ثمن أعضاء سابقون من التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامي لمراجعة الخدمة المدنية، وإيجاد صيغة بديلة لتحفيز الأطباء للعمل في الجنوب والهضاب العليا دون طابع إلزامي، خاصة أنهم لطالما ناضلوا من أجل هذا المطلب، وخرجوا في إضراب لثمانية أشهر من أجل تحسين ظروف عمل الطبيب للتكفل الجيد بالمريض. ورحب عضو سابق بالتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين في تصريح "للشروق" بتصريحات الرئيس تبون قائلا: "نحن ننتظر تطبيقها على أرض الواقع" وتابع "أخيرا تحصلنا على الإنصاف بعدما تعرضنا للتعنيف والضرب وسالت دماؤنا وخصمت رواتب المضربين وواجهنا قرارات إدارية عقابية، ولهذا فاعتراف الرئيس بمطالبنا يجب أن يعقبه قوانين تطبيقية قريبا". وأوضح المتحدث أن المقيمين خلال إضرابهم طالبوا بمراجعة الصيغة القديمة للخدمة المدنية لا إلغاءها نهائيا، خاصة أن الأطباء المختصين الذين كانوا يذهبون للجنوب والهضاب العليا لم يجدوا الظروف التي تساعدهم على العمل، واعتبر المتحدث أن تصريحات الرئيس بخصوص إعادة الاعتبار للطبيب، وكل ممتهني الصحة بحاجة الى قرارات في الميدان، خاصة أن جائحة كورونا أثبتت في كل البلدان وخاصة الجزائر، أننا بحاجة الى تحيين المنظومة الصحية وإعادة الاعتبار لمهنييها. وأكد عضو التنسيقية أن قرار مراجعة الأجور، والمنح الخاصة بالطبيب، أضحى أكثر من ضرورة، لأن هذا الأخير بعد سنوات من التحصيل العلمي لا يجد في بلاده الظروف ولا التحفيزات الملائمة، وهو ما يضطره للسفر بحثا عنها في الدول الأجنبية، والتي تستقطب الكفاءات الجزائرية. ومن جهته، قال المكلف بالإعلام السابق في التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين، حمزة بوطالب، للشروق مطلبنا الأساسي في الإضراب الذي دام 8 أشهر، كان إلغاء إجبارية الخدمة المدنية لتحسين المنظومة الصحية للقضاء على سياسة "البريكولاج" مشيرا إلى أنه ينبغي تحسين ظروف العمل في المناطق النائية من ناحية الوسائل والتقنيات، وقال "آن الأوان للتخلص من الشعبوية، فلا يعقل أن نقول للشعب: وفرنا لكم أطباء دون وسائل، ليجد الطبيب نفسه في فم المدفع". وطالب بوطالب بضرورة وضع إستراتيجية تنفيذية وجلسات عمل عن طريق إشراك كل الفاعلين في القطاع للانطلاق في خطوات إصلاح المنظومة الصحية، حتى لا يبقى تصريح الرئيس مجرد حبر على ورق، ولفت المتحدث إلى أن الأطباء عامة، والمقيمين على وجه الخصوص الآن، هم في الصفوف الأولى لمجابهة أزمة كورنا، بالرغم من ضعف الإمكانات، وينبغي حتى على الشعب الوقوف معهم لاجتياز هذه المرحلة، والأخذ بنصائحهم والتزام الحجر الصحي.