عاد مسلسل الحرائق بشكل ملفت للانتباه إلى الواجهة منذ بداية فصل الصيف بولاية بجاية، الأمر الذي بدأ يثير القلق لدى سكان العديد من القرى المشيدة وسط الغابات بجبال الولاية. وفي هذا الصدد فقد أثارت الحرائق المندلعة نهاية الأسبوع بمختلف مناطق بجاية، الرعب في أوساط المواطنين، كما كان الحال بمنطقة أسيف الحمام بأدكار، أين اندلع حريق مهول أجبر السكان على قضاء ليلة بيضاء خوفا على حياتهم وممتلكاتهم، خاصة بعد هبوب رياح عاتية ساهمت في امتداد رقعة الحريق بشكل سريع ومخيف، فيما ظلت ألسنة النيران تهدد مرة أخرى غابات البحيرة السوداء بأكفادو. وحسب مصالح الحماية المدنية بالولاية فقد تم إحصاء 12 حريقا خلال 24 ساعة منها أربعة ضخمة ومهولة اندلعت بكل من قرية ثادارث وادى بصدوق و"شوفو" بأميزور وتالة إغانيمان بكنديرة وكذا غابات البحيرة السوداء أكفادو، كما تم تسجيل حرائق أقل خطورة على مستوى ست بلديات أخرى كملبو وأوقاس ودرڤينة وفناية وإغرام وأقبو وهي الحرائق التي تم إخمادها بفضل تضافر الجهود بين عناصر الحماية المدنية وأعوان محافظة الغابات والمواطنين. كما شب، حريق مهول، مساء الجمعة، في غابة جبل مسيد عيشة ومشتة الوصاف وبئر حمام التابعين لبلدية حمالة أقصى شمال عاصمة الولاية ميلة، أتى على ما يقارب 100 هكتار من المساحات الغابية من أشجار الصنوبر الثمري والسرول الأخضر، ومساحة شاسعة من الأحراش والأدغال، عبر الشريط الغابي الممتد إلى غاية بلدية ترعي باينان. وذكرت مصادر "الشروق" أن الحريق، شب عند الساعة الثامنة مساء أول أمس، أين سارعت وحدات الإطفاء التابعة لمصالح الحماية المدنية لبلدية القرارم قوقة مدعومة بالرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات، تضم أكثر من 20 عنصرا إلى عين المكان لإخماده، ونظرا لقوة الرياح وشدة الحرارة التي فاقت 35 درجة، بذل أعوان الحماية المدنية جهودا كبيرة لإخماد الحريق ومن ثم السيطرة عليه قبل امتداده إلى باقي الغابة والبيوت المجاورة. وأتلف الحريق أكثر من 6 هكتارات من أشجار السرول الأخضر والصنوبر الثمري، إضافة إلى 95 هكتارا من الأدغال والأحراش والأعشاب اليابسة، الأمر الذي خلق حالة من الخوف والفوضى وسط السكان الذين سارعوا إلى الخروج من منازلهم قبل أن تتدخل عناصر الحماية المدنية، التي سيطرت على الحريق قبل امتداده الى باقي الغابة والمساكن المجاورة، وقد تدخل رفقة مصالح الحماية المدنية سيارتا إطفاء تابعة لمصالح الغابات وذلك بحضور السلطات المحلية، في حين يجهل السبب الحقيقي للحريق والذي ترجعه بعض المصادر إلى الارتفاع في درجة الحرارة، من جهتها فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في الحادث.