قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية، إن علماء في جامعة هولندية ابتكروا جسماً مضاداً وحيد النسيلة يمكنه هزيمة فيروس كورونا المستجد في المختبر، وهي خطوة أولى ولكنها مبشرة في الجهود المبذولة للتوصل إلى علاجات والحد من انتشار الجائحة. وقد أبطل هذا الجسم المضاد التجريبي نشاط الفيروس في المزارع الخلوية. وأوضح تقرير الوكالة الذي نشر، الثلاثاء، أنه رغم أن هذه المرحلة تعد مرحلة أولية في عملية تطوير الدواء – تسبق إجراء التجارب على الحيوانات والبشر – فقد يساعد الجسم المضاد في الوقاية من كوفيد-19 والأمراض المتصلة به أو علاجها في المستقبل، إما وحده أو في تركيبة دوائية، وفقاً لدراسة نُشرت، الاثنين، في مجلة "نيتشر كوميونيكاشينز". A human monoclonal antibody blocking SARS-CoV-2 infection This antibody could be useful for development of antigen detection tests and serological assays targeting SARS-CoV-2, and ultimately may offer a therapeutic option against COVID-19. https://t.co/tN8qpIxxXf pic.twitter.com/PqYkco5Pkb — Ilan Schwartz MD PhD (@GermHunterMD) May 4, 2020 كيف يعمل الجسم المضاد؟ كتب بيريند جان بوش، من جامعة أوتريخت الهولندية وزملاؤه في الورقة البحثية، أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لمعرفة مدى قطعية النتائج في بيئة سريرية والطريقة المحددة التي يهزم بها الجسم المضاد الفيروس، حسب موقع "عربي بوست". ويستهدف الجسم المضاد المعروف باسم 47D11 البروتين الشوكي الذي يمنح فيروس كورونا شكلاً يشبه التاج ويمكنه من دخول الخلايا البشرية. وفي تجارب جامعة أوتريخت، لم يبطل هذا الجسم المضاد نشاط الفيروس المسؤول عن كوفيد-19 فقط ولكنه أبطل أيضاً نشاط أحد أقربائه ممن يحملون بروتينات شوكية مماثلة، الذي يسبب متلازمة الالتهاب التنفسي الحادة، أو السارس. ومن المعروف أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي بروتينات مصنوعة في المختبر تشبه مثيلاتها الطبيعية التي ينتجها الجسم لمحاربة البكتيريا والفيروسات. ولأنها شديدة الفعالية، فهي تستهدف نقطة محددة على الفيروس. وفي هذه الدراسة، استخدم العلماء الفئران المعدلة وراثياً لإنتاج أجسام مضادة مختلفة لبروتينات فيروسات كورونا الشوكية. وأظهرت الفحوصات اللاحقة أن للجسم المضاد 47D11 قدرة على إبطال نشاط الفيروس. وبعد ذلك، أعاد الباحثون تشكيل هذا الجسم المضاد لتصنيع نسخة بشرية بالكامل، وفقاً للورقة البحثية. نتائج مبشِّرة وكتب بوش وزملاؤه: "تُعرف الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستهدف المواقع الضعيفة للبروتينات الموجودة على سطح الفيروس بأنها فئة مبشرة من الأدوية لعلاج الأمراض المعدية وقد أظهرت كفاءة علاجية لعدد من الفيروسات". وقد أحدثت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بالفعل ثورة في علاجات السرطان، حيث أصبحت أدوية مثل دواء كيترودا الذي تنتجه شركة "ميرك وكو" الأمريكية. وهرسبتين الذي تنتجه شركة "روش" السويسرية من أكثر الأدوية مبيعاً في العالم. وعلاج الالتهاب المعروف هوميرا الذي تصنعه شركة "آبفي إنك" الأمريكية. هو أيضاً جزء من عائلة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة. وأظهر اثنان من هذه العلاجات التي تضم هذه الأنواع من الأجسام المضادة نتائج مباشرة لعلاج الإيبولا. وتعمل شركات مثل "ريجينيرون فارماسيتيكالز إنك" الأمريكية أيضاً على تطوير علاجات الأجسام المضادة المحتملة لفيروس كورونا. سباق عالمي ضد كورونا ويأتي هذا الاكتشاف بينما بدأ مئات من الأشخاص في التشمير عن سواعدهم في جميع أنحاء العالم لحقنهم بلقاحات تجريبية قد تمنحهم مناعة توقف تمدد مرض كوفيد 19، مما يحفز أملاً – ربما غير واقعي – في أن نهاية الوباء قد تحل في وقت أقرب مما كان متوقعاً. وقالت شبكة "أيه بي سي نيوز" الأمريكية، إن نحو 100 مجموعة بحثية تعمل على إنتاج لقاح، قرابة اثنتي عشرة مجموعة منها في المراحل الأولى من التجارب على البشر (التجارب السريرية) أو على وشك البدء فيها. إنها ساحة مزدحمة، لكن باحثين يقولون إن ذلك يزيد فقط من احتمالات أن يكون قليل منها فحسب قادراً على تجاوز العقبات العديدة المتبقية. فيما يقول البروفيسور أندرو بولارد، الذي يقود فريق جامعة أكسفورد، لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية: "نحن لسنا حقاً في منافسة ضد بعضنا البعض. نحن في سباق ضد فيروس وبائي، ونحتاج حقاً إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين في هذا السباق". أما الحقيقة الصعبة، فهي أنه لا توجد طريقة للتوقع بثقة أي اللقاحات – إن وجدت – سيعمل بأمان، أو حتى بتسمية مرشح معين لتصدر سباق إنتاج اللقاح. إذ الأمر كما قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأوبئة في الحكومة الأمريكية: "أنت بحاجة إلى مزيد من التسديدات على المرمى، للحصول على فرصة أكبر في الوصول إلى هدفك في لقاح آمن وفعال". Scientists have created an antibody that can defeat the new coronavirus in the lab — an early but promising step https://t.co/fyecMcDoYz — Bloomberg (@business) May 5, 2020