تبقى ثقافة الإتّصال حلقة جوهرية مفقودة في بيت الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، بِدليل تضارب الآراء بِشأن المنافسات التي تُنظمها هذه الهيئة القارية للعبة، أو القرارات التي تتّخذها. ولعلّ آخر ما يُثبت ذلك، هو ما سرّبه مسؤول ب "الكاف" للقناة الفرنسية "آر آم سي سبور"، معلومة مثيرة للجدل، مضمونها أن نهائيات كأس أمم إفريقيا بِالكاميرون ستُؤجّل إلى تاريخ لاحق، بِسبب استمرار مخاطر فيروس "كورونا". ورفضت وسيلة الإعلام الفرنسي المُشار إليها ذكر إسم هذا المسؤول، بِسبب مطالبته بِعدم الكشف عن هُوِّيَته. الذي أضاف أن "الكاف" ستُعلن عن التأجيل في الأيّام القليلة المقبلة. ويُفترض أن تحتضن الكاميرون نهائيات كأس أمم إفريقيا، ما بين التاسع من جانفي والسادس من فيفري 2021، مع بقاء أربع جولات في سباق التصفيات تسبق المحطّة الختامية. ولكن إذا تجسّدت تصريحات هذا المسؤول ب "الكاف"، فإن البطولة قد تُؤجّل إلى صيف العام ذاته أو تاريخ آخر. وسُجّلت وفاة 175 كاميروني بِفيروس "كورونا"، وإصابة 5436 شخص، وشفاء 1696 فرد. استنادا إلى أحدث البيانات الطبّية الرّسمية بِهذا البلد. ولا تملك "الكاف" ثقافة اتّصال مثل التي تُعرف بها الإدارة العصرية والمُحترفة، خاصة منذ قدوم الملغاشي أحمد أحمد لِرئاسة هذه الهيئة في مارس 2017. حيث اعتاد الجمهور الإفريقي، على تلقي معلومات قيّمة تصدر عن مسؤول (أحيانا مجهول) ب "الكاف"، يُفضّل منحها لِوسيلة إعلام من أوروبا الغربية (فرنسا وبريطانيا مثلا) أو بلد إفريقي ما، عادة ما ينتمي إليه مُسرِّب المعلومة. وكان المسؤول برينس بامبو العضو بِاللجنة الطبية ل "الكاف" قد صرّح لِإذاعة غانية في الأيّام القليلة الماضية، بِأن هيئته ستُلغي منافستَي رابطة أبطال إفريقيا وكأس الإتحاد الإفريقي للموسم الحالي، بِسبب استمرار مخاطر فيروس "كورونا". قبل أن يعود "مُعاتبا" وسيلة الإعلام ذاتها والجمهور، ويقول إن المتلقي أساء فهم تصريحاته، ولم يُميّز بين التأجيل والإلغاء! فهل يُعقل أن ينفرد البيطري بِأمر صياغة أو تعديل الدستور؟ يُقول خبراء العلوم الإدارية إن غياب ثقاقة الإتصال، يُربك المنتسبين إلى المؤسسة، ويُغذّي الشكوك، وينسف "الصرح"، حتى ولو حاز أهله أرقى الوسائل البشرية والمادية والتقنية.