عادت موجة الاحتجاجات من جديد عبر مختلف جامعات الوطن بعد شهر عن الدخول الجامعي الحالي، وهذا بعد عديد المشاكل البيداغوجية، وحتى على مستوى الخدمات الجامعية، حيث يعتزم الاتحاد الحر الدخول في حركات احتجاجية بداية من هذا الأسبوع، في تسع جامعات عبر الوطن، كما خرج الأساتذة بنقابة "الكناس" في جامعة "الجزائر 3" في وقفة غضب واحتجاج أمس الإثنين، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. يواصل الطلبة عبر مختلف جامعات الوطن احتجاجاتهم حاملين مطالب بيداغوجية واجتماعية. وحذّر الطلبة المنضوين تحت لواء مختلف التنظيمات الطلابية، مصالح الوزير حجار، من عواقب الإضرابات الوطنية الموحدة في حال عدم تدخله بشكل مستعجل لتفكيك قنابل الموسم الدراسي، خاصة ما تعلق بسياسة توظيف خرجيي المدارس العليا عبر "الأرضية الرقمية للتوظيف"، تضاف إليها مشاكل بيداغوجية، وغلق الإدارة لأبواب الحوار مع الطلبة عبر مختلف الجامعات. يشهد الوسط الجامعي تحركات واسعة بعد دخول الطلبة عبر الولايات في احتجاجات، حاملين مطالب بيداغوجية واجتماعية، وهي التحركات التي تبنتها التنظيمات الطلابية وعقدت بموجبها مجالسها الوطنية، وأصدرت بموجبها بيانات شديدة اللهجة تحذّر عبرها وزارة التعليم العالي من عواقب الإضرابات الوطنية الموحدة.
طلبة المدارس العليا يواصلون إضرابهم بسبب الأرضية الرقمية يواصل طلبة المدارس العليا على المستوى الوطني، على اختلاف تخصصاتهم، إضرابهم تنديدا بسياسة التوظيف التي تنتهجها وزارة التربية الوطنية عبر "الأرضية الرقمية للتوظيف"، والتي اعتبروها خرقا لبنود العقد الذي يربطهم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على اعتبار أن اأاولوية في التدريس من حقهم. و قد أكد طلبة المدرسة العليا بعزابة في سكيكدة، على مواصلة الإضراب عن الدراسة لليوم الثاني على التوالي، وذلك على خلفية القرار الصادر عن اجتماع وزيري التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، والذي ينص على حتمية دخول الطلبة المتخرجين الأرضية الرقمية في حالة عدم توفر مناصب في الولاية المتخرجين منها. هذا، ورفع الطلبة جملة من المطالب والانشغالات، أبرزها التوظيف المباشر في ولاياتهم من دون اللجوء إلى الأرضية الرقمية الوطنية، مع عدم التغيير أوالمساس بالمادة 4 الموجودة في عقد الالتزام، بالإضافة إلى الحق في الدراسات العليا والتطبيق الفعلي للتعليمات الوزارية المتعلقة بالماستر. وعلمنا من إدارة المدرسة، بأن رئيس ديوان وزير التعليم العالي، أرسل بيانا توضيحيا تم تعليقه بالمدرسة بخصوص القضية، جاء فيه بأن وزارة التربية تلتزم بتعيين المتخرجين في الولاية الأصلية، إلا في الحالات التي يكون فيها المنصب المالي غير متوفر في الولاية الأصلية، يتم تحويله إلى ولاية أخرى، علما أن المدرسة تحصي 1646 طالب في كل المستويات، وتخرج منها 348 طالب في شهر جوان، و264 طالب سيتخرجون في تخصصات الرياضيات، الفيزياء، وأستاذ التعليم المتوسط والثانوي. وبحسب المناصب المتوفرة، والمنتظر أن تتوفر السنة المقبلة، فإنه من المستحيل أن يتم توظيف هذا الكم الهائل من المتخرجين في ظل استغلال الأرضية الرقمية، ومن ثمة فإن مستقبل الطلبة المتخرجين يبقى مجهولا، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بهذا الشأن.
جامعة برج بوعريريج مغلقة لليوم الثاني على التوالي .. من جهتهم، يواصل لليوم الثاني على التوالي، العشرات من الطلبة، غلق جامعة محمد البشير الابراهيمي، بولاية برج بوعريريج، وسد أبواب المعاهد بالسلاسل والأقفال، ومنع جميع الموظفين من الالتحاق بأماكن عملهم، احتجاجا على قرار توقيف أستاذ الطاقات المتجددة من قبل إدارة الجامعة. حيث تجمهر عشرات الطلبة أمام باب الجامعة، وطالبوا بإعادة النظر في القرار التحفظي الذي تم بموجبه -في نظرهم- توقيف الأستاذ "روابح زهير"، وهو استاذ بكلية العلوم والتكنولوجيا، ويعد اطارا مهما في الجامعة، مطالبين بإلغاء هذا القرار كونه في نظرهم غير مؤسس بالمرة، مصرين في الوقت ذاته على مواصلة الاحتجاج ومساندة الأستاذ في حال الإبقاء على القرار التعسفي كما هو. كما ندد الأساتذة المنضوون تحت لواء الفرع النقابي "كناس" في بيان لهم، أن حجة الجمع بين وظيفتين التي استعملت لتوقيف الأستاذ عن مهامه، و ممارسته لنشاط مربح من دون التصريح وإعلام الإدارة، تستند إلى المادة 181 من الأمر 0603 المتضمن القانون الأساسي للوظيفة العمومية، التي تعتبر الجمع بين الوظيفة من الأخطاء الرابعة لكنها تستثني بعض النشاطات حسبما ورد في ذات البيان، تم ذكرها في المادتين 43 و44 من الأمر المذكور سالفا، و هو ما يتوافق مع حالة الأستاذ الذي يشتغل أستاذا جامعيا ويمارس نشاطا مربحا في نفس تخصصه المتمثل في فتح مركز للتكوين والتنمية. من جهته، رئيس جامعة البرج، قال إن الأستاذ إستعان بأناس وطلبة غرباء عن الحرم الجامعي من أجل تنفيذ مطالبه الشخصية وقام بتحريضهم على غلق أبواب الجامعة من خلال صفحته على "الفيس بوك" ما تسبب في حرمان زملائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، ما أثار استياء البعض من الطلبة من إقحامهم في صراع بين الإدارة والأستاذ المعني، الذي يمكن أن يتم إيجاد مخرج له بالاعتماد على القوانين أوالتوجه إلى العدالة بعيدا عن استغلال الطلبة في هذه الصراعات. من جهته، أعلن التضامن الطلابي الوطني عبر عدد من جامعات الوطن، على غرار تيارت، الدخول في إضراب مفتوح على مستوى قسم الهندسة الميكانكية، في انتظار التحاق باقي الأقسام بالإضراب، ابتداء من يوم 27 نوفمبر الجاري، احتجاجا على غلق أبواب الحوار من طرف إدارة الجامعة وبقاء المطالب البيداغوجية والاجتماعية للطلبة عالقة منذ انطلاق الموسم الجامعي، وهو نفس الشأن بالنسبة لجامعة أدرار، حيث واصل أمس، الطلبة من مختلف التشكيلات النقابية بالجامعة الإفريقية في ولاية أدرار، حركهم الاحتجاجية، أين قاموا بغلق كل مداخل الحرم الجامعي احتجاجا على وفاة زميل لهم سقط من شرفه بالحي الجامعي.