أثار ذكر اسم ولاية بسكرة باب الجنوب الكبير، ضمن البؤر الجديدة لوباء كورونا، حسب البروفيسور جمال فرار بعض القلق، في قلوب أهل المنطقة، خاصة أنها تعرف هذا الوضع حديثا منذ عيد الفطر المبارك، وأكد مدير الصحة ببسكرة، صعوبة الوضعية الوبائية جراء الانتشار المتواصل والمتزايد لفيروس كورونا عبر العديد من بلديات الولاية وعلى رأسها بسكرة وسيدي عقبة وأولاد جلال محذرا من بلوغ مرحلة أصعب في ظل استمرار لامبالاة المواطنين بتوصيات الحماية والوقاية من هذا الفيروس الخطير مجددا نداءه العاجل للجميع من أجل الالتزام التام بشروط الوقاية. ومن جهتهم أكد العديد من الأطباء على مستوى مصالح التكفل بمرضى الكوفيد 19 أن أغلب المستشفيات المعنية بمرضى كورونا بولاية بسكرة مشبعة عن آخرها وحتى المصالح الجديد التي تم فتحها ببعض البلديات مثل زريبة الوادي مثلا لم تعد لوحدها كافية لاستيعاب المزيد من المصابين في ظل استمرار ارتفاع عدد الإصابات التي لم تعد حسب أحد الأطباء تقتصر على الأفراد بل عائلات بأكملها، فيما أكد طبيب آخر مدى الإرهاق الكبير الذي بات يصيب الأطقم الطبية والشبه طبية ببسكرة بسبب كثرة عدد المصابين ليناشد هذا الطبيب وعلى لسان زملائه، كل المواطنين من أجل تفهم هذه الوضعية والوعي بمخاطرها وضرورة الالتزام بشروط الوقاية فهذا الإجراء مطلوب بشدة وبضرورة ملحة لتفادي وضعية أسوأ. كما أشارت مصادر طبية ل"الشروق" أن هذا الارتفاع المتواصل لعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا تعرفه الولاية منذ عيد الفطر المبارك تقريبا ليصل العدد المصرح به رسميا الى 13 حالة في يوم واحد، بحسب آخر الإحصائيات الرسمية الخاصة بيوم الاثنين الأخير قبل أن تنخفض لحالتين في اليومين الأخيرين، والسبب في هذه الحالات المتزايدة، وبحسب المعنيين يعود إلى عدم احترام شروط التباعد بالنسبة للمواطنين سواء في الأعراس أم المقابر أثناء الجنائز أم حتى في الأسواق أين لا تزال ثقافة اللامبالاة والاستهزاء بشروط الوقاية بادية لدى أغلب المواطنين. ولعل الأخطر من كل ذلك حسب المتتبعين للوضعية الوبائية في بسكرة هو استمرار إن لم نقل تفشي ثقافة الشك والتشكيك في كل شيء متعلق بفيروس كورونا لدى المواطنين البسطاء وأيضا وبصورة خطيرة لدى بعض ممن يوصفون بالمثقفين والمتعلمين الذين ينشطون بأسماء حقيقية أو مستعارة عبر وسائل التواصل فهؤلاء وبآرائهم السلبية ومعلومات بعضهم المغلوطة أو التي تفتقر إلى السند العلمي أو المصدر الصحيح يساهمون حسب المتتبعين بطريقة أو بأخرى في تفاقم الوضعية الوبائية عبر تراب الولاية.