تجدّدت ليل الثلاثاء إلى الأربعاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق بعد أيام من توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال صباح الأربعاء أن أجزاء من المخيم شهدت ليل الثلاثاء إلى الأربعاء اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، بحسب ما أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وأضاف عبد الرحمن أن "المخيم كان هادئا حتى ليل الثلاثاء، لكن الاشتباكات اندلعت مساء واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى". وشهد المخيم في الفترة الماضية سلسلة من أعمال العنف، اذ تعرض للمرة الاولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 ديسبمر الماضي، ومرة اخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من أحيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها. وادت هذه الاحداث الى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه الى 100 الف لاجىء فلسطيني، بحسب أرقام الأممالمتحدة، من أصل 150 ألفا يقطنون فيه. لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة الى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا. وقال عبد الرحمن "يبدو ان الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح"، مشيرا الى ان الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة "لم تتوقف خلال الايام الماضية". من جهتها، افادت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من النظام ان الاشتباكات استؤنفت "بعد عودة المسلحين" الى المخيم. ونقلت عن مصادر فيه قولها ان اليرموك "يشهد بشكل يومي بين الفينة والاخرى اشتباكات بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمسلحين الذين عاودوا دخوله بعدما انسحبوا الى اطرافه"، ما ادى الى "نزوح الاهالي مرة ثانية". وتخوف عبد الرحمن من وجود "مخطط لابقاء اليرموك ضمن النزاع السوري، ما قد يتسبب بنزوح عدد كبير من سكانه، او فقدان الكثير من الارواح بسبب الاكتظاظ السكاني" في مخيم هو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويقطن فيه كذلك عدد كبير من السوريين