ذكّرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المواطنين بتدابير الوقاية من أجل الحد من انتشار بعوض النمر، مطمئنة بعدم تسجيل أي حالة في الجزائر، إلى غاية الآن، خاصة أن هذه الحشرة تعرف نشاطا مكثفا، خلال الفترة الممتدة من شهر ماي إلى غاية شهر نوفمبر. وبدأت بعض المصالح الصحية في استقبال حالات لمواطنين بالغين وأطفال، يعانون من آثار لدغات هذه البعوضة، خاصة في ولايات العاصمة وتيزي وزو وبومرداس. وما يزيد من خطورة انتشارها، تبويضها كمية كبيرة تصل إلى 400 بيضة، تطرح في أماكن متفرقة، وتختار لذلك الأماكن المناسبة والمفضلة لها، وهي الماء والرطوبة والحرارة. ويؤكد المختصون أنّ بعوض النمر متواجد في الجزائر في العديد من الولايات، خاصة تيزي وزو ووهرانوالجزائروجيجل، وينتشر في المناطق الحضرية، كما يتأقلم بسهولة مع مختلف النطاقات الحيوية وبيضه يقاوم الجفاف طويلا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النوع يستقبل فيروس الشيكونغونيا وحمى الضنك وفيروس زيكا. وبخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها أو الوقاية منها، فإن المصالح المختصة لمعهد باستور تعتبر "انتشار بعوض النمر خطرا حقيقيا للولايات الساحلية الجزائرية والمناطق الرطبة". وحذر معهد باستور من تكاثر هذه الحشرة، داعيا إلى الحد من مصادرها التي ينتجها السكان أنفسهم، لاسيما الحاويات والأواني والإطارات والمياه المستعملة والمهجورة والراكدة. ومع ذلك، يقول المختصون إن "السيطرة على انتشار هذه البعوضة أمر ممكن، ويكفي لهذا القيام بعملية توعية واسعة النطاق"، علما أنّ بعوض النمر يهاجم أيضا خلال النهار وليس فقط عند الفجر أو عند الغسق. ونصحت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المواطنين بالتوجه نحو المركز الصحي الأقرب إليهم، في حال بروز أعراض مقلقة جراء هذه اللسعات. للتذكير، يعود ظهور أولى حالات بعوض النمر إلى جوان 2010 بولاية تيزي وزو، ليظهر مجددا في ديسمبر 2015 بمنطقة عيون الترك بولاية وهرانوبالجزائر في جويلية 2016 ومن ثم في أوت 2017 وفي جيجل 2017. وسجلت مختلف المصالح الاستشفائية والصحية العام الفارط توافد ما يناهز 4 آلاف مواطن نحو المصالح الصحية للفحص بشأن الإصابة بلدغات يعتقد أو يتخوف من أن تكون بعوضة النمر..