استهدفت صبيحة أمس الأربعاء، عملية انتحارية، ثكنة للجيش الوطني الشعبي، بضواحي مدينة الأخضرية، بولاية البويرة، جنوب شرق الجزائر العاصمة، مخلفة في حصيلة أولية ومؤقتة، ما لا يقل عن 8 قتلى وأكثر من 20 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة، أغلبهم من الجنود. العملية الانتحارية الأولى من نوعها بالمنطقة،(75 كلم شرق العاصمة)، نفذها حسب مصادر متطابقة، إنتحاريا، يبلغ من العمر 20 سنة على الأقل، عند حدود الساعة السابعة إلا ربع من صبيحة أمس الأربعاء. وقال مصدر أمني، أن إنتحاريا فجّر نفسه، وقد كان على متن شاحنة تبريد مفخخة، توجهت بسرعة فائقة نحو مدخل الثكنة، الواقعة بالطريق الوطني رقم 5، وهي معبأة بكميات معتبرة من المتفجرات الشديدة المفعول، قبل أن تنفجر وهو بداخلها. وحسب معلومات توفرت ل "الشروق اليومي"، من عين المكان، فإن قوة الإنفجار الإجرامي، أحدثت حفرة عمقها حوالي متر ونصف، فيما تعرض جزء هام من هياكل الثكنة إلى التحطيم، خاصة على مستوى المدخل الرئيسي للثكنة العسكرية، ولم تستبعد التحليلات الأولية، أن تكون الشاحنة التي استعملها الإرهابيون مسروقة، في إنتظار إستكمال التحقيقات الأمنية. وسجلت أوساط أمنية، بصمات تنظيم "القاعدة" في إعتداء أمس، حيث تمّ بنفس الطريقة التي نفذت بها اعتداءاتها الإجرامية بالعاصمة، وقبلها تفجيرات درقانة والرغاية، ثم تفجيرات تيزي وزو وبومرداس، وكلها عمليات تمت باستخدام السيارات المفخخة وتقنية التفجير عن بعد وعن طريق ذبذبات الإتصالات اللاسلكية بتوظيف الهواتف النقالة، غير أن تفجير الأخضرية هو الثاني من نوعه الذي تلجأ فيه "القاعدة" إلى الأسلوب الإنتحاري بعد تفجيرات 11 أفريل بالعاصمة. ومباشرة بعد الإنفجار الإجرامي، الأول من نوعه بعد تفجيرات 11 أفريل الماضي، ضربت قوات الجيش والدرك الوطني حزاما أمنيا محكما، وإستمر العمل بإجراءات أمنية مشددة إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، كما شرعت مصالح الأمن وقوات الجيش الوطني الشعبي، صباح أمس، في عملية تمشيط واسعة النطاق للمنطقة المحاذية لمكان الجريمة، وقد تم توظيف طائرات هيليكوبتر عسكرية، ركزت تحليقها على جبال للاّ أم السعد (شمال الأخضرية)، وبقاس(شمال القادرية)، المتاخمة لمترفعات سيد علي بوناب (على الحدود مع ولايتي تيزي وزو وبومرداس)، المصنفة ضمن معاقل الجماعات الإرهابية. وقد أحدث الإعتداء الإرهابي هلعا كبيرا وسط السكان المقيمين بالمنطقة، خاصة القريبين من موقع الإنفجار، كقريتي "أولاد عيسى" و"زبربورة"، التي يقع فوق إقليمها المؤسسة الوطنية للدهن، وتحديدا على الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين العاصمة والشرق الجزائري، وحسب شهود عيان، فإن قوة الإنفجار تم سماعها بالعديد من النقاط القريبة على مستوى ولاية البويرة، مثل مدن الأخضرية والقادرية، وهما المحورين اللذين مازالا نقطة لتحركات عناصر تنشط ضمن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"(الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، التي تستغل التضاريس الجبلية والجغرافية الصعبة للإختباء وتفادي مواجهة المصالح الأمنية. وتحركت على جناح السرعة، سيارات الإسعاف لنقل الضحايا، خاصة الجرحى والمصابين، حيث تم نقلهم بإتجاه مستشفى الأخضرية ومستشفى البويرة، فيما تم تحويل أولائك الذين تعرضوا لإصابات خطيرة نحو مستشفى عين النعجة العسكري وبعض مستشفيات العاصمة، ونقل شهود عيان، بمدينة الأخضرية، أن صفارات الإنذار لعدد كبير من سيارات الإسعاف، كانت تنتقل ذهابا وإيابا، بين الثكنة التي إستهدفها الإرهابيون ومستشفى الأخضرية، وهو ما أعاد ذاكرة المواطنين إلى سنوات الدم والرعب، خاصة وأن الناحية من بين المناطق الأكثر تضررا من الإرهاب عبر الوطن. وجاءت هذه العملية الإنتحارية، الأولى من نوعها، التي تستهدف مركزا عسكريا، في وقت تعرف فيه المنطقة المعروفة تاريخيا بإسم "باليسترو"، إستقرارا أمنيا ملحوظا منذ عدة سنوات، بإستثناء بعض الإعتداءات الفردية والمعزولة التي يتم تنفيذها بشكل متقطع من الحين إلى الآخر، خارج المدن، وقد إعتمدت مراكز الشرطة والدرك الوطني بالناحية، إجراءات أمنية إحترازية، على غرار مختلف مناطق الوطن، مباشرة بعد التفجيرات الإرهابية التي إستهدفت في الأشهر القليلة الماضية مراكز الشرطة والدرك بولايتي بومرداس وتيزي وزو. وإختار "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تاريخ 11 جويلية لتنفيذ عملية إنتحارية جديدة صبيحة أمس بالأخضرية، على غرار ما حصل بنفس الطريقة الإستعراضية والمفاجئة يوم 11 أفريل، (بعد 90 يوما من غزوة غدر)، حيث نفذت فيه تفجيرات إنتحارية بالجزائر العاصمة، إستهدفت قصر الحكومة ومركزين للأمن الوطني. ج/لعلامي: