد إلى ذلك، قدم الوزير السابق للتعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد جملة من النصائح للطلبة لتجاوز هذه المحنة قائلا:" إنّك قد تكون، أنت وأولياؤك، في هذه الظروف الصّعبة، قلقًا جدًّا، من جراء هذه الوضعية الفريدة وغير المسبوقة التي نعيشها جميعا. ولا شك أنك تطرح على نفسك أسئلة كثيرة بخصوص دراستك، وبخصوص أفضل الطرق لإنقاذ سنتك الجامعية" وتابع " إنني أعلم أن قسمًا كبيرا منكم لا يملك الوسائل التي تسمح له بمتابعة دروس على الخط، دروس حقيقية وتفاعلية". وقال الطيب بوزيد إن إعداد دروس علمية تفاعلية عبر الخط يتطلب إشراك مختصّين في المعلوماتية وأساتذة التخصص وكذا مختصين في علم النّفس البيداغوجي، فضلا عن إنشاء أقسام افتراضية بطلبة مقسّمين على أفواج يتراوح العدد في كلّ منها بين 15 و20 طالب، وتزويدهم بلوحات رقمية وبكاميرات عند الاقتضاء، وتزويد الأستاذ المشرف على الدّروس أو الأعمال الموجّهة بتجهيزات خاصّة، وذلك دون إغفال مسألة الرّبط بشبكة الانترنيت ذات التدّفق المناسب، مشيرا إلى أن الدروس على الخط يمكن أن تشكّل دعامة بيداغوجية، لكنّها لا تعوّض، إطلاقا، الدروس وفق النّمط الحضوري حيث يمكن للأستاذ أن يؤدّي دوره الحقيقي المتمثّل في متابعة الطّلبة، والتّعرف عن قرب على مدى الاستيعاب الجيّد للدّرس المقدّم، فضلا عن أشياء أخرى لا يمكن للأستاذ الانتباه لها إلّا بحضور الطّلبة. واقترح الوزير السابق إعادة تنظيم الفعل البيداغوجي من خلال استبعاد كل ما هو غير ضروري في الدروس وما هو متكرر وإعادة صياغة الدروس بالتقليل ما أمكن من الجانب النظري والاعتماد على التمارين التطبيقية، وتفعيل دور ديوان المطبوعات الجامعية لنشر وإعداد كتب دراسية مثل ما هو موجود في كل دول العالم.