عادت الصحافة العالمية وفي عز وباء كورونا وما يحدثه من مآس لتتشبث بأمل اللعبة الأكثر شعبية وبالمواهب المثيرة التي بإمكانها في القريب العاجل أن تخلف كبار الكرة الأرضية الحاليين وفي مقدمتهم الظاهرة ليونيل ميسي ومنافسه كريستيانو رونالدو المتواجدين على أبواب اعتزال اللعبة. ماركا الإسبانية وهي صحيفة مختصة ويشتغل فيها عارفون باللعبة ومختصون من ذوي الكفاءة، وضعت لاعب ليون الصغير ريان شرقي الذي مازال دون السابعة عشرة من العمر، ثاني أفضل المواهب الصاعدة في لعبة كرة القدم والذي بإمكانه خلافة أحسن نجوم العالم حاليا، وهذا بعد لاعب أسمر في سنّه ينشط مع رين الفرنسي ويدعى كامافينجا، وكلاهما صارا يسيلان لعاب أندية كبيرة في العالم خاصة في الدوريين الإسباني والإنجليزي. لم تساعد جائحة كورونا الصغير ريان شرقي، ذي الأصول الجزائرية من الأب ومن الأم وذي الجنسية الفرنسية، بعد أن أوقفت الدوري الفرنسي ولم تعده عكس بقية دوريات أوربا، وكان اللاعب قد شد الأنظار في شهر جانفي من هذه السنة بعد أن أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ ليون الممتد على سبعين سنة، حيث تأسس أولمبيك ليون في سنة 1950، وهذا خلال مباراة ضمن تصفيات كأس فرنسا حيث سحق ليون فريق مغمور يدعى بورج بيروناس، إذ سجل وسنه 16 عاما ونصف فقط، وهو نفسه الذي حقق في شهر نوفمبر من سنة 2019 رقما قياسيا آخر، عندما واجه فريق زينيت سانت بيتيرسبورغ الروسي، وأصبح حينها أصغر لاعب في تاريخ ليون يشارك في مباراة ضمن دوري رابطة أبطال أوروبا ومن بين الأصغر في القارة العجوز المشاركين والمتألقين في أكبر منافسة قارية للأندية. ولا تتوقف أرقام ريان شرقي لاعب الوسط والمهاجم الأنيق صاحب الفنيات الكبيرة، فقد سجل هدفا ساحرا دكّ به عرين مانشستر سيتي الإنجليزي في مباراة ضمن رابطة أبطال أوربا للأواسط، وتمّ تعيينه كأصغر لاعب يسجل هدفا في هذه المنافس التي يتابعها بقوة الكشافون وخاطفو المواهب النادرة، حيث لم يكن سنّه سوى 15 عاما و33 يوما. مشكلة ريان شرقي لا تختلف عن مشكلة نبيل فقير، وحتى حسام عوار فهو ضمن تشكيلة ليون التي يرأسها جون ميشال أولاس، الذي قال في أحد تصريحاته بأن ريان شرقي أحسن بكثير من موهبة فرنسا كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، خلال السنوات الحالية والقادمة، فأدخل اللاعب في عالم مهّد لانضمامه إلى منتخب الديكة، خاصة أمام صمت الاتحادية الجزائرية الحالية التي لا تبدو متحمّسة للنجوم من مزدوجي الجنسية، حيث لم تضم منذ قدوم جمال بلماضي غير اللاعب آندي ديلور وبطلب من هذا الأخير، أي من دون أن تسعى هي إليه. أولاس سبق له وأن قدّم تصريحا لصحيفة توتو سبورت الإيطالية وصف شرقي بالظاهرة الكروية التي ستهز العالم، وأعرب عن إصراره على التمسك به إلى أن ينضج أكثر مع نادي ليون الذي كان أكبر الخاسرين بسبب جائحة كورونا، حيث تواجد في مركز غير أوربي قبل توقيف الدوري وهو الترتيب الذي تم اعتماده، ما يعني أن ليون لن يشارك الموسم القادم في رابطة أبطال أوربا المنافسة التي يعشقها الفريق، ولن يجد أولاس وسيلة لبيع لاعبيه ومنهم عوار وشرقي، ولن يسنح له غير التألق في ما تبقى من عمر رابطة أبطال أوربا لهذه السنة التي من المحتمل استئنافها في شهر أوت القادم، حيث يمتلك ليون بعض الحظوظ لبلوغ الدور الربع النهائي، لأنه فاز على أرضه بهدف نظيف من تمريرة حاسمة لحسام عوار أمام جوفنتوس في لقاء الذهاب في ليون، وبقيت مباراة العودة التي من المفروض أن تُلعب في تورينو وهي آخر فرص ليون وأولاس للتألق قبل أن يغيب هلال الفريق خلال الموسم القادم على الصعيد الأوروبي. الفيديوهات القليلة المتوفرة عن ريان شرقي تبيّن بأن اللاعب من طراز نادر، وهو يافع مازال في حاجة إلى ترويض معنوي لأجل اختيار المنتخب الذي يلعب له وستكون فرصة أخرى ضائعة للجزائر لو ذهب هذا اللاعب لمنتخب الديكة حيث سيتأكد حينها بأن فرنسا هي التي تختار وليس اللاعب ولا عائلته. ب. ع