قال مؤسس شركة مايكروسوفت الأمريكية بيل غيتس إن العائق النهائي لتوزيع لقاح ضد فيروس كورونا المستجد هو ضمان أن يتم يتداوله بين الأشخاص بالفعل. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الجمعة، صرح غيتس، أن 70 إلى 80 في المائة من سكان العالم سيتعين عليهم تناول اللقاح، قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها. وساهم غيتس وزوجته ميليندا عبر مؤسستهما الخيرية بأكثر من 250 مليون دولار حتى الآن لتطوير الأبحاث والاختبارات واللقاحات. وفي استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز للأنباء، قال ثلاثة أرباع الأمريكيين، إنهم سيأخذون لقاح فيروس كورونا إذا تأكدوا من أنه آمن، فيما قال حوالي 40 في المائة من البالغين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم سيأخذونه ذلك إذا تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء، بينما قال 38 في المائة إنهم سيأخذونه بعد تجارب سريرية واسعة النطاق. كما قال ثمانية وثلاثون في المائة من المستجيبين أنهم سينتظرون حتى يأخذ معظم الجمهور اللقاح قبل تناوله بأنفسهم. وهناك أكثر من 140 مشروع لقاح قيد التطوير، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من أن البحث يتحرك بسرعة كبيرة، لا تزال هناك العديد من التحديات حول جمع البيانات لإثبات أن اللقاح سيعمل بشكل فعال. غيتس ونظريات المؤامرة وجد الملياردير الأمريكي بيل غيتس نفسه محط نظريات المؤامرة حول العالم، وذلك بسبب محاضرة قديمة له تحدث فيها عن فيروس قاتل. ففي عام 2015، اعتلى غيتس خشبة المسرح في فانكوفر ليلقي محاضرة، أصدر فيها تحذيراً شديداً. يومها قال غيتس للحضور: "لو تسبب شيء في مقتل عشرة ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المرجح أن يكون ذلك فيروساً شديد العدوى وليس حرباً". وحظيت كلماته التحذيرية تلك ببعض التغطية الإعلامية آنذاك، ولكنها مرت دون أن يلقي الكثيرون لها بالاً. ولكن الآن حظي فيديو المحاضرة بملايين المشاهدات، وأبدى الكثيرون اهتماماً كبيراً بأسباب ما قاله غيتس أكثر من فحوى الكلام ذاته. ويتهم البعض غيتس بزعامة طبقة من الصفوة العالمية. ويرى آخرون، أنه يتزعم محاولات لتجريد العالم من سكانه.! ويتهمه آخرون بمحاولات جعل التلقيح ضد الأمراض إلزامياً، كما يتهمه البعض بمحاولات زرع شرائح إلكترونية في أجساد البشر. ولم تلق المؤسسة بالاً للمزاعم الخاطئة بشأنها. وفي تصريح لها قالت المؤسسة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "نحن قلقون بشأن نظريات المؤامرة التي تنتشر على الإنترنت والضرر الذي قد تسببه للصحة العامة". وأضاف التصريح: "في وقت كهذا، يواجه العالم فيه أزمة صحية واقتصادية غير مسبوقة، من المؤسف أن ينشر أشخاص معلومات مضللة في الوقت الذي يجب أن نتعاون فيه جميعاً لإنقاذ حياة الجميع. وخير ما نقوم به للتصدي لكوفيد-19 هو نشر الحقائق". وفي مقابلة مع "بي بي سي" أيضاً أعرب غيتس عن دهشته أنه أصبح محط نظريات المؤامرة. وقال غيتس: "من المسبب للقلق وجود هذا القدر من الجنون في العالم. عندما يتم تطوير لقاح، نريد أن يستخدمه 80 في المائة من العالم، وإذا سمع الناس أن ذلك مؤامرة، فإنهم سيعزفون عن اللقاح وسيستمر المرض في قتل الناس". وأضاف غيتس: "أنا مندهش أن بعض هذه الشائعات يتركز على شخصي. نحن فقط نتبرع بالمال، ونفكر في حماية الأطفال من الأمراض، لكن الأمر لا يتعلق بالشرائح الإلكترونية أو أي من ذلك. تكاد هذه الأمور أن تُضحكنا أحياناً".